الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بعدم انتظام ضربات القلب وأخشى من تناول الدواء!

السؤال

السلام عليكم

أنا بعمر 39 سنة، ولم يسبق لي أن تعرضت لمشاكل طبية، ومنذ شهر بدأت أشعر بعدم انتظام ضربات القلب تخفقان، راجعت طبيب قلب وعمل لي صور ECG وتحاليل دم وسكري، وأنيميا، وغدد هرمونات...الخ، ونتائج التحاليل كانت سلبية، إلا أن تخطيط القلب أظهر عدم انتظام، وفحص الضغط أظهر أن درجة الضغط الانقباضي 9 على مدى أسبوع، والانبساطي 11 – 12، ووصف لي الطبيب شراب المغنزيوم ودواء افروكارديل 20 ملغ نصف قرص مرتين في اليوم، لمدة أسبوع، ثم ربع قرص مرتين لأسبوع آخر، ولم آخذ الدواء خوفاً من أن يصبح المرض مزمناً، فما هي نصيحتكم؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حبوب افلوكارديل 20 مج هي حبوب Propranolol أحد مثبطات مستقبلات بيتا التي تقلل من نبض القلب المتسارع وتعالج الضغط المرتفع، ولها أغراض أخرى، مثل المساعدة في علاج التوتر والقلق، والمساعدة في علاج نشاط الغدة الدرقية الزائدة، ويمكن تناولها لفترة قصيرة، ويمكن تناولها لعدة شهور أو سنوات حسب التشخيص، وعموماً متوسط ضغط الدم الطبيعي، خصوصاً في سن الأربعين يكون حول 120 / 80 ومرحلة ما قبل ارتفاع ضغط الدم 140 / 90.

من المهم تسجيل عدة قراءات قبل البدء في تناول علاج الضغط، ولا يصح تناول العلاج مع أول قراءة إلا لو كان الضغط وصل إلى المرحلة الثانية من الارتفاع Stage 2 hypertension والتي يصل فيها الضغط إلى أكثر من 160 /100 ففي تلك الحالة يجب البدء فوراً في تناول العلاج، ويجب التأكد أولاً من سلامة جهاز قياس الضغط، وأن القراءة صحيحة وليست خاطئة.

هناك مجموعات عديدة من الأدوية لعلاج ضغط الدم ومن بين تلك المجموعات مجموعة مثبطات بيت Beta blockers التي ينتمي لها دواء Propranolol واختيار الدواء المناسب يتم تحديده حسب الأمراض الأخرى المصاحبة لارتفاع الضغط من اضطراب القلب أو مرض السكر، أو الدهون، أو نشاط الغدة الدرقية، أو أمراض الكلى.

مقولة أن تناول الدواء يحول المرض إلى مرض مزمن مقولة خاطئة تماماً، فالمرض المزمن ليس بسبب تناول الدواء، وبسبب المرض ذاته سواء ارتفاع ضغط الدم أو حالات الربو الشعبي والكحة حيث يخاف المريض من تناول البخاخ خوفاً من إدمانه، وهذا فهم خاطئ تماماً.

المرحلة الأولى لعلاج ضغط الدم هي مرحلة تغيير نمط الحياة، من خلال الإقلال من الملح وتجنب المخللات، وممارسة الرياضة بشكل يومي ومنتظم، والبعد عن التوتر والانفعال، وتحليل نسبة الكوليستيرول والدهون الثلاثية، وعمل حمية غذائية في حالة ارتفاعهما، والإقلال من الدهون في الطعام.

الخوف والتوتر وزيادة ضربات القلب المصاحبة لقياس الضغط يؤدي إلى ارتفاعه، وهناك ما يعرف ب White coat hypertension أو ارتفاع الضغط الزائد بسبب رؤية البالطو الأبيض، كناية عن تواجد المريض داخل المستشفيات والعيادات الطبية، مما يساعد ذلك على زيادة إفراز هرمون الخوف المسمى أدرينالين الذي يؤدي إلى ارتفاع الضغط وزيادة النبض.

لذلك يفضل دائماً لمتابعة علاج الضغط أن يكون لديك جهاز ضغط رقمي معاير على أجهزة المستشفى لتقيس به الضغط في المنزل، وتسجل تلك القياسات في سجل خاص لعرضه على الأطباء عند زيارتهم، ولا داعي لقياس الضغط في العيادات لتفادي القلق والتوتر وزيادة النبض، ويفضل قياس الضغط بعد الاستيقاظ من النوم، وقبل شرب المنبهات من القهوة والشاي، وقبل التدخين إذا كنت مدخناً، ونحن نحذر من التدخين، ونوصي بضرورة إنقاص الوزن إذا كنت تعاني من السمنة أو زيادة الوزن، ونؤكد ضرورة الإقلاع عن التدخين إذا كنت مدخناً.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً