الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

فقدان الشهية ووساوس التقدم بالعمر تدمرني !!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

فريق إسلام ويب القائم على هذا الموقع, لدي سؤال يتعلق بما مررت به مؤخراً, فأنا في الفترة الأخيرة وبعد بلوغي عمر 28 عاما، أصبت بالحزن والقلق بسبب تقدم عمري وأنا لا أريد ذلك, خاصه وأنني لم أتزوج بعد, وهذا القلق أثر على حياتي فأصبحت عرضة لنزلات البرد والمرض، وتأثرت شهيتي، وفقدت 4 كغم من وزني بوقت قليل, مما دفعني للتفكير بفقدان المزيد من الوزن، والاستمتاع بالحميات الغذائية، واليوم أفكر بعمل حمية غذائية طويلة الأمد حتى أفقد الكثير من وزني، وحتى أتمكن من إخفاء وزني الزائد فإنني ارتدي الكثير من الملابس, علما أنني أعاني من الحزن والقلق بشأن مستقبلي.

عانيت في السابق من فقدان الشهية العصبي, علما أنني إنسانة عاقلة ومتعلمة، وأعلم جيداً مخاطر ذلك, وكنت قد وصلت لمرحلة خطرة مع هذا المرض, أكتب لكم وأتحسر على ما قمت به اليوم، وهو أمر يرعبني ويخيفني, فقد قمت بالاستفراغ بعد العشاء -أكرمكم الله- خوفاً من اكتساب الوزن، مع العلم أن وزني الآن تحت المعدل الطبيعي.

أعلم أن الله منحني هذا الجسد من أجل أن أحافظ عليه، ولكنني في نفس الوقت أفكر لماذا وهبني الله هذا الهاجس؟ ولماذا منحني الله هذا العقل الغير متزن؟ وما هو ذنبي بذلك؟ عندما أدخل في دوامة هذه الأفكار أبدأ بالتفكير بأنني أقل من الفتيات، وأن صديقاتي أفضل مني، وموتي سيكون أفضل، وأشعر بأنني لا أعني شيئا لأحد، ولن يهتم لأمري أي شخص بسبب وزني الكبير، علما أن عائلتي تهتم بي كثيراً، وأمي تهتم بإعداد أطباق خاصة لي يومياً، لا تعلم عائلتي بأفكاري هذه.

في الماضي كنت أزور الطبيب النفسي, وبعد التماثل للشفاء توقفت عن ذلك، ولا أرغب بزيارة أي طبيب، مع العلم أنني أمرض كثيراً وأزور طبيب العائلة مع والدي، وفي كل مرة يسألني عن وزني ولا أجيب، ويؤكد الطبيب بضرورة التغذية الجيدة، أصبحت أعاني من كثرة التنهد، وضيق التنفس، وصعوبة التركيز، وأحيانا أصاب بالخوف من أمور بسيطة كصوت بكاء أحدهم.

أرجوكم أرشدوني إلى الطريق الذي أحفظ به نفسي من وساوس الشيطان، وأجد الأمل بالقادم -إن شاء الله- وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Lina حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية، واستشارتك واضحة جدًّا، وأنت كان لك استفسار واستشارة عن فقدان الشهية العصبي فيما مضى، ورقم الاستشارة هو: (2295482).

أيتها الفاضلة الكريمة: الذي بك قطعًا هو وسواس، وهو نوع من الوسواس العُصابي –أي الوسواس القلقي– والذي غالبًا ما تتبعه أفعال، بعض الوساوس لا تتبعها أفعال، لكن هناك وساوس تتبعها أفعال، أتتكِ هذه الوسوسة حول العمر وتقدُّمه، وحول الجسم والوزن وكيفية الحفاظ عليه، ودخلت في هذا الأمر العُصابي الوسواسي، ومن ثمَّ حدثت تأثير على شهيتك، نقص وزنك، وأصبحتِ أكثر انشغالاً بالحميات الغذائية.

هذه وساوس، وهذا قلق توتري، وأنت على يقين بذلك، والوساوس يُحقَّر، لا يُعزَّز، وحتى الشدة في مقاومة الوسواس ربما يعني أنك قد أعطيته شيئًا من الأهمية، لا تعطي الأمر أهمية، عليك بالتحقير التام، وأن تُقيمي الأمور بصورة أفضل، والإنسان لا بد أن يكون صارمًا مع نفسه في كثير من الأحيان.

وأنت ذكرتِ أنك لا تودين الذهاب للطبيب النفسي، وأعتقد أن مقابلة الطبيب النفسي سوف تكون جيدة، أو على الأقل طبيب الأسرة، لأنك في حاجة لعقار مثل (بروزاك Prozac) والذي يسمى علميًا باسم (فلوكستين Fluoxetine)، الذي يتميز بتفتيته للوساوس، وكذلك المساعدة من أي علة مرتبطة بفقدان الشهية العصبي.

فأنصحك بقوة بتناول البروزاك، وسوف تجدي فيه فائدة كبيرة جدًّا، سوف يتحسَّنُ المزاج، سوف يتحسّن التركيز، وكل الذي بك من وسوسةٍ وكدرٍ سوف يزول -بإذن الله تعالى-، هذا لا يعني أن الدواء دواء سِحريًا وهو الذي سيؤدي كل هذه التغيرات، الدواء يساعد ويُساهم ويُمهد للتحسُّن، ومن خلال تغييرك الفكري والمعرفي واستيعابك الأمور بصورة أفضل وأحسن واقعية -إن شاء الله تعالى- يُكتب لك الشفاء.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً