الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أرجو التفضل بإفادتي بوصف أفضل دواء للاكتئاب

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ..

أرجو التفضل بإفادتي بوصف أفضل دواء للاكتئاب، حيث أنني أمر بحالة اكتئاب وتقلب بالمزاج بشكل سريع منذ أكثر من 3 سنين.

علماً بأني أنام كثيرا في اليوم، حيث أنني عاطل عن العمل، لكن وضعي المالي جيد، لي علاقات واسعة بين الناس وجيدة جداً، ملتزم بالصلاة وقراءة القرآن وحفظه.

لا أعاني من أي أمراض، حالة الخمول كانت في السابق أكثر من اليوم، وذلك كوني أصبحت أتناول الفيتامينات والمكملات الغذائية منذ أكثر من سنتين.

كما أعاني من بعض المشاكل الاجتماعية، ولكنها بسيطة ليس لها أثر كبير على حياتي.

مع فائق الاحترام.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الله حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

شكرًا لك على ثقتك في إسلام ويب، واختيارك لهذا الموقع لتسأل عمَّا تريد.

ليس هناك دواء للاكتئاب أفضل من غيره، توجد الآن عشرات من أدوية الاكتئاب النفسي، وهي تتفاوت، فبعض المرضى يستجيبون لنوع معين من هذه الأدوية ولا يستجيبون لأخرى.

نوع الاكتئاب النفسي ونوعية الأعراض هي التي أحيانًا ترجِّح دواء معينًا، فإذا كان مثلاً مريض الاكتئاب النفسي يُعاني من مشاكل في النوم فيستحسن أن نكتب له مضاداً للاكتئاب النفسي، ويُساعد على النوم، وإذا كان مريض الاكتئاب النفسي يعاني من قلق نفسي يستحسن أن نكتب له مضاداً للاكتئاب ويعالج القلق النفسي، فليس هناك دواء مثالي للاكتئاب النفسي، ولكن يُكتب ويُوصف الدواء حسب الحالة.

من ناحية أخرى: ذكرتَ أنك أحيانًا عندك تقلب في المزاج، وعادة تقلب المزاج لا يستفيد من مضادات الاكتئاب، فيجب معرفة سبب تقلب المزاج؟ هل هو من سمات الشخصية أم هو ناتج عن اضطراب نفسي آخر، ويستجيب لمثبتات المزاج وليس أدوية الاكتئاب النفسي؟

ذكرت أنك عاطل عن العمل وتعاني من خمول وتنام نومًا كثيرًا، أحيانًا عدم العمل والشغل يؤدِّي إلى الخمول والنوم الكثير، وكما ذكرت أن - الحمد لله تعالى - وضعك المادي لا بأس به أو جيد، فإني أنصحك بأن تشغل نفسك حتى وإن كان عملاً تطوعيًّا، فإن هذا سوف يفيدك جدًّا من الناحية الجسدية ومن الناحية النفسية، أشغل نفسك بأي عمل، حتى ولو كان هناك صعوبة في حصول على عمل يُدرُّ لك دخلاً، وطالما أن دخلك جيد فلا بد أن تشغل نفسك بعمل ما، كالتطوع في أي جمعية خيرية لمساعدة الآخرين، وهذا يكون بصورة منتظمة وصورة دورية، وهذا سوف يُساعدك كثيرًا في موضوع الخمول والنوم الكثير.

أما الفيتامينات والمكمِّلات الغذائية: فطالما أن الشخص يتناول غذاءً متكاملاً ومتوازنًا فلا داع للفيتامينات والمكمِّلات الغذائية.

ذكرت أنه توجد عندك بعض المشاكل الاجتماعية وقلت إنها بسيطة، لا أدري هل أنت تُبسِّطها وتُقلل منها أم فعلاً هناك مشاكل اجتماعية؟ لأن المشاكل الاجتماعية أيضًا قد تؤدِّي إلى الإحساس بالاكتئاب والضيق النفسي.

على أي حال أنت إنسان ملتزم دينيًا، وتقرأ وتحفظ القرآن الكريم، وهذا سيساعدك كثيرًا، وبالتالي لا أرى أنك تحتاج لأدوية لعلاج الاكتئاب، أنت تحتاج إلى تنظيم حياتك بصورة منتظمة، وإن شاء الله تعالى يزول هذا الخمول، ولو شغلت نفسك في مراجعة القرآن ودراسة علم من العلوم الشرعية وشغلت نفسك بحفظ القرآن والسنة فلن تجد هذا الخمول، ولن تجد هذا الاكتئاب، ويزول عنك هذا النوم الكثير.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً