الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأتيني وساوس وتخيلات بأني سأجن.. هل هناك خلل في دماغي؟

السؤال

أرجوكم ساعدوني
أنا طالب في الجامعة تخصص معلوميات، وأقطن مع والداي في نفس المدينة.

تأتيني وساوس وتخيلات خبيثة (كمثال أتخيل نفسي مكتئبا ومنتحرًا، وأتخيل نفسي مجنونًا، أتخيل أنني مريض بمرض نفسي... )، خصوصًا إذا كنت تحت ضغط الامتحان أو عند خروج النتيجة، لدرجة أنني أصبحت أخاف من الدراسة؛ لأنني أقول في نفسي أنني سأصاب مرة أخرى باكتئاب ( لأنني كنت مصابًا باكتئاب مقنع)، ولكن هذه المرة سيكون أقوى من ذي قبل.

تحدث هذه الأشياء بمجرد عودتي إلى البيت، لدرجة أصبحت أكرهه، ولا أريد العودة إليه.

وكذلك أصبحت أشكك في أشياء أفعلها حاليا كالأكل بكثرة، حتى أصبح وزني يفوق 100 كلغ، والنوم الزائد ( أنام من 10 إلى 13 ساعة في اليوم) وكذلك في فعالية دواء الإفكسر 75 ، والسرحان وعدم التركيز في دراستي، وكذلك وساوسي هل هي من الشيطان أم أن هناك خللا في الدماغ؟ دائمًا أشكك في نفسي.

لقد أتعبتني وساوسي لدرجة أنني أبكي عندما أقول أنني لن أشفى من هذا الداء الخبيث؛ نظرا لطول مدة معاناتي والتي تمتد إلى 4 أشهر، وكذلك عندما أجتمع مع أصدقائي وأضحك معهم وأقول في نفسي : لماذا أنا وحدي الذي يصيبني هذا الداء؟ أنظر إليهم يضحكون وأحسدهم على راحة بالهم.

أرجوكم ساعدوني، لقد أصبحت أكره حالي: لا أتقدم خطوة نحو أهدافي، ولا أرجع خطوة للوراء، دائمًا حائر، ولا أعرف ماذا سأفعل؟

والسلام عليكم ورحمة الله.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ IBRAHIM حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الوسواس والتخيلات الخبيثة والأكل بكثرة والنوم الزائد قد يكون من علامات الاكتئاب، فبعض الاكتئاب غير الاعتيادي عادةً لا يكون في شكل عدم نوم وعدم شهية، بل بعض المرضى الذين يُصابون بهذا النوع من الاكتئاب الذي يُسمى (اكتئاب غير عادي) أو (اكتئاب غير طبيعي) يأكلون بكثرة، وينامون بكثرة، وكما ذكرتَ فإنه تمَّ زيادة وزنك إلى مائة كيلو جرام، والنوم أكثر من عشر ساعات في اليوم، وهذه فترة طويلة جدًّا، وأيضًا تُعاني من السرحان وعدم التركيز، وهذه كلها أعراض اكتئاب.

إذًا الوسواس قد يكون عرضًا من أعراض الاكتئاب، والأكل الكثير والنوم الكثير قد يكون عرضًا من أعراض الاكتئاب الغير طبيعي، وكذلك السرحان وعدم التركيز.

والاكتئاب النفسي عادةً الآن أجمعتْ كل الدراسات على أنه ينتج من خللٍ في تركيز مادة الـ (سيروتونين Serotonin) في دماغ الإنسان، يكون هناك خلل في تركيز هذه المادة بالمخ، وهذه المادة هي من المواد المهمة في المخ التي تحمل الرسائل بين الخلايا العصبية المتعددة في المخ، وعدم تركيزها أو عدم الاستفادة منها في هذه الوظيفة قد ينتج عنه اكتئاب نفسي، أو قلق أو توتر أو وسواس.

ولذلك يتم العلاج بالأدوية التي تُساعد في زيادة تركيز هذه المادة في المخ، مثل مجموعة الـ (SSRIS)، أو بدواء يعرف تجارياً باسم (إفكسر Efexor)، ويعرف علمياً باسم (فنلافاكسين Venlafaxine) كما ذكرتَ في حالتك.

فهذا - يا أخِي الكريم - اضطراب نفسي، ويمكن علاجه. الإفكسر خمسة وسبعون مليجرامًا - في كثير من الأحيان- قد تكون غير كافية، ولذلك أنصح بأن تزيد الجرعة إلى مائة وخمسين مليجرامًا، وتنتظر عدة أسابيع - حوالي أسبوعين - حتى يأتي مفعوله، وإذا لم يتم التحسُّن بعد زيادة الجرعة فإني أرى أن تُراجع طبيبًا نفسيًا، وبعد انتظار شهرٍ أو شهرٍ ونصف، ولم تتحسَّن أرى أن تراجع طبيبًا نفسيًا، ليقوم بالفحص والكشف، ومن ثمَّ قد يصف لك دواء آخر غير الإفكسور.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً