الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بالقلق من أقربائي ولا أتكلم كثيرا معهم، ما الحل؟

السؤال

السلام عليكم

أعاني من قلق من الأشخاص الذين يعيشون حولي، وكل كلمة تخرج منهم أفكر فيها كثيرًا، وأبني عليها؛ إن كان يقصدني بها أو يقصد السوء لي، حتى أصبحت أخاف أن أتكلم كثيرًا معهم، وأحسب لكل كلمة تقال، وأخاف أن يفهموني خطأ، وهذا يحدث فقط أو معظمه مع أقاربي من الدرجة الأولى.

أنا متزوج، ولدي طفلان، ومعروف أني في بيتي وبين أقاربي من الدرجة الأولى كتوم، وخارج بيتي مرح جدًا، وأمازح الجميع، وأتكلم كثيرًا، وعمري (33) سنة.

ما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ بلال حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية.

أخي الكريم: ما تشتكي منه ربما يرجع إلى عدم التوافق الاجتماعي والنفسي؛ نتيجة أسلوب المعاملة والتنشئة الاجتماعية التي تعرضت لها منذ الطفولة، فتكوّن لديك مفهوم معين تجاه ذاتك، فأصبحت شديد الحساسية وسهل الاستثارة، وربما يوجد أيضاً ضعف في الثقة بالنفس.

والعلاج يحتاج منك إلى النظر للأمور بموضوعية، وتحكيم العقل قبل العاطفة، وتحليل المواقف الاجتماعية تحليلاً شاملاً بعيداً عن النظرة الذاتية الضيقة، والتحرر من هوى النفس، والتماس العذر للآخرين، والتحري والتقصي، وطلب المعرفة قبل البت في الأمور، والابتعاد عن الظنون السيئة.

ونقول لك أيضاً: لا تحقر ما عندك من قدرات وإمكانيات، وانظر إلى إيجابياتك قبل سلبياتك، ولا تقارن نفسك بمن هم أفضل منك في الأمور الدنيوية، وانظر إلى من هم دونك، وارض بما قسمه الله لك، وحاول التعامل مع المواقف بحسب طبيعتها، فالتي تتطلب الجد جد فيها، والتي تتطلب الهزل لوّنها بروح الفكاهة.

لا تستعجل في ردة الفعل، بل أعط نفسك فرصة للتفكير في عواقب الأمور، ثم افعل ما هو مناسب، وتخلص -أخي الكريم- من فكرة أن الناس كلها ضدك، ولا يحبون لك الخير؛ فهذه فكرة مسمومة، تحطم علاقاتك مع الآخرين، وغض الطرف عن عيوب الآخرين وأخطائهم، وتعلم أو تدرب على أسلوب الحوار الهادف، ولا تتعصب لرأيك، واحترم رأي الآخرين ووجهة نظرهم، وليكن نقدك بناءً لا هداماً.

تجنب الصفات الست التي تؤدي للشعور بالنقص، وهي:
- الرغبة في بلوغ الكمال.
- سرعة التسليم بالهزيمة.
- التأثر السلبي بنجاح الآخرين.
- التلهف إلى الحب والعطف.
- الحساسية الفائقة.
- افتقاد روح الفكاهة.

وفقك الله تعالى لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً