الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قلق ووسواس من الموت يذهب ويعود.. ماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا شاب عمري 20 سنة، أعاني من القلق والوسواس من الموت، وأتحسن بعض الشيء في بعض الأوقات، لكن سرعان ما أعود للخوف والقلق والتفكير، وأصبحت شارد الذهن وأفكر كثيرًا وأتذكر كثيراً، وأي شيء قديم أتذكره أخاف وأقول هذه إنذار، وأخافتني كثيراً شائعة أن الواحد يحس قبل الموت، ولا أعلم ماذا أفعل؟ وما هو العلاج السلوكي والدوائي؟ وهل تنصحني باستخدام سبراليكس؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد ال الزهراني حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: الخوف من الموت هو جزء أو هو عرض من أعراض القلق والوساوس والمخاوف الوسواسية، وهذا يؤدي - كما ذكرتَ - إلى الشرود الذهني والتفكير الكثير.

وبخصوص أن هناك شخصا يقول أن الناس عندما يموتون يحسّون بدنو أجلهم، فإن هذا طبعًا كلام من عند الناس ليس لهم به من سلطان، {قل هاتوا برهانكم}، فلا أحد يعرف رزقه ولا متى يموت، وعندنا من ذلك دليل، وهو قول الله تعالى: {وما تدري نفس ماذا تكسب غدًا وما تدري نفس بأي أرضٍ تموت}، وقوله تعالى: {قل لا يعلم من في السموات والأرض الغيب إلا الله}، وقوله تعالى: {أم عنده علم الغيب فهو يرى}، وقوله تعالى: {أطَّلع الغيب أم اتخذ عند الرحمن عهدًا}؟ وقوله تعالى: {قل لا أملك لنفسي نفعًا ولا ضرًا إلا أن يشاء الله ولو كنت أعلم الغيب لاستكثرتُ من الخير وما مسَّني السوء}، وأيضًا لم يرجع أحدًا من موته ليُخبرنا بإحساسه هل شعر بدنو موته قبل أن يموت أم لا، وكلُّ من يدَّعي ذلك عليه أن يأتي ببيِّنة، وهذا كلام متداول عند الناس ما لهم به من علم، {إن يتبعون إلاَّ الظنَّ وإن الظنّ لا يغني من الحق شيئًا}، {وما لهم بذلك من علم إن هم إلا يظنون}، وأنت طبعًا نتيجة لحالتك النفسية هذه الأشياء تتضخم عندك وتأخذ بُعدًا نفسيًا كبيرًا منك.

فكلُّ ما عندك - يا أخي الكريم - هو قلق وتوتُر ومخاوف وسواسية.

السبرالكس هو من الأدوية التي تزيد من مادة السيروتونين في الدماغ، ونقص هذه المادة مسؤولة عن وجود الأعراض التي تعاني منها، والسبرالكس دواء ممتاز وأعراضه الجانبية قليلة، يتمثَّلُ في عُسْرٍ في الهضم بعض الشيء في الأيام الأولى، ولذلك ننصح في البداية بنصف حبة لمدة أسبوع، ليلاً، بعد الأكل، والمفعول يأتي بعد أسبوعين، ويتم التحسُّن في خلال شهرٍ ونصف أو شهرين، وننصحك بالاستمرار في فترة لا تقل عن ستة أشهر، وبعدها يمكن التوقف عنه عاديًا، أي لا يحتاج إلى تدرُّجٍ في التوقف عن تناوله.

والجمع بين العلاج السلوكي والعلاج الدوائي مهم جدًّا، والعلاج السلوكي قد يتمثَّلُ في بعض الأشياء التي تفعلها أنتَ وتؤدي إلى الاسترخاء، مثل: التمارين الرياضية، المشي يوميًا، أو بعض التمارين الرياضية في المنزل، تمارين الاسترخاء، إما بالاسترخاء العضلي أو الاسترخاء بالتنفُّس المتدرِّج، أيضًا هذه الأشياء تُقلل من الخوف والتوتر، وأيضًا الانشغال عن النفس لا الانشغال بها، وذلك بالتواجد مع الناس، وخلق نشاطات اجتماعية متعددة تكون بين الناس، وإلاَّ فيمكنك الاستعانة بمعالج نفسي لوضع برنامج مُحدَّد من العلاج السلوكي المتدرِّج، والذي يتكوَّنُ من عدة جلسات.

علاج الخوف من الموت سلوكيا: 261797 - 272262 - 263284 - 278081

وفقك الله وسدَّد خُطاكَ.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً