الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

الأحلام المزعجة والرهاب القلقي في أول النوم

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

في البداية أود أن أوجه لكم فائق الشكر والاحترام وعظيم الامتنان لجهودكم المبذولة في سبيل الله، راجية من الله عز وجل أن يجزيكم كل خير.

أود أن أسأل عن حالة أصبحت أنزعج منها كثيراً في الآونة الأخيرة، وأشعر بأنها توترني وتتعب أعصابي! وهي أنني عندما أذهب إلى النوم وبعد أن أغفو بثوان قليلة أشعر وكأن كل جسمي (وأحياناً يدي أو قدمي فقط) قد انتفض بشكل قوي لمدة ثانية أو ثانيتين وكأن تياراً كهربائياً قد صعقني!
وهذه الحالة تتكرر أحياناً في أول ساعة من نومي عدة مرات، وأشعر بعدها بأن قلبي بدأ يخفق بسرعة وأعصابي قد توترت، وأصابتني حالة من الخوف والقلق! لا أدري ما السبب؟

كما أنني كثيراً ما أحلم أحلاماً مزعجة، والحلم الواحد يكون فيه الكثير من الأشخاص الذين أعرفهم، ودائماً أكون في حالة هروب من شيء يخيفني، أو إنسان يلاحقني، أو خطر يهددني مع أناس أعرفهم وأحبهم، وهذه الأحلام تزعجني جداً.
أرجوكم أفيدوني ما السبب؟ وما الحل؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نور حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:


جزاكِ الله كل خير، وأشكرك كثيراً على ثقتك في الشبكة الإسلامية، ولك التقدير والشكر لحسن الوصف لحالتك.

هذا الذي ينتابك هو نوع من الرهاب القلقي الذي يحدث لبعض الناس في أول النوم، وللبعض الآخر يحدث أيضاً حين الاستيقاظ من النوم، أو حين يكون الإنسان بين اليقظة والنوم.

هذا النوع من القلق غالباً ما يكون مصحوباً أيضاً بنوعٍ من الاكتئاب والمخاوف، ويكون كثير الحدوث وسط الأشخاص الحساسين، والذين يميلون إلى الكتمان، ومن هنا إذا كنتِ أنت من هذه الفئة فأرجو أن تفرغي عن نفسك بالتعبير الآني (في نفس الوقت) خاصةً في الأشياء التي لا ترضيك، مع التقيد بالضوابط الاجتماعية المطلوبة في هذا السياق .

أرجو أيضاً أن تُعطي نفسك راحة ذهنية لا تقل عن نصف ساعة قبل النوم، بمعنى عدم مشاهدة التلفزيون، أو الدخول في أي نشاط جسدي أو ذهني شديد، إنما يفضّل الاسترخاء قبل النوم، وأن تكون الغرفة مهيأة لذلك، بخفض الإضاءة، ولا بأس أن تقرئي في الأشياء المفضلة لديك، ويا حبذا لو ختمت قراءتك بشيء من القرآن الكريم، مع المداومة على أذكار النوم .

لقد وُجد أيضاً أن تناول الأطعمة والمشروبات التي تحتوي على مادة الكافيين، أو التايرمين، مثل الشاي والقهوة، والمشروبات الغازية، والأجبان، ربما تساهم في حدوث مثل هذه الحالة النفسية .

الأحلام المزعجة كثيراً ما تحدث أيضاً للأشخاص الذين يتناولون وجبات دسمة من الطعام في أوقات متأخرة.

أرجو منك ممارسة بعض الرياضة، خاصةً في فترات الصباح، والاسترخاء في فترات المساء، وأود أن أنصح لك بدواء يُعرف باسم سبراليكس (CIPRALEX)، أرجو أن تتناولي نصف حبة ليلاً (خمسة مليجرام) لمدة أسبوع، ثم ترفعي هذه الجرعة إلى 10 مليجرام، وتستمري على هذه الجرعة لمدة ثلاثة أشهر، ولا مانع من تدعيم هذا الدواء بدواء آخر يعرف باسم بوسبار (BUSPAR)، بجرعة 5 مليجرام صباح ومساء، لمدة ثلاثة أشهر أيضاً .

أرجو أن تطمئني بأن هذه الحالة بسيطة، ويمكن التغلب عليها، مع دعواتنا لك بالشفاء والتوفيق والسداد بإذن الله .

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً