الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من شيء من الاكتئاب وضعف التركيز بالإضافة للرهاب

السؤال

السلام عليكم

الدكتور/ محمد عبد العليم.. أحييك وأنا من المتابعين لاستشاراتك لسنوات وأثق في تشخيصك للحالات، وأسأل الله أن ينفع بك دوماً.

أنا طبيب بعمر 28 عاماً، منذ سنوات وأنا أعتقد أني في مشكلة لست متأكداً من تشخيصها.

الأعراض التي أعاني منها شيء من الاكتئاب وضعف التركيز، بالإضافة للرهاب الاجتماعي، وشيء من الوسواس، والتي -ولله الحمد- تتحسن مع خبرتي في التعامل السلوكي مع نفسي، بمحاولة التعامل مع أمور الحياتية بإيجابية لحل الاكتئاب، وإبعاد جميع المشتتات الذهنية للتركيز في عمل أي نشاط ذهني عالي، كما هو مجالنا في الطب.

قمت بزيارة طبيب صحة نفسية، وقد رجح أني قد أعاني من متلازمة نقص الانتباه ADHD، ووصف لي دواء Methylphenidate.

شعرت بنوع من التحسن في التركيز، لكني شكوت له لعدة مرات أني أعاني من نوبات نعاس لا أستطيع مقاومتها في معظم الأحيان، فأضطر أن أتجه لمكان مريح لآخذ فيه غفوتي، والتي عادة تستمر لمدة 5 أو 10 دقائق، وتكون مصحوبة بأضغاث أحلام.

بعد هذه الغفوة أشعر بنشاط رائع، وتركيز ممتاز لعدة ساعات بعدها، والتي تجعلني أشعر أني لست بحاجة إلى ال Methylphenidate ولا أعاني من ADHD وتركت الدواء، بسبب الصداع المتكرر الذي عانيت منه بسببه.

أحب أن أوضح أني لا أفقد الوعي، فجأة في هذه النوبات والذي يحدث فقط هو الشعور بنعاس شديد يجعلني أبحث عن بيئة مناسبة للنوم فأنام لدقائق ثم استيقظ وعادة ما تكون في غرفة مناوبة الأطباء في المستشفى.

في الواقع أستطيع مقاومة هذه النوبات ولكن سيبدو علي النعاس وضعف التركيز التام إن لم آخذ غفوتي، عادة تأتيني هذه النوبة مرة أو مرتين يومياً، كنت أظن أن هذا الأمر طبيعي، وأنا متعايش معه لسنوات بالرغم من أنه يجعل حياتي غير منتظمة.

اقترح علي طبيب النفسية بعمل فحص للنوم ليلة كاملة بالمستشفى، وقمت بإجراء الفحص، والذي أظهر أني دخلت في النوم الحالم REM sleeping بعد 9 دقائق فقط من نومي! (الطبيعي كما هو معروف عادة يكون بعد 90 دقيقة).

توجهت بنتيجة فحص النوم إلى طبيب الأعصاب وقال أنه يبدو أني أعاني من النعاس القهري Narcolepsy. وكما تعرف أن الدواء المناسب في هذه الحالة هو Modafinil وما استطعت الحصول عليه بسبب عدم توفره في المستشفى، ولأنه من الأدوية الخاضعة للرقابة.

سأجربه وقت ما أستطيع الحصول عليه من أحد المراكز الأخرى، إن شاء الله.

كنت قد قرأت في إحدى استشاراتكم اقتراح الدواء Clomipramine (Anafranil)، وما جربته، فهل يكون مناسباً؟ لأن الحصول عليه أسهل من ال Modafinil؟

قرأت في استشارة أخرى اقتراحكم لدواء Na Oxybate، فهل هو من الأدوية السهل الحصول عليها عادة؟

ماذا لو جربت الدواء Amphitamine ، فهو متوفر في المستشفى ويمكنني الحصول عليه بحكم حالتي التي تتطلب أدوية منشطة؟

هل هناك أسباب أخرى يمكن أن تكون مسببة للدخول في النوم الحالم مبكراً كحالتي؟

وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Feras حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

أخِي الكريم: أنا اطلعتُ على رسالتك وهي واضحة جدًّا، وأنا أتفق لدرجة كبيرة جدًّا، مع التشخيص الذي يقول إنك ربما تعاني من الـ (ناركولبسي Narcolepsie)، ونسبةً لحساسية هذا التشخيص – أخِي الكريم – ولا أقول لك خطورته، فأنت طبيب ومُدرك أنه ليس تشخيصًا خطيرًا، لكنه يحتاج لعناية خاصة ولترتيبات خاصة ولمتابعة خاصة مع طبيب مختص.

أخِي الكريم: إذا تواصلت مع طبيبٍ نفسي متخصص في أمراض النوم أعتقد أن هذا هو الأمر الأنسب بالنسبة لك. هذه النقطة الأولى.

النقطة الثانية بالنسبة للأدوية: مضادات الاكتئاب عامة وخاصة الـ (أنفرانيل Anafranil) والـ (امبرمين Imipramine) هنالك ما يفيد أنها تفيد بعض حالات الناركولبسي، ولا أقول في مجملها.

فبعد أن تستشير طبيبك النفسي، أو دع طبيبك يضع لك الاقتراحات العلاجية، هذا مهمٌّ جدًّا، والأطباء لا يصفون الأدوية إلَّا إذا كانت متوفرة ويعرفون أنها موجودة.

بالنسبة لعقار صوديوم أكسيوبيت (Na Oxybate) أنا لم أقترحه أبدًا لأي مريض، لأن هذا الدواء له مضار، دواء ليس قانونيًا، يُساء استخدامه واستعماله، وقطعًا لا أنصحك به.

بالنسبة للأنتفامينات: الـ (Methylphenidate) هو الدواء المعروف، الدواء المجرب في هذا السياق، والأنفتامينات إذا اضطررت لتناولها يجب أن يكون ذلك بموافقة الطبيب.

فاترك الأمر للطبيب المعالج، هذا أفضل – أخِي الكريم – وبالنسبة للآليات العلاجية الأخرى: أنت مُدركٌ لها، أن تأخذ القسط الكافي من الراحة، أن تمارس شيئًا من الرياضة، وأن تتناول القهوة المركزة على الأقل بمعدل ثلاث مرات في اليوم.

لا أعتقد أنه لديك علة أخرى، وهذه الحالات تتحسَّن في بعض الأحيان تلقائيًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، واستشارتك مهمة وواضحة جدًّا، وأسأل الله تعالى أن ينفعك بما ذكرته لك، وخلاصته أنه يجب أن تكون تحت المتابعة والرقابة الاختصاصية، وهذا من حقك – أخِي الكريم – خاصة أنك طبيب، وأنا متأكد أن الزميل الذي سوف تتواصل معه وتستشيره سيهتمّ لأمرك.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • مصر مستر هانى

    السلام عليكم ورحمة الله وبركاته .وبعد بأنى استفدت كثيرا من السؤال والرد عليه ، ولكن أذكر بعض ا

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً