الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي أعراض المس والسحر فكيف أعالج نفسي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أسعد الله أوقاتكم، وجزاكم الله خيرا على هذا الموقع المفيد.

أنا فتاة أبلغ من العمر 18 عاما، في العام الماضي -في شهر شوال- كنت أرى أصابع قدمي تتحرك دون تحكمي، في تلك المرحلة لم أشعر بالقلق، ثم تطورت الحالة وأصبحت أشعر بحركة مع نبض في الساق وألم في الركب، وعند استيقاظي من النوم أشعر بأن أصابع قدمي تؤلمني وخاصة الإبهام.

قررت أن أبحث عن الأعراض التي أعانيها وقرأت عن النبض، وكان تفسيره إما أن يكون ناتجا بسبب إرهاق الأعصاب، أو بسبب المس من الجن، خفت كثيرا ولم أخبر والدي بما حصل، ومع مرور الأيام صعد النبض إلى ذراعي، وبدأت أشعر بانتشاره في جسمي، مرة في بطني، ومرة في أذني، وأجفان العين، وجوف الرحم، وفي مناطق خاصة، علما أنني في فترة ما كنت أصلي وأثناء تلاوة سورة الفاتحة سمعت أصوات الموسيقى في داخلي، استمر الصوت عدة ثواني وانقطعت صلاتي، وأصبت بعدها برجفة وخوف، فاستعنت بالله وأعدت صلاتي، وبعد تلك الحادثة لم تحصل لي مثل هذه الأعراض.

وهناك حادثة أخرى حيث إنني استيقظت من نومي وكنت أعاني من ألم يدي، كأن شيئا يضغط بالقوة عليها، شيء مثل الإبرة يضغط على ذراعي حتى تكون الأثر على مكان الضغط، لا أعلم إن كان الأمر مرتبطا بالنبض أم لا؟ ولم تتكرر الحالة.

ما زال النبض مستمرا ويؤلمني، أشعر بأن شيئا داخل أعصابي ينتقل إلى جسدي، وأحيانا أشعر بأن جسدي ثقيل، أو أن هناك ذراعاً أثقل من الأخرى، وكذلك القدم, أقول في نفسي بأن ما أعانيه بسبب المس، ولا بد من معالجة الأمر، فأبدأ بقراءة الرقية الشرعية ولا أستمر لأكثر من يومين وتفتر همتي وأتركها، علما أنني كنت أرى أحلاما مروعة في نومي وأستيقظ فزعة منها، وبعد أن داومت على قراءة أذكار النوم توقفت الكوابيس، فهل أنا مصابة بالمس؟ مع العلم أن والدتي في الوقت الذي حصلت لي فيه الحالة كانت مريضة بالعين أو السحر لم نتأكد إلى الآن، كانت أمي عندما تسمع القرآن يتحول في أذنها إلى موسيقى ولكنها تحسنت -بفضل الله-، وفي تلك الفترة لم أحافظ على قراءة الأذكار.

أفيدوني، وشكرا لكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ عالية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لكم تواصلكم، ونسأل الله لكِ الشفاء، وما ذكرت من أعراض مرضية فهي يمكن أن تكون أعراض مس أو عين، وأرجو أن لا تقلقي مما لديك فهذا أمر عارض، وسيزول -بإذن الله تعالى- ومما نشير به عليكِ:

- حافظي على الصلاة في أوقاتها، وعلى الذكر، وقراءة القرآن، وأذكار الصباح والمساء، وأذكار النوم، وأكثري من الاستغفار والدعاء، وخاصة في أوقات الاستجابة، وتصدقي على الفقراء فالصدقة لها أثرها في تفريج الكرب -بإذن الله تعالى-.

- اقرئي سورة البقرة على الأقل كل ثلاثة أيام مرة، وإذا شعرت بالتعب فيمكن أن تستمعي لها من صوت أي قارئ، قال رسول الله -صلى الله عليه وسلم-: (اقرؤوا سورة البقرة، فإن أخذها بركة، وتركها حسرة، ولا يستطيعها البطلة)، قال معاوية: "بلغني أن البطلة السحرة "، [رواه مسلم، الرقم: 804].

- استمري في الرقية الشرعية وداومي عليها، وإذا شعرت بالتعب فتوقفي لأيام ثم عاودي الرقية مرة أخرى.

- خذي عسلا طبيعيا واقرئي عليه سورة الفاتحة وآية الكرسي والمعوذات ثلاث مرات، وكلي منه.

- ومن الرقية التي يمكن أن ننصح بها خذي قليلا من الماء وأضيفي عليه الملح وأوراق السدر المطحونة، ثم يقرأ عليه:
الفاتحة سبع مرات، آية الكرسي سبع مرات، أول خمس آيات من سورة البقرة سبع مرات، سورة الكافرون سبع مرات، سورة الإخلاص سبع مرات، سورة الفلق سبع مرات، سورة الناس سبع مرات، آيات السحر، آيات الحسد، ثم يشرب منه قليلا، ويغتسل به بعد أن يوضع في الثلاجة ليكون باردا -إذا استطعت-، ويُغتسل به عدة مرات حتى يكاد ينتهي، ثم ما تبقى لا يرمى في الحمام بل يكب في مكان طاهر، واستمري على هذا إلى أن تري تحسنا.

نسأل الله أن يشفيكِ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً