الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أمر بحالة اكتئاب بسبب كثرة المسؤوليات وتربية الأطفال

السؤال

السلام عليكم..

متزوجة وأم لـثلاثة أطفال، أصغرهم عمره 7 شهور، لاحظت في الفترة الأخيرة منذ 4 شهور تقريباً تغيرا كبيرا في حالتي النفسية، فأصبحت أغلب الوقت لا أشعر بالراحة، وأتضايق من أبسط الأشياء عندما أكون مع أطفالي، ومن مسؤوليات البيت.

وأكون قلقة، وأفكر بكل شيء، وكل الأعمال التي لم أقم بها تبقى عالقة بذهني، مع عدم وجود رغبة للقيام بأي شيء إطلاقا، لدرجة أنني في كثير من الأحيان أتمنى الموت، وأفكر بالانتحار أحيانا من شدة الضيق، وكثرة المسؤوليات والأعمال، وتربية أطفالي، والاهتمام بهم، كما ينتابني تأنيب الضمير بأنني لا أهتم بهم، ولا أعتني بهم كما يجب، وأنني مقصرة في تربيتهم، وتتحسن حالتي عندما أكون وحدي، وبعيدة عن كل المسؤوليات.

حالتي النفسية التي أمر بها تجعلني لا أشعر بالراحة أبدا، وأشعر بضيق شديد، وعدم رغبة بأي شيء إطلاقا، وأتمنى الموت على أن أعيش هكذا بقية حياتي، وأن أنعزل وأبتعد عن كل شيء، علماً بأنني في حملي الأخير لم أكن راغبة به، ومررت باكتئاب شديد، وفي أواخر شهور الحمل وبعد الولادة بدأت أتناول البروزاك بمعدل حبة كل يوم، فلاحظت تحسنا طفيفا، ولكن في الفترة الأخيرة ازدادت حالتي سوءا كما ذكرت سابقاً، وأشعر بأنها تزداد سوءاً يوماً بعد يوم.

أرجو منكم الرد علي بأسرع وقت، وتفسير حالتي النفسية، وإعطائي العلاج المناسب، فأنا لا أريد أن يتأثر أطفالي وزوجي بالحالة النفسية التي أمر بها، ولا أريد أن أهملهم وأقصر في حقهم.

وجزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ رزان حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخت الكريمة: بما أنك متزوجة ولديك ثلاثة أطفالٍ، وأصغرهم عمره سبعة أشهر، والأعراض بدأت قبل أربعة أشهر -أي بعد الولادة بفترة-، فواضح أن هذا الشيء له علاقة بالولادة، فأنت تعانين -بهذا الوصف الدقيق- من اكتئاب ما بعد الولادة، وهو اضطراب شائع جدًّا، ويُقال أن 10% من النساء يُعانون من هذا الاضطراب، اضطراب الاكتئاب ما بعد الولادة.

وكل الأعراض التي ذكرتِها هي أعراض واضحة للاكتئاب، وإن شاء الله ستعالج بالأدوية النفسية، وخاصة مضادات الاكتئاب من فصيلة أو مجموعة الـ (SSRIS)، وهذه المجموعة من الأدوية تؤدي إلى زيادة السيروتونين في دماغ الإنسان، وبالتالي تعويض السيروتونين في الدماغ يؤدي إلى زوال الأعراض.

لا أدري ما هي جرعة البروزاك التي تناولتِها، وكم من الوقتِ تناولتِه؟ لأن عادةً الدواء يبدأ مفعوله بعد أسبوعين، ويحتاج إلى شهرٍ ونصفٍ إلى شهرين حتى زوال الأعراض.

ونسبةً لشكواك التي ذكرتِها والتفكير في الانتحار، وبما أن لك أطفال: فإنني أرى أن تُقابلي طبيبًا نفسيًا لأخذ التاريخ المرضي متكاملاً، والحالة العقلية، ومن ثمَّ إمَّا أن يزيد الطبيب جرعة البروزاك، أو قد يعطيك دواءً آخر تحت إشرافه، فعليك بالمتابعة المنتظمة مع الطبيب، وإن شاء الله سيتم العلاج والشفاء.

هذا اكتئاب ما بعد الولادة، وتحتاجين إلى مراجعة طبيب نفسي، والتزام بتعاليمه، والمتابعة الدقيقة معه.

وفقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً