الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عندي خوف من الميكروفون وفي أول الصلاة الجهرية!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أعاني من رهاب اجتماعي في مواقف معينة، ولا أعلم إن كانت هذه المواقف ترهبني حديثًا أم منذ زمن، لكن ما أعرفه أن شخصيتي قوية، وأجيد الكلام والنقاش، وقد كنت أشارك في الإذاعة المدرسية سابقًا.

أحب المشاركة واجتماعي، وكذلك أحب القيادة، لكن ما يحدث معي ينغص علي حياتي، ويجعلني ضعيفًا بنظر نفسي، علمًا أن الأعراض تختلف في شدتها من موقف لآخر، حيث تتمثل هذه الأعراض بزيادة بدقات القلب، لدرجة أن قلبي سيخرج من صدري، وضيق نفس، وتغير نبرة الصوت، وتعرق شديد.

تتمثل الصعوبة لدي في بداية الموقف، لكن عند كسر الحاجز تبدأ الأعراض بالاختفاء، لكن ما يحدث معي في البداية يجعلني غير قادر على المبادرة، رغم محاولتي لأخذ نفس عميق، وإقناع نفسي أن الموقف عادي، ولا يحتاج كل هذه الرهبة، وأنا مقتنع في عقلي الباطني أن هذه المواقف عادية لكن ما يحدث، يحدث رغماَ عني.

1- عند تقديمي للإمامة في الصلاة الجهرية ( أعراض شديدة ) تخف في الركعة الثانية.

2- عند بداية حديثي في الاجتماعات الرسمية التي تتضمن حضورًا كبيرًا، وبشكل عام عندي خوف من الميكروفون ( أعراض متوسطة تخف إن قمت بالمبادرة وكسرت الحاجز )، لكن مجرد التفكير بأني سأتكلم يجعل الأعراض تظهر.

3 - عند حضور المناسبات الرسمية ( أعراض خفيفة يمكنني السيطرة عليها ).

أرجو مساعدتي لعلمي بأني متميز وأريد عمل شيء جيد في حياتي، لكن هذا ينغص علي ويجعلني أتوقف.
أريد دواء جيدًا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ ghaith حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما ذكرت في استشارتك أنك تعاني من رهاب اجتماعي في مواقف معينة -والحمد لله- قوة شخصيتك، ومحاولتك التغلب على ما تعاني منه خفف كثيراً من المشاكل التي تعاني منها، ولم تتركه يؤثر على حياتك بدرجة كبيرة، وإن كنت ما زلت تعاني من بعض الأعراض.

أعراض الخوف، وأعراض القلق مثل زيادة ضربات القلب، والخفق الشديد، كما ذكرت، وبالذات في البداية، وهذا ما يحدث عادة، أن الخوف في المواقف الاجتماعية يبدأ قبل هذه المواقف الشخص يحمل همًا ويكون خائفًا مضطربًا قبل حدوث المواقف المعينة، ويحاول تفاديها محاولة منه في تخفيف أو تقليل أو التخلص من أعراض الخوف التي يعاني منها.

فالمشكلة الأساسية أعراض الخوف التي تأتي في مثل هذه المواقف المعينة إذا كانت خطابة كما ذكرت، أو صلاة جهرية، أو في الاجتماعات الرسمية، أو عند حضور المناسبات الرسمية، كلها هذه مواقف مختلفة، ولكن العلة واحدة هي الرهاب الاجتماعي والقلق الاجتماعي، -والحمد لله- لقد اجتزت بنفسك مراحل مهمة في محاولة أن لا تجعل هذه الشيء يسيطر عليك ويؤثر على حياتك، قبل أن أذكر لك دواء بعينه أريد أن أذكرك بأنك إذا استطعت أن تتواصل مع معالج نفسي لكي يقوم بإعطائك جلسات في العلاج السلوكي المعرفي فهي مفيدة جداً في علاج الرهاب الاجتماعي، ويقال أن الجمع بين العلاج النفسي والعلاج الدوائي أفضل من العلاج الدوائي وحده.

من الأدوية المفيدة للرهاب الاجتماعي وقليلة الآثار الجانبية ما يعرف بالسيرترالين، أو الزوالفت 50 مليجراما تبدأ بنصف حبة ليلاً لمدة أسبوع بعد الأكل، ثم بعد ذلك حبة كاملة، وسوف يبدأ المفعول بعد أسبوعين، وتحس بالتحسن، أو زوال الأعراض إلى شهر ونصف، وإذا استطعت أن تجمع بينها وبين جلسات العلاج النفسي، فمتى ما اكتملت علاج الجلسات النفسية غالباً تكون 10 إلى 20 جلسة مرة في الأسبوع عليك بالاستمرار في الدواء لفترة تتراوح بين 3 شهور إلى 6 شهور حتى تكتمل هذه الجلسات النفسية، وتزول كل الأعراض التي تعاني منها في هذه المواقف وبعد ذلك يمكنك التوقف من الدواء تدريجياً، أي التخلص من ربع الجرعة كل أسبوع.

إذاً تحتاج إلى شهر للتوقف عنه نهائياً، سيرترالين الزوالفت لمدة 6 شهور مع الجلسات النفسية هي كافية بإذن الله للتخلص من الرهاب الذي تعاني منه، وأن تعيش حياة طبيعية.

وفقك الله وسدد خطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً