الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل أستطيع الرجوع إلى اللوسترال بعدما تركته؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الدكتور محمد عبد العليم تحية طيبة.

أنا شاب أعزب، أبلغ من العمر 35 عاماً، منذ سنة ونصف تقريباً تعالجت لدى دكتور متخصص بالأمراض النفسية، فتم شرح حالة المرض وتم تفسيرها بأنها عبارة عن اكتئاب وقلق وخوف ورهاب، وأعطاني علاج البروزاك والاميكتال 100.
استمررت على العلاج ما يقارب 6 أشهر بفائدة ملاحظة بواقع 70%، ولكن مع الاستمرار على الأدوية أعلاه انخفض لدي مستوى التفاؤل والإقبال على الحياة، ورجعت الأعراض بالتدريج، وأدت هذه الأدوية للسمنة بشكل ملحوظ.

راجعت الدكتور فأعطاني لوسترال 50 لمدة 6 أشهر؛ فذهب عني الرهاب بواقع 80%، والاكتاب بشكل لا بأس به.

الحمد لله لم يزد وزني عليه، ولكن للأمانة منذ تلقاء نفسي غيرت العلاج إلى السيروكسات 20، وبدأت بالتدريج، والحمد لله أرى أنه مناسب لي، ولكن سبب لي إمساكا مزمنا، ولي الآن ما يقارب 3 أشهر على استخدامه دون ذهاب الإمساك وزيادة بالوزن.

هل أستطيع الرجوع مباشرة إلى اللوسترال 50 لما وجدت له من فوائد مقاربة للسيروكسات، والأهم عدم حدوث إمساك وسمنة؟

أتمنى إضافة علاج مدعم للوسترال لإزالة القلق والخوف وتحسين المزاج.

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ موسى حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

نرحب بك في الشبكة الإسلامية.

أخِي الكريم: بالنسبة لفعالية الأدوية وآثارها الجانبية: هنالك آثار جانبية مشتركة، يعني أنها تحدث عند جميع الناس، لكن يُلاحظ وبصورة جلية جدًّا أن الفوارق الشخصية بين الناس أيضًا موجودة، فمثلاً الـ (بروزاك Prozac) لا يُعرف عنه أنه يُسبب السُّمنة إلَّا نادرًا، وكذلك الـ (لاميكتال Lamictal)، وبالنسبة لـ (لسترال Lustral) ربما يُسبب السُّمنة بنسبة أكثر كثيرًا مقارنة بالبروزاك، وذلك عند بعض الأشخاص، لكن كما نُلاحظ في حالتك أن البروزاك واللامكتال قد سبَّبا لك السُّمنة، والسُّمنة التي سببها اللسترال لم تكن بالنسبة لك ملحوظة أو مشكلة.

إذًا الفوارق الشخصية بين هذه الأدوية موجودة، وهذا أمرٌ جيد، لأنه في حالتك مثلاً أنت استفدتَّ من اللسترال، واللسترال بالفعل دواء ممتاز لعلاج المخاوف، أفضل كثيرًا من البروزاك، لكن بعض الناس يعيبون عليه موضوع أنه قد يزيد الوزن.

عمومًا -أيها الفاضل الكريم– أنت محتاج أن تمارس الرياضة للتخلص من الإمساك، ولأن يصبح وزنك وزنًا صحيًّا، وفي ذات الوقت الرياضة تزيل القلق والتوتر، وتُؤدِّي إلى ارتقاء واضح جدًّا بالصحة النفسية للإنسان، وذلك بجانب الفوائد العظيمة التي يتلقاها الجسد أيضًا، فابدأ مباشرة في ممارسة الرياضة، هذه نصيحتي لك.

أما بالنسبة للانتقال من الـ (زيروكسات Seroxat) إلى اللسترال فلا توجد أي مشكلة، يمكنك الانتقال مباشرة، وكل 20 مليجرام من الزيروكسات تُعادل 50 مليجرام من اللسترال، ليس هنالك ما يمنعك أبدًا من الانتقال المباشر، فتوقف عن الزيروكسات اليوم، وغدًا ابدأ في تناول اللسترال بجرعة 50 مليجرام، وجرعتك صغيرة، والدواءان متقاربين جدًّا من حيث التأثير الجسدي والنفسي، وحتى فيما يتعلق باستقلاب الدواءين على مستوى أنزيمات الكبد.

إذًا: لن يحدث لك مكروهًا، ولن تحدث لك أي آثار انقطاعية أو آثار انسحابية أو شيء من هذا القبيل إن شاء الله تعالى.

بالنسبة للدواء الداعم للسترال: أعتقد أن عقار (بسبار Buspar) والذي يعرف علميًا باسم (بسبرون Busiprone) هو الأفضل، وهو لا يزيد الوزن، أتمنى أن تتحصَّل عليه، والجرعة هي 5 ملجم صباحًا ومساءً لمدة 10 أيام، ثم تجعلها 10 مليجراماً صباحًا ومساءً لمدة 6 أشهر مثلاً، ثم 5 ملجم صباحًا ومساءً لمدة شهرين، ثم 5 ملجم صباحًا لمدة شهرٍ، ثم يمكنك التوقف عن تناوله.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونشكرك كثيرًا على الثقة في استشارات إسلام ويب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً