الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من التصبغات والبقع بسبب الحكة، هل من علاج؟

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من مشكلة الإكزيما منذ صغري، وكنت أعاني من الحكة القوية، وكانت في منطقة الأرجل، وصار فيها بقع وتصبغات، والآن الوضع تكرر في يدي، وصارت بشرتي مدمرة، يعني بشرتي بيضاء وفيها بقع من الحكة، صارت متصبغة، وصار الوضع محرجًا لي.

أريد شيئًا يبعد التصبغ عن بشرتي بعد الالتهاب، علمًا أني أراجع عند دكتورة، لكنها ما تفهمني، أقول لها: كذا وكذا. فتقول لي: سيزول مع السنين، وهو لم يزل أبدًا.

وآسفة على الإطالة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Rahaf حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك أنواع متعددة من الأكزيما أو حساسية الجلد، والنوع الذي تعانين منه هو نوع مزمن، ومتكرر، بمعنى أنه قد يختفي أو يقل في بعض الأحيان، ثم يعاود في الظهور مرة أخرى، وتختلف شدة الإصابة من مجرد جفاف بسيط، وتشققات، إلى التهاب حاد مصحوب باحمرار، وحبوب بها حكة أو فقاعات أو إفرازات وقشور، وربما يكون مصحوبًا بزيادة في سمك الجلد إذا لم يتم العلاج بصورة فعالة.

من الأمور المهمة التي يجب الانتباه لها في علاج الأكزيما -وبالأخص أكزيما اليدين التي ذكرتها- هي تجنب التعرض للماء بصورة مبالغ فيها؛ حيث إن وضع الأيدي في الماء لفترة طويلة، ومرات متعددة يؤدي إلى جفاف الجلد، وسهولة إصابته بالأكزيما عند التعرض للمثيرات المتعددة، ولا بد أن تستخدمي مرطبًا باستمرار؛ لتليين الجلد، وبالأخص بعد غسيل الأيدي أو الاستحمام أو الوضوء، وبعد التجفيف مباشرة؛ حتى يحتفظ الجلد برطوبته، والفازلين من المرطبات الجيدة إذا كان مناسبًا لك، أو أي نوع من المرطبات المتداولة، ولا مانع من استخدام المرطبات باستمرار، ولفترات طويلة، ذلك بالإضافة إلى تجنب المواد المثيرة قدر المستطاع مثل المنظفات، والمذيبات، واستخدام الأيدي واحتكاكها المستمر بالأشياء الخارجية الصلبة، مثل الحديد، وغيره بدون حماية، مثل ارتداء قفاز مناسب، ويمكنكم أيضًا استخدام صابون مرطب لا توجد به مواد عطرية لغسيل الأيدي، بدلًا من الصابون العادي، على أن يتم ترطيب الجلد مباشرة بعد الغسيل باستخدام المرطبات، -كما ذكرت سابقًا-.

لا تقلقي، فيمكنكم السيطرة على المشكلة المذكورة باتباع التعليمات السابقة، ويمكنك استخدام المستحضرات الطبية الموضعية، والتي تحتوي على كورتيزون على الأماكن المصابة، وتوجد أنواع كثيرة، ومتدرجة القوة، ومن هذه المستحضرات يختار الطبيب النوع المناسب حسب شدة المرض، ولكن لا تزيد مدة الاستخدام عن أسبوعين، ولا بد من استخدام هذه المراهم أو الكريمات بصورة متقطعة، وتحت الإشراف الطبي؛ حتى نتجنب حدوث أي آثار جانبية -إن شاء الله-، ولا تقلقي من استخدام المستحضرات التي تحتوي على الكورتيزون الموضعي، ولكن استخدميها بحكمة، وبالأسلوب المتقطع الذي ذكرته، وتحت الإشراف الطبي لاختيار النوع الملائم.

استخدام المرطبات، -كما ذكرت- مفيد؛ لأن ترطيب الجلد باستمرار عنصر رئيسي في علاج الأكزيما، وللتقليل من الحاجة إلى المستحضرات الطبية التي تحتوي على الكورتيزون، وأنصح وأفضل استعمال المرطبات المصنعة طبيًا بواسطة شركات متخصصة في العناية بالجلد، ومهتمة بجودة وأمان مستحضراتها مثل الـ (Atoderm or Ictyane) ويعتبر ذلك علاجًا غير طبي، أو محتوياً على مواد فاعلة تحتوي على الكورتيزون، -كما ذكرت-، ويمكن استخدامها لفترات طويلة.

أما بالنسبة لمشكلة التصبغات فبالإضافة إلى العلاج الفعال وترطيب الجلد؛ يمكن العلاج بكريم الأربيتين المبيض بواقع مرتين يوميًا لمدة تتراوح من شهر إلى شهرين على حسب النتيجة، وأخيرًا تلك الأنواع من الأكزيما ربما تختفي بعد فترة زمنية تختلف من مريض إلى آخر، فكوني متفائلة، وأحسني الظن بالله.

أتمنى لك التوفيق والسعادة، وحفظك الله من كل سوء.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً