الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرقي نفسي بقراءة سورة الفاتحة، فهل أستمر أم أتوقف؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة غير متزوجة، أريد أن أستفسر: هل الرقية بقراءة الفاتحة تشفي من الأمراض الجسدية؟ (لا أقصد السحر أو العين)، فمنذ ثلاثة أشهر بدأت العلاج بهذه الطريقة، حيث أقرأ سورة الفاتحة 7 مرات يومياً على كوب ماء، وأنفث به ثلاث مرات قبل القراءة وبعدها ثم أشربه، شعرت بقليل من التحسن.

هل هذه الطريقة صحيحة، وهل تكفي مرة واحدة في اليوم، وهل أستمر عليها أم أتوقف؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ منى حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

نشكر لكم تواصلكم، وأما بخصوص الاستشفاء بالفاتحة، فإن من أسماء سورة الفاتحة الشافية، فهي شفاء، ولها نفع عجيب في الشفاء من كل الأمراض الحسية والمعنوية، وهي من الرقية الشرعية التي ثبت إقرارها في سنة النبي -صلى الله عليه وسلم-، فقد أقر أبا سعيد الخدري الذي رقى السليم الذي سأله الرقية.

عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه:"أن ناساً من أصحاب رسول الله -صلى الله عليه وسلم- كانوا في سفر، فمروا بحي من أحياء العرب، فاستضافوهم فلم يضيفوهم، فقالوا لهم هل فيكم راق؟ فإن سيد الحي لديغ أو مصاب، فقال رجل منهم: نعم، فأتاه فرقاه بفاتحة الكتاب فبرأ الرجل، فأعطي قطيعا من غنم فأبى أن يقبلها، وقال: حتى أذكر ذلك للنبي -صلى الله عليه وسلم-، فأتى النبي -صلى الله عليه وسلم- فذكر ذلك له، فقال: يا رسول الله، والله ما رقيت إلا بفاتحة الكتاب، فتبسم وقال: (وما أدراك أنها رقية)؟ ثم قال: (خذوا منهم، واضربوا لي بسهم معكم). رواه مسلم برقم «5863».

عليه، فإن الاستشفاء بالفاتحة ممكن في كل مرض سواءً كان سحراً، أو مساً، أو حسداً، أو مرضاً عضوياً، فقد تقدم معنا في الحديث، فإن الرجل الذي طلب الرقية كان لديغا -أي لسعه شيء-، وهذا مرض عضوي.

-يمكن التداوي بالفاتحة عن طريق قراءة الفاتحة مرة أو أكثر، ثم النفث على اليد ومسح مكان الألم، أو القراءة على ماء و شربه، أو الاغتسال به، بشرط أن لا يسقط في مكان النجاسات، أو قراءة الفاتحة على عسل ثم تناوله، أو غير ذلك مما ثبت بالتجربة نفعه، وهذا نافع -بإذن الله تعالى- إذا كان الراقي مخلصاً لله تعالى في الرقية، لأنها نوع من الدعاء، وأن يعتقد أن الشفاء بيد الله تعالى وحده، وإنما الرقية سبب فقط.

-الإكثار والمدوامة على الرقية بالفاتحة بعدد أو بغير عدد لاحرج في ذلك، وبما أنك شعرت بتحسن فاستمري في ذلك، ونسأل الله لك الشفاء والعافية.

قال ابن القيم: "كان يعرض لي آلام مزعجة بحيث تكاد تقطع الحركة مني، وذلك في أثناء الطواف وغيره، فأبادر إلى قراءة الفاتحة وأمسح بها على محل الألم، فكأنه حصاة تسقط، جربت ذلك مراراً عديدة، وكنت آخذ قدحاً من ماء زمزم فأقرأ عليه الفاتحة مراراً فأشربه، فأجد به من النفع والقوة ما لم أعهد مثله في الدواء". مدارج السالكين (1/ 58).

وفقكِ الله لما يحب ويرضى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر ولاء

    والله يااختي انا مثلك وكلما بحثت عن رقيه بالنت اذا بي اجد احد يتحدث عن رقيه الفاتحه او عن حديث الاعرابي ورقيه الفاتحه وكأن الله يحثني عليها وأنها الخير أسأل الله أن تكون نفع لي ولكي

  • أمريكا رضا قاسم

    الخط صغير جدا وغير واضح ومرهق
    رغم جوده الموقع نهرب منه لهذه الاسباب

  • أمريكا ألله اكبر ولله الحمد جزاكم الله الخير وابوابه منة من الله

    الحمد لله

  • هولندا ميس الريم

    اللهم علمنا ما ينفعنا ونفعنا بما علمتنا وزدنا علما

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً