الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحسنت نفسيا من المخاوف بعد الزيروكسات لكنه أضعفني جنسيا.. ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا متزوج، ولدي أربعة أطفال، وأصبت بحالة خوف مفاجأة في مركز تسويق، وأنا مع زوجتي، وبعدها شعرت بحالة خوف شديد، ولا أريد الخروج من المنزل، وكنت أذهب إلى عملي وأنا مرتعب من أن تعود لي تلك الحالة.

ذهبت إلى طبيب وصرف لي دواء السيروكسات حبة واحدة قبل النوم، استمريت عليها ثمان سنوات، وأنا أتعالج بالسيروكسات -والحمد لله- مع الأيام تحسنت حالتي، وذهبت بعض المخاوف كركوب الطائرة والمصاعد، وكانت هناك مخاوف تنتهي وتبدأ مخاوف جديدة كالخوف أني سأصاب بحالة هلع، وأنا مع أطفالي وزوجتي، وأصبحت أتجنب الخروج في نزهة معهم، وكما أن زوجتي لا تعلم أني مصاب بالخوف والقلق، ولكن مع التعرض والمجاهدة أزيلت تلك المخاوف، ولكني شعرت أن السيروكسات بعد تلك الفترة لم يعد ذا فعالية كالسابق، فذهبت إلى طبيبة وصرفت لي دواء فافرين حبة واحدة قبل النوم، والسوليان نصف حبة صباحاً، والنصف الآخر مساءً مع السيروكسات حبة واحدة، وشخصت حالتي بأنني لدي مثالية عالية، ووساوس وأفكار لا أستطيع مقاومتها.

فعلاً استمريت على العلاج لمدة شهر، وتحسنت مشاعر القلق والخوف بشكل جيد، ولكنني أردت استبدال العلاج؛ لأنه سبب لي ضعفا جنسيا كبيرًا، وذهبت إلى طبيب وطلب مني التوقف عن استخدام الفافرين والسوليان، واستبداله بالفينيكس حبة صباحا ومساء، مع الدوجماتيل حبة ثلاث مرات في اليوم قبل الأكل بنصف ساعة، وشدد على ذلك، ولكني أشعر بعصبية وقلق، ولم أرتح لهذا العلاج.

المطلوب منكم بارك الله فيكم هل أعود للفافرين والسيروكسات مع السوليان أم آخذ بوصفة الطبيب الآخر؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سامي الزبيدي حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: لعل ما حدث لك هو حالة من الهلع، وأعقبها حالة من الرهاب والخوف، وكما ذكرت تحسنت على الزيروكسات، ولكنك استمريت عليه لفترة طويلة، فترة 8 سنوات هي فترة طويلة جداً، ولا أدري ما هي الجرعة التي كنت تتناولها، المهم الآن تحسنت على الزيروكسات مع الفافرين والسوليان بدرجة ملحوظة، وحصل لك عجز جنسي ومشاكل جنسية، طبعاً أنت الآن تأخذ 3 أدوية، وواضح أن الزيروكسات لم يكن مسؤولاً عن المشاكل الجنسية، وإلا لكان ذكرته في فترة 8 سنوات، فإذاً المشاكل الجنسية إما أن تكون ناتجة عن الفافرين أو السوليان، وأنا أرجح أنها تكون من الفافرين، ولذلك طالما تحسنت عليه أنصحك بتناول الزيروكسات مع السوليان، ولا ترجع للفافرين، ولاحظ إن كان العجز الجنسي تحسن، والحالة النفسية تحسنت فإذاً الفافرين هو المسؤول عن المشاكل الجنسية.

والفافرين والزيروكسات هما من نفس الفصيلة فصيلة SSRIS المسؤولة عن زيادة مادة السيرتونين في مخ الإنسان، أما السوليان فهو مضاد للذهان، ولكن بجرعات خفيفة يعطى غالباً للتوتر والقلق، وهذا ما ساعدك في حالتك، إذاً أنصحك بالزيروكسات والسوليان في الوقت الحاضر، كما لا يفوتني أن أطلب منك أن تجمع بين العلاج الدوائي والعلاج النفسي، لأنك تعاني مرضا نفسيا فإذا كان بالإمكان التواصل مع معالج نفسي ليقوم بمساعدتك في تغيير بعض السمات التي ذكرتها الطبيبة من أنك ترتبط بها، مثل الحساسية المفرطة، الحساسية المفرطة تعالج عادة ليست بالأدوية، ولكن بالجلسات النفسية تزال الحساسية من خلال جلسات نفسية للعلاج السلوكي المعرفي، حيث يقوم المعالج النفسي بإعطائك تدريبات معينة وواجبات محددة تقوم بها في حياتك العملية للتخلص من هذه الحساسية تدريجياً، وتستطيع أن تعيش حياة طبيعية بإذن الله.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً