الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حياتي منقسمة بين سعادة وثقة ثم كآبة وخوف.. هل هذا مرض؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
شكرًا لكم على المجهودات المبذولة.

كنت في السابق قد استشرتكم بخصوص حالتي النفسية (الاكتئاب الظرفي) برقم: 2302386، والتي لم أذكر لكم فيها جميع التفاصيل، حيث أكون فيها فترة أعيش حياة سعيدة طيبة مليئة بالتفاؤل، مُنَّظَم ومُتَحَكِّم في حياتي، أمارس الرياضة بمتعة ونشاط، آكل كل ما هو صحي وأجتنب ما يضر بصحتي، حتى عندما أكون مع الأصدقاء، أو أفراد العائلة أناقش معهم الحديث وأضحك معهم، وأتكلم وأنا واثق من نفسي، حتى مع من لا أعرفه، أحس أنني أستفيد من كل لحظة تمر عليّ، ولا يوجد فراغ في حياتي، أفكر في الزواج بجدية، وأن أكَّوِنَ أسرة، وَأَكُونُ نشيطاً في عملي، وأفكر دائماً في التطور في عملي، وأن أملك مشروعي الخاص، يستمر معي هذا لمدة 8 أو 9 أيام فقط.

سرعان ما تتغير الأمور وينقلب كل شيء رأساً على عقب، هنا تبدأ فترة أخرى تتراوح ما بين 10 إلى 15 يومًا، أفقد فيها الأمل بخصوص مستقبلي، وأصبح متشائماً، مشوشاً الأفكار، لا أُحس بتلك اللذة، أمارس الرياضة، لكن لا أحس بالمتعة والنشاط، عندما أكون مع الأصدقاء، أو أفراد العائلة يحصل العكس لا أتكلم كثيراً حتى وإن تكلمت، أو ناقشت مع أحد أحس أنني غير واثق من كلامي ووجهة نظري.

شهيتي في الأكل تزداد، أحس بالكسل، وأشعر بحاجة للخلود للنوم، أفضل العزلة في البيت، يصبح الزواج وتكوين أُسرة أمراً مستحيلاً وصعباً بالنسبة لي، تَنْتَابُنِي أحاسيس البكاء، وتأتيني أفكار سلبية فيما يخص الموت، وأصبح أتمنى الموت والعياذ بالله، حتى إنها تأتيني في الصلاة، لقد احترت والله العظيم.

ـ أريد من حضرتكم أن تشخصوا لي حالتي، وهل هذا شيء طبيعي أم مرض؟ وأن تعطوني نصائح وإرشادات، أتوكل على الله وأعمل بها؟

ـ ما هي أسباب هذه الحالة؟ وكيفية العلاج منها وهل من أدوية تنصحونني بها؟

الله يرزقكم الجنة، ويكثر من أمثالكم ويجعلها في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ فريد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، ونشكرك على الثقة بهذا الموقع ومن يعملون به، وأنا تدارستُ رسالتك حقيقة، وقد استوقفني فيها بعض الأعراض التي لم تكن في استشارتك الأولى، وأنت تحدَّثت عن مزاج منضبط، مزاج نشط، فعّال، طاقات متجددة، تفاؤل، وبعد ذلك تحدثت أنك تُصاب بمزاجٍ مُحبطٍ، فيه شيء من الكدر، وافتقاد الفعالية، وعدم الاستمتاع بالحياة، وكذلك التكاسل.

أخِي الكريم: ما وصفته - من وجهة نظري المتواضعة – يُمثِّلُ نوعًا من الاضطراب الوجداني، نوعًا من التقلُّب المزاجي، وحالتك هذه هي درجة بسيطة - من وجهة نظري - من الاضطراب الوجداني ثنائي القطب (Bipolar Affective Disorder).

أنا لا أميل حقيقةً للتشخيص إلَّا إذا كانت لديَّ ثوابتْ علمية جيدة، والمعلومات التي أعطيتها لنا معلوماتٍ قيِّمة، فيا أخِي الكريم: أنا أميل أن لديك اضطرابًا مزاجيًا، غالبًا هي درجة بسيطة من الاضطراب الوجداني ثنائي القطبية، وليست من الدرجة الأولى أو الثانية.

أخِي الكريم: هذه الحالات تُعالج بصورة ممتازة جدًّا، فالذي أريده منك هو أن تذهب وتقابل طبيبًا نفسيًا تثق به، اذكر له نفس الذي ذكرته لنا، والطبيب سوف يُحاورك، سوف يستكشف الحالة بصورة أكثر وأدق، وقطعًا هو في موقف أفضل مني؛ لأن من رأى ليس كمن سمع، وإذا وافق الطبيب على التشخيص الذي ذكرته لك قطعًا سوف يقوم بإعطائك أحد الأدوية المثبتة للمزاج والتي تُساعدك، الأمر في غاية البساطة.

أمَّا من الجوانب الأخرى فلا أريدك أبدًا أن تعتبر حالتك مُعيقة لك، أو أنك شخص مُعطَّل، أو أنك شخص مُعاق، لا، أنت لست كذلك، هذه الأعراض يجب أن تكون محفِّزة لنفسك حين تكون في فترة التفاؤل، وترفع من معدِّل إنتاجيتك، وحين تكون في فترة الإحباط قاوم هذا الذي يأتيك، ومارس الرياضة، الرياضة تنقلك نقلة إيجابية جدًّا لحُسن المزاج، وأجبر نفسك على الأفعال، لا تنقاد بالمشاعر أو بالأفكار خاصة إذا كانت سلبية، فالأفعال الجيدة الإيجابية تُحفِّز صاحبها، وتعود عليه بالمردود النفسي الإيجابي الذي يُعزز المشاعر الإيجابية.

أنا أنصحك بهذا، وأسال الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً