الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ممكن أن يكون القذف السريع وضعف الانتصاب وراثيا؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
يشهد الله أني أضع كامل ثقتي في هذا الموقع المبارك، وأنا دائم الزيارة له، وتوجد عندي عدة أسئلة، أقسم بالله لقد أقلقتني، وأريد إجابات لكل سؤال، لعل وعسى بإجاباتكم يذهب هذا القلق، فأسألكم بالله أن تُجيبوا على كل سؤال منها، وسوف أذكر التفاصيل، وأرجو من المُجيب أن يقرأها بتمعن، ويفهمها، ويجيب على كل سؤال، وليس على سؤال واحد أو سؤالين.

أعرف ما هو القذف السريع وأنواعه، وكم نسبة شيوعه بين الناس، ولكن هذا الأمر لم أكُن أفكر فيه قبل أن أبدأ بزيارة المواقع، والبحث عنه، وعند البحث الكثير بدأت اُفكر فيه كثيرا، وقرأت عن الحالة العضوية، والحالة النفسية.

فأنا ليس لدي أمراض من ناحية الجسد، ولله الحمد، ولا أمراض مُزمنة، ولا أدخن، ولم آخذ أدوية، وأعاني من ارتفاع ضغط الدم، ويوجد عندي انتصاب صباحي كل يوم، واحتلام من مدة لمدة، ولكن بالعادة السرية أقذف بسرعة جدا، علما أني البداية كنت أتأخر، ولكن مع الأيام أصبحت سريعة، فقديما كنت أحك القضيب من خلف الملابس بالغطاء، وكنت أتعب لكي أقذف، أما الآن فالأمر لا يستغرق ثوانٍ.

أعلم أن سرعة القذف عند ممارسة العادة أمر طبيعي جدا، ولكن كل ما ينقُصني هو الاقتناع بذلك، فأنا كلما قرأت بعض الأجوبة التي تُفيد حالتي اقتنعت قليلا، وبعدها أعود للتفكير فأبحث مجددا، وأقرأ أسئلة تدفع شكوكي للأمام، فلا أعلم ماذا أفعل، هل أوقف البحث لكي أتوقف عن التفكير بهذه الأمور؟ أم ماذا؟

فكما قلت لكم لا يوجد قلق من الحالة العضوية، لكن قلقي من الحالة النفسية، وقد قرأت أن تباعد فترات الجماع مسبب في ذلك، وغيره، ومن ضمن الأسباب التوتر والقلق النفسي، فبحثت عن التوتر والقلق النفسي فقرأت عنه أنه القلق الدائم، مثل القلق في العمل وغيره، والقلق والتوتر الذي يأتي بضيق التنفس، والقلق الحاد، والانعزال، وأعراض أخرى لا تُوْجَد بي ولله الحمد.

فإذا كان لا يوجد بي فهل قلقي هذا يُعتبر من أسباب القذف السريع؟

علما أني فوْر بدئي بالخوف من هذا الأمر هممت بترك العادة نهائيا، وتوجهت للأكل الصحي وللرياضة؛ فأسألكم بالله هل هذا الخوف لن يأتي لي بالقذف السريع، ويختلف تماما عن المقصود بالحالة؟ فخوفي الآن هو الخوف من الحالة النفسية المسببة لذلك.

وقد أجبتم على شخص ما بأنه قد لا يؤدي إلى سرعة القذف، لكن يؤدي إلى ضعف الانتصاب الذي بدوره يؤدي إلى سرعة القذف، وأنا كنت خائفا من ضعف الانتصاب، ولكن مع مشاهدة الأفلام، ومُجرد التفكير بالجنس؛ ينتصب قضيبي انتصابه ممتاز، إذا هذا القلق لم يؤثر على الانتصاب، فهل هذا الخوف والقلق مختلف وطبيعي ويأتي للكثير من الشباب؟ فقد تخلصت من خوفي من ضعف الانتصاب، لكن بقي القذف السريع.

الأسئلة:
1- هل هذا الخوف طبيعي، وليس له علاقة بالمقصود بما ذُكر؟

2- كيف أعلم أنَّي مصاب بسرعة القذف وراثيا أو بنقص هرمون، أو بوجود حساسية شديدة بالقضيب؟ فكما ذكرت ببداية ممارستي لم يكن القذف سريعا، فهل هذا ينفي وجود نقص الهرمون أو الإصابة وراثيا؟

3- هل المُصاب وراثيا بسرعة القذف أو بوجود حساسية شديدة على القضيب؛ يقذف بسرعة عند بداية الإثارة، أي حتى لو لأول مرة يمارس فيها العادة؟

4- كيف أعرف أني مصاب بسرعة القذف وراثيا، أو بنقص هرمون من دون زيارة الطبيب؟ وهل القذف السريع بعد التعود على العادة يُعتبر أن لدي حساسية شديدة بالقضيب؟ أم هو طبيعي؟

5- هل الاحتكاك بالقماش سواء المخدة والفراش، أو البطانية، ومن ثم القذف بسرعة؛ يعني وجود قذف سريع؟

6- هل الرياضة مع بناء العضلات واللياقة والركض تؤثر على سرعة القذف؟

7- كيف أترك التفكير والوسوسة بهذه الأمور من دون أدوية؟ أريد طرق فعالة.

8- قديما كنت أعتقد أن الزنا محرم، لكنه بدون إزالة الملابس لا يعتبر مُحرما؛ فكنت أحتك بفتاة من الخلف، ومع الأيام أصبحت أقذف سريعا إذا احتككتَ بها من الخلف، فهل هذا بسبب الاحتكاك الدائم؟ وعندما تذكرت هذا الأمر ذهبت لوضع مخدتين، وفور الإيلاج بينها بعد نصف دقيقة قذفت؛ فهل أنا مصاب بسرعة القذف؟ أم بسبب التعود؟

أرجوكم ثم أرجوكم ثم أرجوكم أن تُجيبوا على كل سؤال.

جزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أحمد العنزي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

من الواضح من خلال سؤالك أنك قرأت تفاصيل كثيرة عن سرعة القذف، والأنواع والأسباب، لذا سأحاول الدخول بصورة مباشرة في الإجابة على الأسئلة الموضحة، ولكن قبل ذلك هناك أمر مهم، وهو أن تقييم سرعة القذف ومدى حجم الإصابة بها، وتحديد نوع الإصابة يكون بعد الزواج، وبعد انتظام العلاقة الجنسية؛ فنرى شخصا يمارس الاستمناء، ويكون لديه سرعة قذف، وعند الجماع يكون هناك تأخر، وصعوبة في القذف، والعكس صحيح.

لذا في البداية لا أستطيع الإجابة بصورة حاسمة على الإصابة أو السلامة من سرعة القذف قبل الزواج، وقبل انتظام العلاقة الجنسية؛ فالراحة النفسية أثناء الجماع مع الزوجة في بيت الزوجية، والحرص على إمتاع الطرف الآخر، وإحساس احتكاك القضيب بالمهبل؛ كلها أمور مختلفة تماماً عما يحدث في الاستمناء، أو عند الاحتكاك بفتاة بملابسها، وما يصاحب ذلك من قلق من افتضاح الأمر، أو محاولة استعجال الوقت لإنهاء المهمة سريعاً.

ولكن هذا لا ينفي أنه أثناء الجماع ومع الإثارة العالية والاحتكاك بالمهبل؛ أن تكن هناك سرعة قذف لم تظهر من قبل، لذا نترك الأمر برمته إلى ما بعد الزواج، وبعد انتظام الجماع، والحرص على الرياضة والتغذية، وتقارب أوقات الجماع، وتجنب الأوضاع الجنسية المثيرة، وتجنب الأسباب الأخرى من التهاب البروستاتا، أو ضعف الانتصاب، أو الإجهاد والضعف العام.

ما تمر به من خوف هو طبيعي، ويحدث للكثيرين، ولا يعني ذلك وجود قلق نفسي كبير يحتاج لعلاج، فقط عليك تجنب التفكير في الأمر مجدداً، ويساعدك في ذلك بإذن الله أستاذنا د محمد عبد العليم الاستشاري النفسي.

تشخيص الحالة أنها من النوع الأولي وأنها وراثية أو جينية أو نتيجة حساسية وراثية؛ يكون بعد انتظام العلاقة الجنسية، وكون الأمر في بداية ممارسة الاستمناء كان طبيعياً، ثم أصبحت هناك سرعة؛ فهذا قد يعني استبعاد تشخيص سرعة القذف الأولية نوعا ما، ولا نقيم الأمر بدقة فقط من خلال أول ممارسة للاستمناء؛ فالأمر يتحدد مع الوقت، ومع انتظام الأمور، وليس من أول ممارسة، سواء للاستمناء أو للجماع.

والأمر لا يحتاج للعرض على طبيب، بل فقط نترك التفكير فيه، ومع الزواج تتضح الأمور، ولا نحدد ذلك من خلال الاحتكاك بالسرير، أو الوسادة، أو القماش، فرجاء لا تشغل بالك كثيراً بتلك الطريقة، وذلك التفكير السلبي، وعليك بالبدء في التفكير الإيجابي بالحرص على الرياضة المنتظمة، والتغذية الجيدة، وبسلامة الانتصاب، والصحة العامة؛ تقل فرص الإصابة بسرعة القذف، صحيح قد تكون بكامل الصحة، والانتصاب جيد، وحريص على الرياضة المنتظمة، ويكون لديك سرعة قذف لأسباب أخرى؛ ولكن نحاول الحرص على الأسباب التي تحسن من الحالة، وتجنب الإصابة بسرعة القذف.

والله الموفق.
__________________________________________
انتهت إجابة الدكتور إبراهيم زهران استشاري الأمراض الجلدية والتناسلية وأمراض الذكورة.

وتليها إجابة الدكتور محمد عبد العليم استشاري أول الطب النفسي وطب الإدمان.
__________________________________________

أخي الكريم: نشكرك على تواصلك مع الشبكة الإسلامية، وأؤكد لك أنني قد اطلعت على رسالتك بكل تفصيلها، ولن نهمل أي جزء منها إن شاء الله تعالى بقدر المستطاع.

الإجابة على سؤالك الأول: هل هذا الخوف طبيعي وليس له علاقة بالمقصود بما أذكر؟ لا، الخوف الذي لديك طبيعي، لديك قلق، ولديك وسوسة حول القذف، وهذه قطعاً تؤدي إلى سرعة في القذف، لا يوجد ما يسمى بسرعة القذف الوراثي، لكن توجد حالات يكون فيها الإنسان قلقاً بصفة وراثية، وهذا يؤدي إلى سرعة في القذف بصورة ثانوية.

نقص الهرمون لا يؤدي إلى سرعة القذف أبداً هذا لم نسمع به أبداً، ونقص الهرمون يثبت أو ينفى من خلال قياس مستوى هرمون الذكورة في الدم، الحساسية الشديدة في القضيب هي أمر معقد، ونشاهدها لدى بعض الذين يمارسون العادة السرية بكثافة.

الإجابة الثالثة هي كما في السؤال الثاني، حيث إنه لا يوجد بما يعرف بسرعة القذف الوراثي، لكن يوجد قلق وراثي.

سؤالك الرابع كيف أعرف أنني مصاب بسرعة القذف وراثياً أو بنقص الهرمون بدون زيارة الطبيب؟ لا يوجد سرعة قذف بالوراثة، ونقصان الهرمون لا يمكن إثباته أو نفيه إلا من خلال القيام بفحص الهرمون في الدم.

هل القذف السريع بعد التعود على عادة يعتبر أن لدي حساسية شديدة بالقضيب؟ ليس كذلك، إنما الغالب يكون لديك خيال جنسي قلق، والخيال الجنسي القلق أيضاً يؤدي إلى سرعة القذف.

سؤالك الخامس: هل الاحتكاك بالقماش سواء المخدة والفراش، أو البطانية ومن ثم القذف بسرعة يعني وجود قذف سريع؟ قطعاً هذا يدل على وجود القذف السريع، يدل على وجود القلق والوسوسة والحساسية، وسرعة الاستثارة الجنسية من خلال خيالات جنسية معينة، وغالباً تكون خيالات مضطربة.

سؤالك السادس: هل الرياضة مع بناء العضلات واللياقة والركض تؤثر على سرعة القذف؟ نعم الرياضة تحد من سرعة القذف، لأنها تقلل من القلق ومن التوترات.

سؤالك السابع: كيف أترك التفكير والوسوسة بهذه الأمور من دون أدوية؟ هو أن تتذكر معالي الأمور، وأن في الحياة أشياء أهم من ذلك، وأن الإنسان يجب أن يرتقي بنفسه وبفكره وبذاته، وعليك بتقوى الله وبر الوالدين، وأن تعيش حياة فيها فاعليات، وفيها أهداف وفيها آمال، مثل مساعدة الضعفاء، الاجتهاد في دراستك، حسن التواصل الاجتماعي، الانخراط في العمل التطوعي، الحرص على الصلاة في وقتها، والمداومة على حلق القرآن؛ هذه ترتقي بك وترتقي بفكرك؛ مما يزيل عنك هذه الوسوسة إن شاء الله تعالى.

سؤالك الثامن: قديما كنت أعتقد أن الزنا محرم، ولكنه بدون إزالة الملابس لا يعتبر مُحرما، فكنت أحتك بفتاة من الخلف إلى آخره، الزنا حرام، وكل مقدماته حرام، وما هو مرتبط به حرام، فيجب أن تصحح مفاهيمك، وهذا الذي تتحدث عنه أبداً لا يفعله فتى مسلم، فلا بد أن ترتقي بنفسك كما ذكرت لك أيها الفاضل الكريم، ودع عنك هذه الوسوسة، وارتفع وارتق بنفسك إلى معالي الأمور.

بارك الله فيك، وجزاك الله خيرا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً