الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أحس بالتوتر عند انتظار ضيفة أو تلبية دعوة، ما تشخيص هذا؟

السؤال

السلام عليكم، وبعد:

فقد سررت برد الدكتور/ محمد عبد العليم، وقد سري عني -والحمد لله- من قلق المخاوف، لكن لا زالت لدي إشكالية بسيطة، وهي كالتالي:
عند قدوم ضيفة أو تلبية دعوة إحدى القريبات أحس بتوتر، وتسيطر علي الفكرة طيلة الوقت حتى تأتي الضيفة. وكذلك عند الاستعدادات للذهاب عند أحد الأقرباء، وأظل أفكر طيلة فترة انتظار الذهاب، فما معنى ذلك؟ علمًا أنني لا زلت مواظبة على السيبراليكس العجيب، وأحب الاجتماعات.

بارك الله في جهودكم، وملأ بها موازين حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ أم سلمان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية مرة أخرى، ونحن سعداء جدًّا أن تُبلِّغينا بهذا التحسُّنِ الرائع، نسأل الله تعالى أن يُديمه عليك، ونسأله تعالى لنا ولك ولجميع المسلمين العفو والعافية والمعافاة الدائمة في الدين والدنيا والآخرة.

أيتها الفاضلة الكريمة: بعض الشوائب النفسية قد تبقى عند الإنسان، لكن إذا كان التحسُّنِ بصورة ملحوظة، فقطعًا ما هو إيجابي سوف يهزم ما هو سلبي.

مشاعرك هذه -أي الشعور بالضيقة والقلق حين قدوم ضيفٍ أو حين تلبية دعوة- أعتقد أنها مبنية على قلق استباقي، كثير من الناس تحدث لهم هموم في كيفية استقبال الضيف، وهل سيؤدون حقه، إلى متى سوف يجلس، وأمور من هذا القبيل، لا، الأمر في غاية البساطة، مَن يريد أن يزورك هذا يعني أنه يُحبك ويُقدِّرك، ومَن دعاك لا شك أنه يكِنُّ لك الاحترام والود.

فإذًا الاستقبال للضيف وتلبية الدعوة هي أمر جميل جدًّا، وأنت لست مُقصِّرةً أبدًا، والذي يظهر لي أنك تريدين أن تُقدِّمي أفضل ما عندك للضيفة الزائرة، وكذلك أن تظهري بأحسن ما يمكن حين تقومين بتلبية دعوات الآخرين، فلا تتوتَّري أبدًا، وتدربي على التمارين الاسترخائية حين تحسِّين بأي نوع من التوتر، يمكنك أن تُطبِّقي هذه التمارين مثلاً قبل قُدوم الضيف أو قبل الذهاب إلى الدعوة، وأن تُسمّي الله كثيرًا، وأن تحمدي، وأن تستغفري، هذا أيضًا يعطيك -إن شاء الله تعالى- مشاعر إيجابية جدًّا، فتفاءلي.

أريدك أيضًا أن تُعرِّضي نفسك لهذه المواقف، قومي بدعوة النساء في بيتك، واذهبي ولبِّي الدعوات، وأكثري من هذا؛ لأن الإكثار منه يؤدِّي إلى التعريض، والتعريض يؤدِّي إلى فك الارتباط الشرطي، يعني أن الإنسان سوف يتخلّص من قلقه ومن توتره ومن مخاوفه.

واستمري على الـ (سبرالكس Cipralex)، لكن عليك بالتدعيم الإيجابي السلوكي النفسي، هذا مهمٌّ جدًّا؛ لأن التدعيم السلوكي الإيجابي يضمن لنا تمامًا أنه لن تحدث انتكاسات -بإذن الله تعالى- بعد التوقف من تناول الدواء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية ابو عمران

    جزاك الله دكتور عبدالعليم وبارك في علمك وأتم على الاخت الصحه والعافيه،
    أعاني من سنين طويله من هذه الحاله وفعلا كما ذكر الدكتور الفاضل،في تشخيص الحاله،وظننت أنه لا علاج لهذه الحاله فكانت سبب لإعتزالي الناس، سأجرب الدواء ولكم تحياتي ودعواتي.

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً