الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

عند الجلوس على مكان مرتفع تأتيني أفكار بأن أقفز

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

عمري 16 عاما، وأمر بحالة صعبة من الوساوس والأمراض النفسية، ولكني بفضل الله أنتصر عليها، وسوف أسرد عليكم مشكلتي الآن.

في شهر 7 الماضي كنا في منتصف رمضان، فجاء لي وسواس غريب يقول لي اقفز من الشرفة، استحقرت هذه الفكرة واستمرت تلازمني لمدة أسبوعين، ثم دخل العيد فانشغلت ونسيتها، ثم أصبحت إنسانا عاديا، ثم مرةً في شهر 8 كنت ألعب كرة قدم مع أصدقائي، فنهجت نهجانا شديدا فخفت وتخيلت أني مريض بالقلب، في نفس هذا اليوم وأنا نائم استيقظت وشعرت بضيق تنفس، وأن هذه آخر أيام حياتي، فشربت نعناعا، واستهديت بالله، وقرأت سورة يس ونمت، وفي الغد ذهبت أنا وأمي إلى أكثر من دكتور وعملت كل التحاليل اللازمة -والحمد الله- كل شيء سليم، من إيكو قلب ورسم خط وكل شيء، ثم ضلت هذه الفكرة تلازمني، بأني مريض قلب وسوف أموت، وما فائدة الحياة ونحن سوف نموت؟ إلى أن تغلبت عليها بفضل الله.

وقبل عيد الأضحى، أي شهر 9، بأسبوعين جاءتني وساوس غريبة، مرةً أني سوف أصبح مجنونا، وتارة أخرى بأني سوف أقفز من مكان مرتفع وأموت، ولكن بفضل الصلاة والدعاء ذهبت والحمد الله.

والآن كل شيء سليم إلا وسواس القفز من المكان، أصبحت كلما أقف على مكان تأتيني أفكار القفز وأفكار غريبة، حتى اعتقدت أنها تحولت لفوبيا، ولكني والحمد الله لا أشعر بأعراض دوخة أو أي شيء، ولكن هذه الفكرة تعكر علي حياتي وتجعلني مهموما، ودائما أفكر في هذا الأمر السخيف، ولكني لا أستطيع أن أصرف هذه الفكرة، تأتي شهرا وتذهب، وهكذا.

أسئلتي كالتالي: هل أنا مريض بمرض نفسي خطير ويستلزم أن أذهب للدكتور؟ وهل هذه الفكرة سوف تلازمني طوال الحياة؟

مع العلم أني سألت والدتي فقالت لي أنها كانت تأتي لها مثل هذه الأفكار وذهبت، فأرجو الإجابة عن أسئلتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Ahmed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

يا بُنيَّ ما زلتَ صغير السِّنِّ، ما تعاني منه هو نوع من الوسواس، وعندما نقول الوسواس نعني أن هناك فكرة ما تتسلَّل إلى الشخص، وتتكرر بصورة مستمرة، ورغم مقاومتها لا يستطيع الشخص التخلص منها، وهكذا يُصاب بالقلق والتوتر، وأظنُّ هذا ما يحدث معك، فكرة القفز من مكانٍ عالٍ، أو فكرة القفز تتكرر لديك بصورة منتظمة، هذه ليست فوبيا، وليس رهابا، هذا نوع من الوسواس، وعادةً يكثر في هذا السن وفي هذه المرحلة العمرية، إمَّا قبل العشرين أو بعد العشرين، يكثر الوسواس في هذا العمر، ولكن سُرعان ما يبدأ في التلاشي، وعندما يكبر الإنسان ينتهي هذا الوسواس -إن شاء الله تعالى- حتى دون علاج.

أنت تعاني فعلاً من هذه المشكلة وهذه الظاهرة، فليس مرضًا خطيرًا، ولا يؤدِّي إلى الجنون، ولا يؤدِّي إلى شيء من هذا القبيل، لكنها معاناة تتألم منها.

هل تحتاج أن تذهب إلى طبيب نفسي؟
تحتاج أن تذهب إلى طبيب نفسي إذا كانت هذه الفكرة تتكرر بصورة منتظمة حوالي 3 ساعات في اليوم، أو إذا كان هذا التكرار أثَّر على حياتك بصورة ما، أثَّر على دراستك، أثَّر على حياتك العائلية والاجتماعية.

إذا كان تكرار الوسواس مستمرًّا يوميًا -كما ذكرت- وهناك تأثير؛ فإنه ينبغي أن تذهب إلى طبيب نفسي لمساعدتك في هذا الشأن وإعطائك العلاج المناسب حتى ترتاح من هذا الشيء.

هل هذا سيستمر؟
كما ذكرتُ أولاً هذه الوساوس لن تستمر معك -إن شاء الله تعالى- حتى دون علاج، بالرغم من المعاناة، مع تقدُّمك في العمر سوف تختفي، وأنا أقول هذا بناءً ملاحظات من عشرات -بل مئات أو آلاف- المرضى الذين عانوا مثلك، والحمدُ لله تعالجوا وتخلصوا من هذا الشيء.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً