الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الوهن والضعف المزمن أثر على حياتي ودراستي وعبادتي

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا طالب دكتوراه في دولة آسيوية، مشكلتي الوهن والضعف المزمن، ويرافقه دوخة من حين إلى آخر، كما يصحبه ألم في القدمين من أسفل الركبة تحديدا، ولا يوجد لدي أي تاريخ مرضي، ما عدا منذ 3 سنوات أصبت بالتهاب مزمن في البروستاتا، وأخذت مجموعة من المضادات الحيوية لفترة طويلة من الزمن، بعدها بدأت مشكلتي من الكسل والوهن وقلة التركيز.

قمت بعمل العديد من الفحوصات ببلدي في تلك الفترة، وكانت معظمها سليمة، وشملت فحوصات الغدد والهرمونات، والنقص الوحيد كان في هرمون الدرقية بنسبة طفيفة جدا، أو كما ذكرها الطبيب بـ sub-clinical deficiency، والكرتيزول الصباحي كان بالحد الأدنى.

أعاني من بعض المشاكل بالمعدة لكن ليست بالكبيرة، وخاصة بسبب نظام الأكل هنا، تغذية جيدة ومنوعة، وأتناول الفواكه الآسيوية والخضار بمعدلات جيدة، كما أن فحوصات الدم دائما ما كانت جيدة، وكذلك الضغط والسكر بفضل الله.

المشكلة أثرت على حياتي اليومية ونشاطي، وحتى العبادات، فأشعر أحيانا بأني غير راغب بمخالطة الناس والتحدث معهم، ولا يوجد عندي أي رهاب، بالعكس أتحدث أمام الناس بشكل جيد، وخصوصا إذا كانت صحتي جيدة.

ذهبت إلى الأطباء وبلا فائدة، فقط مجموعة أدوية بسيطة للمعدة والجيوب، أحد الأطباء يقول لي هي حالة ضغط عصبي، أرجو منكم وصف أي علاج مؤقت أو تحاليل يمكن القيام بها لحين العودة إلى بلدي.

شكرا جزيلا لكم، وجعله الله في ميزان حسناتكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ علاء حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نسأل الله لك العافية والشفاء، والتوفيق والسداد.

أخِي الكريم: حالات الوهن والإجهاد الجسدي والوهن النفسي معروفة، وأحيانًا تكون غير مُسبَّبة، لكن في بعض الأحيان يكون من أسبابها الالتهابات التي تحدث لبعض الناس خاصة الالتهابات الفيروسية، والذي أراه –أخِي الكريم– أنك تعاني بالفعل من حالة وهن نفسي، وهذه الأمور تُعالج من خلال الإصرار على أن تكون فعّالاً، أن تُحسن إدارة وقتك، مهما كانت مشاعرك يجب أن تكون قويًّا ودافعًا لنفسك من أجل أن تُنجز ما عليك، لا تستسلم أبدًا.

النقطة العلاجية الثانية هي الرياضة، الرياضة لا شك أنها ذات قيمة عظيمة، قيمة فاعلة، وهي مُجرّبة، تُقوي النفوس، وتقوي الأجساد، فيا أخِي الكريم: ابدأ في برنامج تمارين رياضية بجدِّية، ابدأ هذه متدرِّجًا -أي الرياضة اليومية– لفترة قصيرة، ثم بعد ذلك ارفع معدَّلك، هذه نصيحة يجب أن تعطيها قيمة كبيرة لأنها مُجرَّبة.

النقطة الثالثة: أن تحرص على النوم الليلي المبكر، وتتجنب النوم النهاري.
نقطة أخرى هي: أن تتناول كوب من القهوة في الصباح، كوبا مركَّزا، ولا مانع من أن تتناول كوبًا آخر في العصر.

أمرٌ مهمٌّ آخر، هو: قراءة القرآن بتؤدة وتمعُّنٍ وتدبُّرٍ يُحسِّنُ من التركيز، وهذا أمرٌ مؤكد.
أخِي الكريم: بالنسبة لوضع الغدة الدرقية: أنا حقيقة أنصح بأن تتناول هرمون الـ (ثيروكسين Thyroxin) بجرعة صغيرة، 25 ميكروجرام، يمكن أن تُرفع بعد ذلك إلى 50 ميكروجرام يوميًا لمدة 3 أشهر، ثم تخفض الجرعة إلى 25 ميكروجرام، وفي هذا الأمر إن راجعتَ طبيبك هذا أفضل.

نحن في الحالات التي يكون فيها هرمون الغدة الدرقية منخفض انخفاضًا بسيطًا أو حتى إن كان في الجانب الطبيعي الأدنى دائمًا ننصح الناس بأن تتناول هرمون الثيروكسين بجرعات صغيرة، ونحن لدينا في الطب النفسي بالنسبة لمرضى الاكتئاب حتى إن كان هرمون الغدة الدرقية طبيعيًا يُعرف تمامًا أن بعضهم يستجيب لإضافة هرمون الغدة الدرقية بجرعة صغيرة، وهذا لا يؤدِّي إلى زيادة في نشاط الغدة، وكثيرًا من الناس يتحسَّن حين ينتهج هذا المنهج.

أخِي الكريم: أيضًا تناول الـ (أوميجا Omega 3) بجرعة كبسولة واحدة في اليوم، هي جيدة لتجديد الطاقات النفسية والجسدية لبعض الناس.

أما الدواء النفسي الذي أنصحك به فأعتقد أن الـ (بروزاك Prozac) والذي يسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine) دواء جيد أيضًا، يُؤدِّي إلى تحسُّنِ المزاج، وتُحسِّن التركيز، وقطعًا سوف يُساعدك كثيرًا لإزالة التوتر، وتحسين طاقاتك -إن شاء الله تعالى-. الجرعة هي كبسولة واحدة في اليوم لمدة 6 أشهر.

أخِي: هذا هو الذي أنصحك به، وقطعًا المتابعة مع طبيب واحد هنالك في ماليزيا أيضًا سيكون أمرًا جيدًا، طبيب الأسرة، أو طبيب باطنية تثق فيه –أخِي الكريم– وتُراجعه من وقتٍ لآخر سيكون هذا أمرًا جيدًا، وأنصحك بأن لا تتنقَّل بين الأطباء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية، والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً