الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فحوصاتي سليمة ولكني أعاني من روائح كريهة في الفم والأنف!

السؤال

السلام عليكم

أعاني من رائحة كريهة من الأنف والفم، ذهبت إلى دكتور أنف والحنجرة، وقال لي: ليس لديك أي مشكلة، ذهبت إلى دكتور الباطنية، وقال لي بأني أعاني من ارتخاء في المريء، وأعطاني (motilium 10mg) ثلاثة مرات قبل الأكل بـ 1/2 ساعة، و(Zinc Carnosine) بعد الغذاء، و(Dexlanso 60 mg)، والآن انا آخذ العلاج منذ حوالي أسبوع، ولكن الرائحة ما زالت موجودة.

كيف أتخلص من هذه الرائحة؟ لأنها تسبب لي الكثير من الإحراج، علمًا بأني لا أعاني من أي آلام أخرى، وقمت بإجراء تحليل H.Pylori وكانت النتيجة سليمة.

بارك الله فيك.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ali حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

رائحة الفم الكريهة في نحو 85% من الحالات سببها الفم نفسه, وهناك أسباب هضمية من المعدة، وكذلك التهابات الجيوب الأنفية المزمنة والتهابات الأنف التحسسية المزمنة.

الأسباب الأنفية تتناول التهابات الأنف التحسسية المزمنة والتهابات الجيوب المزمنة, والتي تتسبب في انسداد الأنف المزمن، وبالتالي التنفس الفموي الذي يؤدي لجفاف مفرزات الفم، وحدوث التخمرات التي تعطي رائحة الفم المزمنة, كما أن المفرزات المخاطية والقيحية أيضًا من الأنف والجيوب الأنفية تتسبب في حدوث الرائحة الفموية.

هذه الأسباب تعالج ببخاخات الكورتيزون الأنفية الموضعية بشكل طويل الأمد، وأحيانًا يلزم علاج التهاب الجيوب بالمضادات الحيوية ومضادات الاحتقان والتحسس، والغسول المتكرر بالسيروم الملحي للأنف والجيوب الأنفية.

الأسباب الفموية والتي قد تكون بسبب الالتهابات المزمنة في اللوزتين والبلعوم، وتعالج اللوزتين بالاستئصال والبلعوم بالعلاجات الموضعية التي سأذكرها لاحقًا, أو بسبب عدم التنظيف الصحيح للأسنان واللثة واللسان.

هناك من الأسباب الهامة لرائحة الفم وجود جفاف الفم ( والذي قد يكون لأسباب نفسية متعلقة بالتوتر النفسي وقد تكون لأسباب التهابية تنكسية في الغدد اللعابية, وكذلك استعمال أدوية معينة مثل مضادات التحسس، وبعض خافضات الضغط وأدوية السكري والاكتئاب, وأيضا من أهم الأسباب في جفاف الفم هو التدخين والإكثار من القهوة ), فلا بد من إزالة العامل المسبب وعلاج الحالة بحسب هذا المسبب.

بالنسبة لتنظيف الأسنان فلا بد من أن تتخلل فرشاة الأسنان بين كل الأسنان، ولا ننس الأسنان الخلفية، وكذلك السطوح الداخلية للأسنان، والتي قد تهمل تنظيفها عند استعمال السواك إذ لا بد من التنظيف في كامل السطوح السنية بدأ من حافة اللثة واتجاهًا نحو حافة الأسنان، وكذلك بين الأسنان باستعمال الخيط, وتنظيف اللثة بفرشاة الأسنان المعتدلة القساوة ( الوسط ).

كما أنه لا بد من تنظيف اللسان (وهو مهم جداً هنا) بفرشاة اللسان الخاصة التي تباع في الصيدليات، وهذا التنظيف يجب أن يتم بلطف حفاظًاً على الحليمات الذوقية، وهويتم بدأ من القسم الخلفي للسان باتجاه الأمام، ونحاول الوصول إلى أبعد ما يمكن من هذا القسم.

يمكن تطبيق الملح البحري بالإصبع على اللسان بعدها بدون بلعه، ولمدة ثلاث دقائق، ثم المضمضة بالماء، وبعدها إعادة الفرشاة للسان بالطريقة المذكورة حتى تظهر الطبقة الوردية له, كما يمكن استعمال الغسول الفموي باستخدام كيس سيروم ملحي 0.9% ( نصف ليتر )، يضاف له ملعقة صغيرة من الصودا ( بيكنج صودًا ) وأربع ملاعق صغيرة من الغليسرين الطبي ويحرك جيدًا، ثم يتم المضمضة والغرغرة به, وهناك غسول آخر يتكون من كيس نصف ليتر سيروم ملحي 0.9% مع ملعقة صودًا صغيرة مع ( 10 مل ) من سائل الماء الأوكسيجيني (بتركيز 20%)، حيث إن الماء الأوكسيجيني ينتج فقاعات الأوكسيجين ضمن الأثلام العميقة للوزتين واللسان والأسنان، وهذه الفقاعات تدفع فضلات الطعام للسطح، حيث يتم التخلص منها, ويمكن بعدها دهن الغلسيرين الطبي بالإصبع على اللسان.

هناك الغسول أيضًا بخل التفاح وفرك اللثة والأسنان واللسان بقشر البرتقال، فهي تعمل من ناحيتين: فاحتوائها على حامض الستريك يساعد في تقليل البكتريا الناشئة في الفم والمسببة للرائحة، ومن ناحية أخرى فإن أغلب الحمضيات ذات رائحة مميزة ذات مفعول شبيه بمفعول غسول الفم المنعش.

كما أن الشاي بنوعيه الأخضر والأسود يحتوي على مادة البولي فينول، والتي تعمل كقاتل للبكتريا، والشاي عموماً يعتبر مطهراً للفم، وخاصةً إذا أضيف له أي من التوابل العطرية كالقرفة والهيل والقرنفل، أو النعناع.

شرب شاي المرمرية (أو الميريمة) أيضاً يفي بالغرض في حالة رائحة الفم الكريهة ( مع مراعاة عدم الإكثار منه؛ لأنه قد يسب جفاف الفم لوجود مادة العفص، وهو ما يؤدي للرائحة بدوره ).

يذكر أن للبقدونس فوائد أيضًا لاحتوائه على مادة الكلوروفيل التي تقضي على البكتريا، إضافة إلى كونه مساعداً في تحسين الهضم؛ مما يعني تقليل الرائحة بطريقة أخرى، خاصة إذا تم مضغه نيئاً أو غمسته في القليل من الخل.

يمكنك أيضاً شرب عصير البقدونس من حين لآخر لضمان رائحة أفضل لفمك.

نذكر أن تناول الأجبان والألبان وخصوصًا صباحًا دور في تقليل رائحة الفم باستعادة التوازن بين الزمر الجرثومية في المجرى الهضمي.

مع أطيب التمنيات بدوام الصحة والعافية من الله تعالى.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً