الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

العلاج الدوائي المفيد، هل له آثار سلبية على المدى الطويل؟

السؤال

السلام عليكم

منذ صغري وأنا خجول، لكن هذا الخجل ازداد مع مرور السنين إلى أن بلغت 15 سنة هنا بدأت المشكلة، حينما بدأت الدراسة في السنة اﻷولى ثانوي، أتذكر ذلك اليوم وأنا في القسم حيث وجدت نفسي أدرس مع الفتيات، لم أكن متعوداً على التحدت معهن، لكن كنت مجبراً على ذلك، فقد أصبت بالتوتر وخفقان القلب وتعرق شديد، وأضلعي تتشابك.

كانت المرة اﻷولى التي أكتشف فيها هذه اﻷعراض، منذ ذلك اليوم بدأت هذه النوبات تلازمني في كثير من المواقف، وبدون سابق إنذار، خصوصاً عندما أكون في مكان مغلق أمام الناس، حاولت التغلب عليها وكنت أحياناً أنجح في ذلك.

أنا بعمر 38 سنة، موظف ولله الحمد، أتعامل مع الناس بشكل عادي، لكن المشكل يبدأ من خلال تعرضي لبعض المواقف المحرجة، مثل حضور الاجتماعات أو في الحفلات، والمناسبات الاجتماعية، خصوصاً عندما يكون المكان مغلقاً كالقاعة أو غرفة مثلاً.

أنا أصلي وأذهب إلى المسجد، والحمد لله، لدي الرغبة في التخلص من هذا المرض لكن التعرق الشديد، واحمرار الوجه وكل تلك اﻷعراض تمنعني من تقوية قدراتي السلوكية والمعرفية، هل من علاج؟ العلاج الدوائي المفيد، هل له آثار سلبية على المدى الطويل؟ في المغرب تختلف أسماء اﻷدوية عما هي عليه عندكم.

شكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ د. جمال حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فواضح أن ما تعاني منه قلق أو رهاب اجتماعي، وقد يكون ما ذكرته من حدث وأنت طفل في المدرسة له علاقة، وقد لا يكون له علاقة، وعلى أي حال: ما تعاني منه واضح أنه قلق اجتماعي ورهاب من الاجتماعات، والخوف من حدوث هذه الأشياء في الأماكن المغلقة، بأنه في مخيلتك أنك إذا اضطربت وتوتَّرتَ وكان المكان مغلقًا فإنك لا تستطيع الهروب وتجنب هذا الموقف المُحرج، هذا مرتبط بعضه ببعض.

العلاج الرئيسي لمثل هذه الحالات هو ما يعرف بالعلاج السلوكي المعرفي (Cognitive Behavior Therapy) وهو يتمثَّل ويتأتَّى في تحليل سلوكي دقيق للمواقف التي تحدث فيها هذه الأشياء، وترتيبها حسب صعوبتها، الأصعب، فالأقل صعوبة، ثم المتوسط صعوبة، ثم الأسهل صعوبة، وبعدها يتم التدريب بمواجهة المواقف السهلة في الأول، حتى يزول القلق، ثم تتدرَّج إلى الأصعب، ويمكن لهذه المواجهة أن تكون حقيقية - أي المواقف نفسها - أو تكون عن طريق التخيُّل، وكل هذه الأشياء يمكن أن تتم تحت إشراف معالج نفسي متدرِّب في العلاج السلوكي المعرفي.

أمَّا بخصوص الأدوية فالأدوية هي مكمِّلة للعلاج السلوكي المعرفي، وعادةً تُستخدم ما يعرف بمجموعة الـ (SSRIS) أو الأدوية التي تزيد مادة الـ (سيروتونين Serotonin) في الدماغ، وليس لها آثار ضارة على المدى الطويل، وعادةً عندما تُستعمل مع العلاج السلوكي المعرفي تستعمل لفترة محدودة، قد تمتدُّ لعدة أشهر، وبعدها يمكن التوقف عنها، ويكون العلاج قد اكتمل واختفتْ الأعراض نهائيًا إن شاءَ الله.

هناك أسماء علمية للأدوية، وهذه الأسماء معروفة في كل البُلدان، مثلاً الـ (سيرترالين Sertraline) يُعرف تجاريًا بالـ (زولفت Zoloft) ويعرف بالـ (لسترال Lustral) ويُعرف بالـ (مودابكس Moodapex)، وهو مفيد لمثل هذه الحالات، وأيضًا الـ (باروكستين Paroxetine) ويعرف تجاريًا بالـ (زيروكسات Seroxat) أو يعرف بالـ (ديروكسات Deroxat) وهو أيضًا مفيد، والـ (سبرالكس Cipralex) والذي يعرف علميًا باسم (استالوبرام scitalopram)، هذه ثلاثة أدوية من الأدوية التي تزيد مادة السيروتونين في الدم، ويمكن استخدامها لعلاج الرهاب الاجتماعي.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً