الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ما حصل معي يشير إلى وجود حمل؟

السؤال

السلام عليكم.
أهديكم أطيب التحيات، وجزاكم الله خيراً على هذا الموقع الرائع، نسأل الله أن يثيب كل القائمين عليه جزيل الثواب.

أود الاستفسار من حضرتكم عن الحالة التي حدثت معي، واحتمالية حدوث حمل غزلاني، فقد تم تكرار ممارسة الجماع في فترة الإباضة المتوقعة، وبعدها بأيام معدودة حدثت لدي أعراض تشبه الأعراض الطبيعية المبكرة للحمل، ومنها صداع، وألم أسفل الظهر، وكثرة التبول، والحاجة الزائدة للنوم، وتقرحات وحب في الجلد، وشعور بالتعب والإرهاق، وتقلب في المزاج، وإفرازات بيضاء ....الخ، وقبل موعد الدورة الشهرية بأيام حدث لدي ما يلي:

1. شعرت بألم الدورة بشكل متقطع، ولكنه أخف بكثير من ألم الدورات السابقة.
2. نزول إفرازات مهبلية ذات لون بني، وتكررت أكثر من مرة.

وبعد انقضاء موعد الدورة الاعتيادي بيومين نزل دم الحيض، ولم يسبق لي إجراء اختبار الحمل المنزلي، أو مراجعة الطبيب بالموضوع، وعليه أود الاستفسار عن احتمالية حدوث حمل غزلاني لدي أو عدم حدوث حمل؟

شاكراً لكم حسن التعاون، والله ولي التوفيق.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سعاد حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نشكر لك كلماتك الطيبة، والتي تنم عن ذوقك وطيب خلقك.

نعم - يا ابنتي- هنالك احتمال لأن يكون قد حدث عندك حمل، لكننا لا نسميه (بالحمل الغزلاني)، فمثل هذا النوع من الحمل لا يحدث في النساء، بل نسميه ( بالحمل الكيميائي)، وهو الحمل الذي يحدث فيه تلقيح بين البويضة والحيوان المنوي، ولكن لا تتمكن العلقة من التعشيش في الرحم، وبالتالي قد تحدث بعض الأعراض المبكرة للحمل، وتشعر بها السيدة، لكنها سرعان ما تختفي وتنزل الدورة في موعدها، أو لربما تتأخر لأيام قليلة.

والحمل الكيميائي يحدث بنسبة عالية جدا عند النساء، لكنه يمر عادة من دون أن يشخص، وذلك لأن الدورة فيه لا تتأخر، أو قد تتأخر لبضعة أيام قليلة، فلا يتم الشك بوجود حمل.

ومن الناحية الطبية: لا يعتبر الحمل الكيميائي حملا حقيقيا، ولا يصنف من ضمن الإجهاضات، وحدوثه لا يدل على وجود أي مشكلة عند أي من الزوجين، ولا يرفع من نسبة حدوث الإجهاض مستقبلا.

وبالطبع، هنالك احتمال أيضا لأن لا يكون قد حدث عندك حمل، لأن كل الأعراض التي شعرت بها سببها هو وجود ارتفاع في هرمون (البروجسترون)، ومثل هذا الارتفاع يحدث بشكل طبيعي بعد الإباضة، وإن صادف وجود ارتفاع كبير كما يحدث في الإباضة المتعددة مثلا، أو بسبب تشكل كيس وظيفي صغير لفترة قصيرة؛ فإن الإعراض الناتجة ستكون مطابقة تماما لأعراض الحمل المبكر، لذلك فكل هذه الاحتمالات عندك ممكنة، ولا يمكن نفي أو تأكيد أي منها الآن.

إن تشخيص الحمل لا يتم من خلال الأعراض، فكل ما يحدث من أعراض في الحمل نسميها (بالأعراض الظنية)، أي أنها تجعلنا نشك باحتمال وجود الحمل، لكنها لا تؤكد حدوثه، وما يؤكد حدوث الحمل هو ما نسميه (بالأعراض اليقينية) وهي:
1- إما إيجابية تحليل الحمل في البول أو في الدم.
2- أو رؤية كيس الحمل في التصوير التلفزيوني.
3- أو سماع نبض الجنين بسماعة خاصة عن طريق البطن (وهذه بالطبع علامة تحدث بشكل متأخر نسبيا).

نسأل الله عز وجل أن يديم عليك ثوب الصحة والعافية دائما.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً