الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

اضطرابات وانقباضات وصداع.. ما تفسير ما أشعر به؟

السؤال

أنا شاب أبلغ من العمر 33 عاما، واسمحوا لي أن أشرح مشكلتي بالتفصيل:

منذ 7 سنوات بسبب ضغوط في العمل أسرت علي نفسيتي، أحسست باضطراب شديد، وفي لحظة ضغط بشدة على أسناني، شعرت وكأن شيئاً من جهة رأسي الشمال تقطع -كالشرايين مثلا-، وبعد هذه الحالة أصبحت شريد الذهن ولا أستطيع أن أعمل، وفاقدا للتركيز، وأعاني من إعياء، مع ملازمة الفراش، وكنت أستغرق في أحلام اليقظة، ولا أستطيع أن أتواصل مع أصدقائي، بل والهرب من الناس، ومررت بهذه الحالة لمدة سنة ونصف، وبطريقة إعجازية من الله أحسست بعدها بصداع في الوجه بجانب الأذن اليسرى، يسري إلى الجبهة وانتهاء بالأذن اليمنى، وبعدها بيوم استيقظت وكأن شيئا قد فتح في أعلى الجبهة، وعدت أفضل من قبل، وزاد التركيز، وأصبحت أفضل من ذي قبل، ولكن لم يمر إلا 10 أيام، وأحسست أن المشكلة القديمة قد عادت، فذهبت إلى الأطباء النفسيين وكتبوا لي مضادات الاكتئاب، ودواء اسمه كاف.

وبعدما أخذت هذا الدواء، وكنت أفكر كيف يمكن حدوث هذا الصداع الذي حدث معي، وشفيت بسببه، وأحسست أن هناك سائلا يتحرك من جانب رأسي اليمين إلى الشمال، وبعدها أخذت عقارا آخر لا أذكر اسمه، ولكني تناولته لمدة سنة بدون استشارة الطبيب، وكنت في كل هذه الفترة لا أعمل، وبعدها عملت وكنت آخذ الدواء، وكانت تحدث لي انقباضات في منطقة الوجه بجوار الأذن، وبعدها بعام آخر سافرت إلى دولة أجنبية، وعملت موجات فوق صوتية على الوجه، وقالوا بأنه ارتفاع في ضغط الدم الوريدي، وقالوا إن السبب من الممكن أن يكون الرقبة، وعملت أشعة مغناطيسية للرأس والرقبة، فكان الرأس سليما، ولكن الرقبة بها تشنج عضلي ونتوء.

والآن أعاني من انقباضات في الرأس والرقبة، وكأن شيئاً يمشي من الجسم إلى الرأس أو الرقبة، وتشويش ذهني، وتعب باستمرار، وعند ممارسة العادة السرية أحس بتعب شديد وتشويش شديد، وعدم تركيز، يهدأ عندما تحدث لي انقباضات في الوجه أو الرقبة، وأحس أن الكلام الذي أريد أن أتكلمه أردده لنفسي في صورة تفكير، وأريد أيضا أن أقول: إن الانقباضات أحيانا تحدث في لوحي الكتف، أخذت الكثير من الفيتامينات للأعصاب، والكثير من الأدوية، ولكن دون فائدة! وأحس أن الأمور تسوء.

أشكر موقعكم الكريم، وأتمنى من الله أن يكون شفائي على يديكم.

وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ رزق حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخِي: في كثير من الأحيان قد تظهر على الإنسان أعراض طبية -أعراض جسدية-، آلامٌ هنا وهناك، وانقباضات عضلية، وهذه كثيرًا لا تُعرف أسبابها أبدًا، وإن كانت نظرية القلق - أو أن القلق والتوتر - هو المسبب الرئيسي للانقباضات العضلية هي الأقرب، لكن هذا التفسير أيضًا لا يقتنع به بعض الناس، يظلُّون يتوجَّسون، ويوسوسون، وتأتيهم هذه الأفكار المُلحة والمُهيمنة والمسيطرة أنه ربما يكونون يعانون من مرضٍ عضوي.

أخي الكريم: أنا أتعاطف معك جدًّا، لكن الذي يتضح لي -وهو أمرٌ جليّ- هو أن حالتك غالبًا تكون ناتجة من قلق نفسي، فالانقباضات العضلية على هذه الوتيرة سببها حقيقة الانقباض العضلي، وفي أحيانٍ كثيرة يكون النوم بوضعية خاطئة قد يُسبب هذا، وقطعًا التشويش الذهني والشعور بالتعب باستمرار، هذا قطعًا القلق يلعب فيه دورًا؛ لأن الإجهاد النفسي يأتي من القلق ومن الإجهاد الجسدي.

أخِي الكريم: العادة السرية ليستْ مبررًا لأن تلجأ إليها، هي سيئة، وهي مُنقصة ومُضعفة للتركيز، وفيها إهانة للذات في كثير من الأحيان، وربما تتولَّد لدى الإنسان خيالات جنسية تضر به في المستقبل. فيا أخِي الكريم: أرجو أن تتوقف عن هذه العادة الرذيلة السيئة الحقيرة.

أنت الحمدُ لله تعالى قمت بإجراء الفحوصات الطبية، وهذا يجب أن يُقنعك بأنك بالفعل لا تُعاني من علة جسدية، وحتى في الجانب النفسي ظاهرة القلق والتوتر لا نعتبرها من الأعراض الشديدة.

أخِي: أنا أنصحك ألَّا تتردَّد كثيرًا على الأطباء، ولا تتناول الأدوية كثيرًا، أو لا تتناول دواء دون وصفة طبية، وسيكون من الجيد أن يكون لديك طبيب تثق فيه، طبيب أسرة، أو طبيب باطني، أو طبيب روماتيزم مثلاً، تُراجعه مرة كل ثلاثة إلى أربعة أشهر؛ وذلك بهدف إجراء الفحوصات العامة الروتينية.

أمَّا المهمة العلاجية الأساسية فهي بيدك أنت، وهي: أهمية ممارسة الرياضة بانضباط والتزام، الرياضة -أخِي- تُقوِّي النُّفوس، تُقوِّي الأجساد، وتؤدِّي إلى الاسترخاء العضلي، وتزيل القلق، ةتزيل التوتر، ومنافعها عظيمة، وقد أثبت العلم الحديث البحثي ذلك دون أي مجالٍ للتردُّد، فالرياضة تُغيِّرُ من كيمياء الدماغ، وتُحسِّنُ من مستوى أداء الموصِّلات العصبية، والتواصل ما بين الخلايا، وليس مبالغة إذا قلنا أن الرياضة تُساعد في ترميم خلايا الدماغ، فيا أخِي الكريم: عليك بالرياضة.

النوم الليلي المبكر مهمٌّ جدًّا لأنه يُحسِّنُ التركيز، والفعاليات في أثناء اليوم تشعر الإنسان بالإيجابية في تفكيره.

أخِي: أنا أريدك أن تنام في وضعية صحيحة، نم على شقك الأيمن، ولا تنم على مخدات ووسائد عالية، هذا مهمٌّ جدا جدًّا وضروري جدًّا.

تطبيق تمارين الاسترخاء، والتواصل الاجتماعي، والحرص على العمل والالتزام به أمرٌ ضروريٌ جدًّا، وموقعنا لديه استشارة تحت رقم (2136015) أرجو أن ترجع إليها، وتطبقها وسوف تستفيد منها.

بالنسبة للدواء: أعتقد أن دواء بسيطاً مثل الـ (دوجماتيل Dogmatil) والذي يسمى علميًا باسم (سلبرايد Sulipride) سيكون كافيًا جدًّا في حالتك، والجرعة هي خمسون مليجرامًا صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم خمسون مليجرامًا صباحًا لمدة شهرين آخرين، ثم تتوقف عن تناول الدواء.

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، وأشكرك على التواصل مع إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً