الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

نفسيتي متغيرة بسبب دقات قلبي القوية.. أرجو التوجيه.

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

العمر 27، أعزب.

حالتي بدأت قبل حوالي 3 أشهر، كنت نائمًا وسمعت قلبي يدق بقوة، لم أستطع أن أنام، ذهبت للطوارئ، عملوا لي تخطيط قلب، وفحصت الضغط وقالوا لي كل شيء تمام، ومن يومها وأنا أحس بأعراض غريبة، عملت كل فحص ممكن؛ مخبرية مرتين الهموغلوبين والبي 12، والغدة الدرقية، وكلها تمام -والحمد لله- وعملت فحص الإيكو والجهد، وتخطيطا للقلب، وكلها سليمة –الحمد لله-.

لا أعرف لماذا تغيرت نفسيتي هذا اليوم، رغم أن فحوصاتي سليمة؟ أصبحت أحس أني متوجع، وأفسر كل وجع في جسمي لأبعد حد ممكن، وأنا أعرف أنه ليس بي شيء، لو جريت أشعر أنها تؤلمني قليلا، ومرات أحس بضربات القلب وعندي أعراض غريبة مثلا أكون جالسًا لمدة من الزمن، وعندما أقوم بسرعة أحس أن شيئًا بصدري يتدحرج، يمكن هذه العوامل نفسية، ويمكن عضوية، لكني عملت كل فحص مطلوب -والحمد لله- كلها تمام.

أتمنى المساعدة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ bahaa حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح جدًّا أن ما حصل معك هو نوبة هلع وتوتُّر، وخفقان أو زيادة ضربات القلب عادةً ما تكون عرضًا من أعراض جسدية للقلق النفسي أو التوتُّر العصبي، وقد تكون مصاحبة لنوبات الهلع، خاصة إذا كان معها حالة من الذعر أو الخوف الشديد بأن القلب سيتوقف، أو أن الشخص سيُغمى عليه، أو سيُصاب بذبحة صدرية مثلاً، ويستمر هذا لدقائق محدودة، ويكون معها أعراض قلق أخرى.

والفحوصات عادة تكون سليمة؛ لأنه ليس هناك سبب عضوي أو علة عضوية، وهذا ما حدث معك - يا أخِي الكريم - والآن الصورة وضحتْ، خاصة الإحساس بأن شيئًا يتدحرج، هذا واضح أنه عرض نفسي بالرغم من وجود شيء في الصدر، ولكنه عرض نفسي.

هذه كلها أعراض للقلق والتوتر النفسي، وأنصحك بالتوقف عن إجراء الفحوصات؛ لأن إجراء الفحوصات سوف يُدعم هذا القلق، ولن يُساعد على ذهابه أو نهايته، بل يُدعمه، وكلما مرَّت تُحدِّثُ نفسك أن هذه الفحوصات ليست جيدة، أو أنها لم تُظهر المرض هذه المرة فيجب أن أُعيدُها وأن أذهب إلى مختبرٍ آخر، أو هكذا دَوَالَيْك.

يجب عليك أن تتوقف عن إجراء الفحوصات الكثيرة؛ لأن هذا كما ذكرتُ يدعِّم المرض، عليك بممارسة حياتك طبيعيًا، عليك بمحاولة الاسترخاء، الاسترخاء النفسي والاسترخاء الجسدي، وذلك بممارسة شيء من الرياضة الخفيفة، خاصة رياضة المشي، رياضة المشي تساعد جدًّا على الاسترخاء، أو إجراء بعض التمارين الخفيفة في المنزل، ليست التمارين العنيفة، أو الرياضة بواسطة استرخاء العضلات، بشدِّ مجموعة من عضلات الجسم لفترة ثم تُرخيها، هذا أيضًا يؤدِّي إلى الاسترخاء النفسي.

كما لا يفوتني أن أنصحك بالالتزام بالصلاة، الصلاة في مواعيدها، الدعاء، وقراءة القرآن والذكر، فهذه الأمور تؤدِّي إلى السكينة والطمأنينة وراحة البال.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • رومانيا احمد

    عندي نفس حالتك

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً