الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بسبب العادة السرية والأفلام السيئة نقص ذكائي

السؤال

السلام عليكم

جزاكم الله خير الجزاء على ما تقدمونه لنا.

أنا بعمر 17 سنة، شبه مدمن للعادة السرية والأفلام الإباحية منذ 3سنوات، وصرت أحس بأن قدراتي العقلية تراجعت بشكل كبير، وذكائي انخفض انخفاضاً شديداً، مع أني كنت متميزاً في الدراسة ولا زلت، ولكن بصعوبة؛ تراجع مستواي في الرياضيات والفرنسية والعربية!

أصبحت أفكر بطريقة بليدة وغبية، كل هذا ومشاكل أخرى أدت بي إلى الاكتئاب الشديد، وأكره نفسي في بعض الأحيان، وأشعر بأني فقدت أعظم ما عندي وهو العقل.

هل يمكنني أن أستعيد عقلي وذكائي؟ وكيف يمكنني التخلص من العادات السيئة رغم أني حاولت آلاف المرات؟

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أمين حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، لا شك أنك قد اطلعت على مواضيع كثيرة حول العادة السرية، وما قدمته الشبكة الإسلامية في هذا الخصوص من نصائح وإرشادات.

أقول لك أمرا مهما جداً أنت ذكرت الضرر الذي حدث لك، وأنا أريد أن أضيف أن هنالك أضراراً أخرى قد لا تكون لاحظتها حول نفسك، وهي أنك قد عطلت تماماً البناء النفسي الإيجابي لشخصيتك.

أنت وضعت شخصيتك في موضع سلبي، أصبحت قابلاً لما نسميه باضمحلال الشخصية، والسطحية الشخصية، وافتقاد الدافعية واضطراب الهوية.

هذه أمور جليلة وأمور عظيمة لا بد أن تكون دافعاً لك لتجلس وتعيد النظر حول ممارستك للعادة السرية.

أنت قلت إنك حاولت مرات عدة، وفشلت، فأقول لك يجب أن تحاول ويجب أن تتوقف، الأمر تحت إرادتك لا أحد يستطيع أن يغيرك، لا أحد يستطيع أن يجعلك تقف عن العادة السرية، الأمر بيدك أنت، ومسؤوليتك الشخصية، فأنت إنسان في كامل الوعي في كامل الإرادة، ومسؤول عن تصرفك، الذي ذكرت لك.

إن أضرار العادة السرية فوق ما تتصوره، الأمر الثاني أن التغيير بيدك أنت ولا أحد يستطيع أن يغيرك، والبشرى التي أنقلها لك هي أن الإنسان يتغير إذا أراد أن يتغير وهنالك أشياء عظيمة يمكنك أن تمارسها أن تدمنها أن تجعلها بديلاً لهذه العادة السيئة.

أنت تعاقب في نفسك تفت في ذاتك، لكن إذا أخذت بالبدائل العظيمة الحرص على الصلاة في وقتها، وممارسة الرياضة، والمحبة لوالديك وبرهما، أنت تضع خططاً واضحة تدير من خلالها حياتك، خطط تجعلك تبني مستقبلاً عظيماً من حيث الدراسة من حيث بناء محبة الناس وتقديرهم واحترامهم، أن تكون طائعاً لربك أن تكون فتى من فتيان هذه الأمة الذين يعتمد عليهم، هذا ممكن وليس بالصعب أبداً.

ابدأ واعزم ونحن في شهر رمضان وهو موسم الخيرات، اجعل وقت الخيرات هذا منطلقاً لك، وتوقف عن ممارسة العادة، قد يأتيك حافز من الشيطان ودفعات نحو الرجوع، فاصمد واستعن بالله، واسأل الله أن يعينك.

عليك بالصحبة الطيبة حين تكون مع الطيبين من الشباب الذين يؤدون صلواتهم الذين يبرون والديهم قطعاً هؤلاء لا يمارسون هذه العادات القبيحة، قل لنفسك لماذا لا أكون مثلهم؟ ويمكن أن تكون مثلهم، أنت فيك خير كثير لكنك فرطت ومهدت للشر والشيطان أن يسيطر عليك، اطرد كل هذا وانزع كل هذا وابدأ حياة جديدة.

وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً