الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من مشكلة السهر واكتئاب ما بعد الولادة.

السؤال

السلام عليكم.

أنا ربة بيت وأم لطفلة، أعاني من مشكلة السهر، مشكلتي بدأت بعد ولادتي، عانيت من اكتئاب ما بعد الولادة، فقد كنت أخاف على بنتي خوفاً شديداً، لا أنام لا ليل ولا نهار من شدة خوفي عليها، حتى بعدما خرجت من اكتئابي بقيت مشكلة السهر معي.

بنتي بعمر سنة ونصف، وأنا حامل في شهري الرابع، ولم أستطع التخلص من هذه المشكلة، حالتي النفسية سيئة جداً، وحالتي الصحية أسوأ، فأنا مصابة بإرهاق شديد، وأصبحت عصبية جداً، لا أستطيع حتى القيام بواجباتي المنزلية من شدة التعب، مع هذا لا أستطيع النوم، أنام قبل الفجر بساعة أو أقل وأصحو لأصلي شبه نائمة.

أحس أنه الوقت الوحيد الذي أكون فيه لوحدي أكون فيه حرة بعض الشيء دون إزعاج، وأنا أسهر على الإنترنت.

علماً أني طول اليوم إذا لم ألمس الجهاز عاديا، لكن في الليل كأنه واجب علي أن أقوم به، وفي بعض المرات أنعس ناعساً شديداً لكني لا أسمح لنفسي بالنوم، أحس أني أعاقبها ولا أعرف السبب؟!

أرشدوني، جزاكم الله عني كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سمية حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخت الكريمة، اكتئاب ما بعد الولادة هو نوع من الاكتئاب ينتشر بعد الولادة، ونسبته قد تصل إلى 10% من حالات الولادة، أو من النساء اللاتي يلدن قد يصبن بنوع من أنواع الاكتئاب بعد الولادة، ولكن الغالبية يكون خفيف عادة، ولا يحتاج لعلاج مكثف، وبعضهن يكون متوسطاً، وقد يحتاج لعلاج دوائي وعلاج نفسي.

النسبة القليلة يكون شديداً ويحتاج حتى للدخول في المستشفى، واضح أن الاكتئاب الذي حدث لك ليس من النوع الشديد، ولكن له بعض الأعراض التي ما زالت مستمرة وهي السهر.

من الأشياء التي نوصي بها عند حدوث اكتئاب ما بعد الولادة أن لا تحمل المرأة مرة أخرى قبل مرور 3 سنوات، ولكن حصل ما حصل، وطفلك ما زال بعمر سنة ونصف، وأنت حملت.

وصيتي الأولى هي تنظيم مواعيد النوم بالنسبة لك، تنظيم مواعيد النوم لم تذكري إذا كنت تنامين بالنهار أم لا، ولكن النوم بالليل مهم جداً للصحة النفسية، ومهم جداً للصحة الجسدية، عليك بالتوقف عن استعمال النت أو الشبكة العنكبوتية ليلاً، لأن استعمال النت عادة يدعو إلى السهر، فهي تشغلك عن النوم وتستمرين فيها لفترة طويلة ويدعو إلى السهر، توقفي عن استعمال النت ليلاً، وإذا كنت تحتاجين لاستعمال النت لأي سبب من الأسباب فالرجاء استعماله في النهار فقط، هذا من ناحية.

من ناحية أخرى تجنبي النوم بالنهار طالما عندك أرق وسهر في الليل فتجنبي النوم بالنهار، تجنبي تناول أي مشروبات منشطة وبالذات الشاي والقهوة بعد الساعة الخامسة ليلاً، وتجنبي الوجبات الثقيلة أيضاً في الليل، حاولي أن يكون عندك ساعة محددة للنوم، أطفئي فيها الأنوار، وحاولي أن لا تحملي هموم اليوم معك إلى السرير.

هذا -إن شاء الله- يؤدي إلى تحسن النوم، وتحسن النوم عادة يصحبه تحسن في الحالة المزاجية، بما أنك عندك تاريخ للاكتئاب بعد الولادة، وصرت حاملاً ولك 4 شهور، فإني أنصحك بالمتابعة المستمرة مع طبيب أو طبيبة نساء وولادة، لمتابعة الحمل.

حبذا لو ذهبت أيضاً لطبيب أو طبيبة نفسية في فترة الحمل، ليعطيك إرشادات محددة في ماذا يحصل لك بعد الولادة، وإن كنت تحتاجين إلى أن تراجعينه مرة أخرى أم لا، ولكن نأمل أن يستمر الحمل طبيعي وأن تلدي بسلام.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً