الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

حدثت له نوبة مفاجئة وأعراض غريبة، ما العلاج لحالة لأخي؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله كل الخير والشكر والتقدير لمساعدتكم الإنسانية.

أخي عمره (27) سنة، لا يعمل، ولا يريد العمل، وغير متزوج، ولا أي شيء.

منذ فترة (7) سنوات كان خارجا مع أصحابه، وذهب إلى سينما وكافتيريا، وهو على الكافتيريا كان يأكل، فشعر كأن فورانا في الدماغ، وفجأة الدنيا تغيرت في عينه، وأصبح لا يعيش في الدنيا، ولا إحساس بالواقع، وكأنه سيموت، وكل لحظة يضع يده على قلبه؛ لكي يتأكد من النبض، وراح وعمل أشعات كثيرة جدا على جسمه كله، وكلها سليمة.

بدأ يكسر في البيت، ويجرح نفسه، فذهبنا إلى دكتور نفسية، وقال: هذه حالة نفسية، كيف تكون حالة نفسية، وهو خرج ونفسيته جيدة، وتأتيه فجأة، فالمهم أن الدكتور كتب له باروكستين (20) وزولام، وتربتيزول (10)، وهو استمر (7) سنوات على هذا العلاج، لكنه تغير قليلا وبقي هادئا لا يكسر، ولكنه لا زال كما هو لا يحس بالدنيا، ويرى الدنيا غريبة، ويقول ممكن أن يعمل أي جريمة من غير أن يحس! ويقول إنه عائش في عالم آخر، فالمهم أنه راح لدكتور النفسية؛ لأن الدواء قصر عليه بعد (7) سنين، ويريد أن يتركه وغير قادر على تركه، ويحتلم كثيرا في اليوم، وذهب لدكتور ثان، وقال له: اترك هذه. وكتب له على زانكس أس آر (0.5) م سيروكسات سي أر (25) مج، تربتيزول (25) مم، فما العلاج المناسب لهذه الحالة؟

وشكرا، وجزاكم الله كل الخير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ mohamed حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الأخ الكريم: طبعًا المرض النفسي يمكن أن يحدث فجأة، وحدوث المشاكل فجأة لا يعني أن هذا ليس مرضًا نفسيًا، فنوبات الهلع عادة تحدث فجأة، الشخص فجأة يحس بضيق وآلام وقلق، وخوف شديد، وخوف من توقف القلب، أو خوف من الإغماء، أو حتى الخوف من الموت، وتستمر هذه النوبة لعدة دقائق، وبعدها تختفي نهائيًا، واضطراب الهلع جزء من الأمراض النفسية.

فحدوث أعراض فُجائية لا يعني أن هذا ليس مرضًا نفسيًا، فكما ذكرتُ أن نوبات الهلع تحدث فجأة.

الشيء الذي أريد الإجابة عليه: هل طيلة السبع سنوات تم استعمال الدواء دون مراجعة طبيب أم ماذا حدث؟ هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: ذكرت أنه لا يريد العمل، يعني هل تشعرون أنه لا يريد أم ماذا؟

الشيء الآخر: ذكرت أن الطبيب قد غيَّر له الأدوية: في الواقع أن الطبيب لم يُغيِّر الأدوية، بل أعطاه نفس الأدوية بمسميات أخرى، فالـ (زانكس Xanax) هو (زولام zolam) نفسه، والذي يعرف علميًا باسم (البرازولام Alprazolam)، والـ (زيروكسات Seroxat) هو الـ (باروكستين Paroxetine)، ورفع جرعة الـ (تربتزول Tryptizol)/(امتربتلين Amtriptyline) من عشرة مليجرام إلى خمسة وعشرين مليجرامًا، فهو الآن مستمر في نفس الأدوية.

عندي تحفُّظ على الاستمرار في (الزولام/زاناكس) لفترة طويلة؛ لأنه قد يُسبب الإدمان، وأرى أن يتم التوقف عنه بالتدرج، ويا حبذا لو تمَّ استبداله بدواء (فاليوم Valuim) والذي يسمى علمياً باسم (ديازبام Diazepam) بجرعة خمسة مليجرام، ثم يتم تخفيض الجرعة بالتدرج، ربع الجرعة في خلال أسبوعين، أي أنه يحتاج لعدة أشهر حتى يتم التوقف عنه نهائيًا. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى: أرى أن أخاك أيضًا يحتاج إلى تقييم وفحص وتشخيص للشخصية، وقد يحتاج هذا لعمل اختبارات الشخصية، مثل الـ (اختبار مينسوتا للشخصية مُتعدِّد الأوجه/ Minnesota Multiphasic Personality Inventory) ومختصرة (MMPI)، وهو اختبار عالمي، ومعمول به، ويكشف جوانب الشخصية المختلفة، فهذا الاختبار قد يكشف لنا جوانب في شخصيته مثل عدم العمل والتهديد -وهذه الأشياء– لأن هذا مهمٌّ جدًّا لوضع الخطة العلاجية.

لا يمكنني أن أشخص أو أصف تشخيصًا نظريًا؛ لأنه يحتاج –كما ذكرت– لعمل تقييم نفسي، وفحص نفسي، واختبارات شخصية، وبعدها يتم التشخيص المناسب، وإعطاء العلاج المناسب، وأرى أن يستمر في هذه الأدوية في الوقت الحاضر؛ لأنها على الأقل حسَّنت من وضعه بصورة ما، على أن يتم سحب الزاناكس تدريجيًا.

وفَّقكم الله، وسدَّد خُطاكم.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً