الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أصبت بوسواس الخوف من الموت بسبب فقر الدم، فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم

أنا فتاة وبعمر 19 سنة، أعاني من فقر الدم ونقص في الحديد، أخبرتني الطبيبة إنه نقص حاد، فأصبت بهلع شديد، وانقطع عندي التنفس، وكدت أبتلع لساني من شدة الخوف، فذهبوا بي إلى المستشفى، فقالت الطبيبة: إنني بخير.

كل يوم وأنا مريضة ومهمومة ونفسيتي سيئة، ولا أعرف ماذا يحدث، وأشعر بآلام في جسمي، مثل اختناق في الحنجرة، وآلام في الصدر والقلب، وأتعبتني الهلوسة والخوف من الموت، وأنتفض عند النوم، وكلما سمعت عن خبر وفاة أخاف كثيراً، وصارت حياتي بائسة وتعيسة، ورغم أن الأعراض اختفت، إلا أنني ما زلت أخاف من الموت.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ مهى حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية. الطريقة التي أخبرتك بها الطبيبة حول فقر الدم ونقصان الحديد سببت لك هذا الهرع أو الخوف المؤقت، الحالة حالة بسيطة جداً.

أيتها الفاضلة الكريمة- فقر الدم الناتج من نقص الحديد أمر منتشر خاصة لدى البنات، وذلك نسبة للدم الذي يفقد من خلال الدورة الشهرية، أو لعدم الانتظام في تناول الأطعمة التي تحتوي على الحديد، الأمر في غاية البساطة، لا تكوني حساسة لهذه الدرجة، أنت لست مريضة نفسياً، هذا أؤكده لك، تجاهلي هذا الأمر تماماً، وابدئي في تناول نقصان الحديد حبة واحدة يومياً من الحديد، زائداً حمض الفوليك، وستجدينه في حبة واحدة أو كبسولة واحدة تتناولينها لمدة شهرين أو ثلاثة، وينتهي الأمر.

كذلك عليك بالمتابعة مع الطبيبة، أي أن تذهبي وتراجعي الطبيبة بعد شهرين أو ثلاثة من الآن مثلاً لإعادة قياس الدم، أمر في غاية البساطة لا تكوني حساسة لهذه الدرجة، أنت لست مريضة، وأنا أقول لك: الحمد لله تعالى الذي جعلك تكتشفين هذا النقص أو هذا الضعف البسيط في الدم، لأنها حالة بسيطة وحالة يمكن أن تعالج وتعالج بسهولة شديدة.

أرجو أن تصرفي انتباهك عن هذا الأمر، وانطلقي في الحياة بكل قوة، كوني نشطة بجميع المجالات، كوني فعالة في دراستك، أعمال المنزل مع أسرتك، نظمي وقتك، عليك بالنوم الليلي المبكر، ممارسة شيء من الرياضة، الاستعانة بالأذكار لإزالة الخوف، الحرص على الصلوات في وقتها، هذا هو الذي تحتاجين إليه، وأنت لست في حاجة لأي نوع من العلاج الدوائي.

أريد أن أنصحك بتمارين الاسترخاء، لأنها مفيدة ومفيدة جداً لإجهاض الأعراض النفسوجسدية الناتجة من الخوف، وأقصد بالأعراض النفسوجسدية هذا الشعور بالألم في الصدر والخمول، وربما يكون هنالك تسارعا في ضربات القلب، انقطاع النفس، هذه كلها أعراض نفسوجسدية ناتجة من التقلصات العضلية التي أتت من الخوف القلقي، لذا تمارين الاسترخاء مفيدة.

لتطبيق هذه التمارين اجلسي في مكان هادئ داخل الغرفة، اجعلي الإضاءة خافتة، يمكن أن تجلسي على كرسي مريح أو على السرير، اغمضي عينيك ضعي يديك فوق صدرك، افتحي فمك قليلاً ابدئي ببسم الله الرحمن الرحيم، بعد ذلك خذي نفساً عميقاً وبطيئاً عن طريق الأنف، اجعلي صدرك يمتلأ بالهواء، هذا يجب أن يستغرق 8 ثوان على الأقل، بعد ذلك امسكي الهواء في صدرك لمدة 4 ثوان ثم أخرجي الهواء ببطء شديد عن طريق الفم، وهذا يجب أن يستغرق حوالي 8 ثوان أيضاً.

كرري هذه التمارين 5 مرات متتالية بمعدل مرة في الصباح ومرة في المساء، تمرين بسيط تمرين مفيد، وستجدين فيه -إن شاء الله تعالى- خيراً كثيراً.

توجد أيضاً تمارين استرخائية للعضلات من خلال قبض العضلات وشدها ثم إطلاقها، هذا أيضاً يمكن أن تقرئي عنه في الانترنت وتطبقيه أي التمارين الاسترخائية للعضلات، وكذلك عن طريق التنفس المتدرج.

بارك الله فيك وجزاك الله خيراً، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً