الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من الاختناق وصعوبة في التنفس، ما العلاج؟

السؤال

السلام عليكم

أتقدم بالشكر للشبكة الإسلامية والاستشاريين، على إتاحة الفرصة لنا، للسؤال والاستشارة.

أنا أتعالج في مستشفى الطب النفسي، وآخذ أدوية نفسية منذ عشر سنوات تقريباً، أخدت دواء البروزاك والسروكسات والديباكين والأفكسر والدواء الذي استمريت عليه دواء الأفكسر 150 غراما، منذ 8 سنوات، إلا أني قبل شهر ونصف قطعته؛ لأنه سبب لي ارتفاعاً في ضغط الدم، وزاد النوم عندي، ودائماً أشعر بالنعاس، وكنت أتثاءب بشكل مبالغ فيه، وقت استخدام هذا العقار، وبعد قطع الدواء تأثرت بالأعراض الانسحابية، من توتر وقلق وعصبية، فكم يستمر بقاء الأعراض الانسحابية للأفكسر في جسم الإنسان بعد قطع هذا الدواء؟

أنا أشتكي مِن أعراض معينة لا أعرف هل هي من الأعراض الانسحابية أم هي أعراض المرض نفسه؟ وحقيقة لا أعرف تشيخص المرض الذي أشتكي منه، هل هو اكتئاب أم رهاب أم حالة عصبية؟

أنا أشتكي من اختناق أحياناً، وصعوبة في التنفس، وأعصابي مشدودة، ونرفزة وطفشان، وحالة من عدم الارتياح النفسي، وهبوط حاد في المزاج متعكر، وضيق في الصدر، وحالة من التوتر والقلق في الاجتماعات، بسبب المزاج الهابط، وعدم نشاط وحيوية وابتهاج وصعوبة في القدرة على التفكير والتركيز، ومشتت الذهن، وجميع هذه الأعراض كانت موجودة منذ بداية الحالة، بعد سن 18.

أودّ استخدام عقار جديد إذا كانت هذه الأعراض أعراض الحالة أو المرض، وليست أعراضاً انسحابية للأفكسر.

أريد أن تصف لي دواء يكون محسناً للمزاج في الدرجة الأولى، ومحسناً للقدرات العقيلة، سمعت عن عقار سبراليكس وأنه مفيد في حالة الاكتئاب والقلق والتوتر والرهاب الاجتماعي، وقليل الآثار الجانبية، خصوصاً أن الأفكسر آثاره الجانبية والانسحابية قوية، ويسبب النعاس لي.

أرجو أن تذكروا لي إذا كان السبراليكس مفيداً في حالتي، وكم الجرعة اللازمة والمدة؟ وما هي العلامات التي يمكن أن أراها أو أشعر بها كمؤشر للتحسن من الحالة؟ ومتى يتم استبدل الدواء أو أقطعه إذا لم أشعر بالتحسن؟

بالنسبة للسبراليكس والجنس هل يمكن أن يؤثر على الجنس على المدى البعيد أو يكون تأثيره مقصورا في الأيام الأولى من بداية العلاج.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:
نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أيها الفاضل الكريم، استوقفني أنك تعالجت بما يقارب ثمان سنوات، ولا تعرف تشخيص حالتك!

أخي الكريم، من المفترض أن تسأل طبيبك عن كل التفاصيل المتعلقة بحالتك، وهذا حق من حقوقك، والإخوة الأطباء يقومون بشرح تفصيلي، لمن يريد أن يعرف عن حالته، وبعد أن يتم التشخيص يتفق على الخطة العلاجية، ما بين المريض والطبيب.

أنصحك بأن تراجع طبيبك لتعرف منه التشخيص، وبعد ذلك تستمر في المتابعة، بالنسبة للإفكسر لا شك أنه دواء فعال، وأتفق معك أن من أسوء ما يسببه هذا الدواء هي الآثار الانسحابية، خاصة إذا تم الانقطاع عن الدواء فجأة، أو كان الإنسان يستعمله لمدة طويلة.

الآثار الانسحابية قد تظل لمدة ثلاثة إلى أربعة أشهر في بعض الأحيان، وأنا كثيراً ما أعطي عقار سمبالتا والذي يعرف باسم ديلوكستين أعطيه في حالة ظهور هذه الأعراض الانسحابية؛ لأن السمبالتا رديف للإفكسر، وآثاره الانسحابية أقل، فيمكنك إذا كنت متعباً من هذه الآثار الانسحابية أن تستعمل السمبالتا بجرعة صغيرة، وهي 30 مليجراما ليلاً لمدة شهر ثم تجعلها 30 مليجراما يوما بعد يوم لمدة شهر آخر، ثم تتوقف عن تناوله هذا من ناحية الأعراض الانسحابية.


أما من ناحية الأعراض الأخرى فأعتقد أن جزءاً منها ناتج عن الأعراض الانسحابية، وجزءاً منها هو نوع من الهفوة المرضية، أي أن أعراض المرض بدأت تتراجع عندك، والأعراض التي ذكرتها معظمها تشير إلى وجود قلق اكتئابي.

كما ذكرت لك، أرجو أن تذهب إلى الطبيب لتناقشه في موضوع التشخيص، السبرالكس دواء جيد جداً، لكن أترك أمر القرار بخصوصه لطبيبك، هو دواء جيد دواء فاعل، تأثيراته على الجنس قليلة وتختفي تماماً بعد التوقف عن العلاج.

أريدك أن تركز كثيراً على الآليات العلاجية غير الدوائية؛ حيث أنك صغير في السن ويمكن أن تستعين بممارسة الرياضة باستمرار، التمارين الاسترخائية تنظيم الوقت التفكير الإيجابي النوم الليلي المبكر الحرص على صلواتك في وقتها أن تحسن نسيجك الاجتماعي أن تجعل لحياتك هدفاً.

أيها الفاضل الكريم، هذه كلها علاجات ممتازة جداً، يجب أن لا نستكين فقط للعلاج الدوائي ونعتمد عليه، لا، المكونات العلاجية الأخرى مهمة خاصة بالنسبة للشباب من أمثالك.

أسأل الله لك التوفيق والسداد، وأشكرك على تواصلك مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً