الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

لدي توتر وخوف من الفشل بعد أن مررت بتجربة نجاح!

السؤال

السلام عليكم

أنا شاب سوري بعمر 18 سنة، لدي توتر، وأخاف بشكل كبير من الفشل في أي شيء يسند إلي، إضافة إلى شعوري بالخبث الشديد وكرهي لنفسي ولعائلتي، وعدم مبالاتي بأي شيء!

عندما يطلب مني أحدهم القيام بشيء ما ينتابني الخوف كيف سأقوم بذلك، أخشى أن أخطئ أو أن أقوم بالعمل بشكل سيئ فيسخر الناس مني، أو يظن الناس أني مغفل! إضافة إلى سوء خلقي الشديد وسوء ظني بالناس.

مشكلتي بدأت عندما هاجرت إلى تركيا منذ سنتين وتركت المدرسة، وبدأت أعمل بإحدى الورشات التركية، في البداية كان العمل ممتازاً وكنت أجيد أي شيء يطلب مني، وأتعلم بسرعة، لكن سرعان ما تغير هذا، فنتيجة الضغط والخوف والعمل المستمر ل12 ساعة بدأت أفشل في تعلم الأشياء، ونتيجة هذا الفشل كنت أوبخ كثيراً، وتولد لدي الشعور بالإحباط والدونية، حتى صرت أنسى وأخطئ كثيراً، حتى بأبسط الأشياء التي كنت أجيدها سابقاً.

رغم أني دائماً كنت الأفضل في كل المجالات أمام أقراني في الطفولة، ونتيجة تركي لمدرستي التي كنت متفوقاً بها أصابني شعور بأنني سأقضي حياتي عاملاً وفاشلاً أيضاً، ولكن بعد سنة ونصف تحسنت أوضاعنا المالية، وعدت إلى الدراسة لكن هذا لم يؤثر علي كثيراً، فأنا أشعر أنني لا أستحق إكمال دراستي، لأنني سأفشل في القيام بالعمل بعد المدرسة، فأقول في نفسي لا يمكنني القيام بالعمل بعد الدراسة رغم أنني أفهم الدروس جيداً إلا أنه ليس لدي أي رغبة في الدراسة أو العمل، إضافة إلى أنني لا أحافظ على صلواتي ولا أجد فيها خشوعاً أو سكينة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ براء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما شاء الله فبالرغم من الظروف الصعبة جداً التي مرّ بها السوريون بسبب الأزمة في سوريا الحبيبة من القتل والتدمير، وكل ما يخطر بالبال، وحتى ما لا يخطر بالبال، فمع كل هذه الظروف فقد تمكنت مع أسرتك من اللجوء لتركيا، والتكيّف مع الأوضاع الصعبة، ومن ثم عملت أولاً، ومن بعدها عدت للدراسة بعد فترة من الانقطاع!

لا ننسى أنك لن تنقطع عن الدراسة بسبب الاستجمام أو عدم الرغبة بالدراسة، وإنما بسبب الأحداث الأليمة التي تحدثنا عنها، فمن الطبيعي أن تجد بعض الصعوبات النفسية والعاطفية، ليسب بسبب خلل أو عيب أو مرض فيك أو في شخصيتك، وإنما بسبب الأحداث المتتابعة وتأثيرها على ثقتك في نفسك، التي من الواضح أنها اهتزت قليلاً لذلك، إلا أنه ليس هناك سبب يمنعك من استعادة ثقتك السابقة في نفسك، والتي من الواضح أنها كانت على درجة عالية قبل الأحداث.

ما أحاول أن أقوله لك هو أن ترفق بنفسك ولا تثقل عليها أكثر مما تعرضت له مع الأحداث المؤلمة، بل حتى أقول لك لابد أن ترعى نفسك وتدللها قليلاً، لأنه هي التي ستعينك على تجاوز الأزمة الحالية، وبناء مستقبلك الذي تحب.

لا شك في أهمية القرب من الله تعالى والمحافظة على الصلاة وتلاوة القرآن، ولا شك أن الخشوع والسكينة ستأتي مع الوقت، بالإضافة للنشاط الرياضي، كل هذا سيعينك كثيراً على تجاوز هذه المرحلة الصعبة والحرجة، وبإذن الله ما هو إلا وقت قريب حتى تستقر أمورك، ونسمع عنك أخباراً طيبة.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً