الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

قصور الغدة الدرقية والمشاكل المصاحبة، ما العمل؟

السؤال

السلام عليكم

عمري (31) سنة، متزوجة، وقد عانيت منذ فترة من انتفاخ في الوجه والجسم، مع ألم في اليد اليسرى، ومع ازدياد ملحوظ في الوزن، رغم أن أكلي كان طبيعيا جداً، وبعد أن أجريت الفحوصات اللازمة من خلال الطبيبة تبين أني أعاني من قصور في الغدة الدرقية، فوصفت لي الطبيبة ايذيروكس عيار (100) ملغ و(10,000 euro D).

لكن المشكلة -رغم العلاج واتباع حمية- ازداد وزني (5) كيلو خلال شهر، فوصفت لي الطبيبة دواء (brot) ورغم ذلك وزني كان قد ازداد كيلو ونصف خلال أسبوعين، ولكن ما زلت أعاني من ألم في اليد اليسرى، وضيق في التنفس، مع الشعور أحيانا بهبات ساخنة لعدة دقائق، إضافة إلى تعب عام في كامل الجسم عند القيام بأقل مجهود.

أرجو الإفادة، وشكراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ علا حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فقصور أو كسل الغدة الدرقية من أحد المشاكل الصحية التي تعاني منها السيدات، خصوصا بعد الـ (30) من العمر، ومن المهم لكل من تعاني من كسل وخمول وإمساك أن تقوم بفحص وظائف الغدة الدرقية (TSH & Free T4) وقصور وظائف الغدة وضبط مستوى الهرمونات، والتخلص من حالة الكسل والخمول والإمساك يحتاج إلى بعض الوقت، ويتم في الغالب إعادة فحص تلك الوظائف كل ثلاثة شهور؛ لضبط الجرعات.

وبداية الجرعات في الغالب (50) ميكروجراما، ثم نبدأ في رفع الجرعات بعد ذلك، فقد تكفي جرعة (50) لضبط تلك الوظائف، وعموما يمكنك بعد مرور (3) شهور إعادة فحص تلك الوظائف، وزيادة أو إنقاص الدواء حسب نتيجة التحليل بالطبع من خلال المتابعة مع الطبيب المعالج.

ودواء (brot) هو في الواقع (Metformin) أو جلوكوفاج، وهو دواء مفيد للغاية لضبط وظيفة هرمون الإنسولين، وبالتالي يعالج مرض السكر، ويستخدم للمساعدة في علاج السمنة، حتى في عدم تشخيص السكر، ويستخدم للمساعدة في علاج اضطراب الدورة الشهرية لدى الفتيات والسيدات بنفس الطريقة، وهي ضبط وظيفة هرمون الإنسولين المسؤول عن حرق وأيض السكر، ومنعه من التحول إلى دهون.

ولا قلق من زيادة الوزن في المراحل الأولى من العلاج، عليك فقط بتنظيم الوجبات، والإقلال كثيرا من الدسم والنشويات، والحلويات، والمشروبات الغازية، والإكثار من السلطات، والخضروات المسلوقة بدون دهون أو زيوت، وممارسة الرياضة، وأهمها المشي، وسوف تتحسن وظائف الغدة، ويبدأ الوزن في التراجع مع بعض الصبر.

والأطعمة عموما لها مؤشر يسمى (glycemic index) أو مؤشر السكر في الطعام، وعلى رأس هذا المؤشر في نسبة السكر الزائد العسل، والتمر، ونسبة السكر فيها (100%) وفي أسفل المؤشر الملفوف للأكل على شكل سلطات وليس محشيا بالأرز والمكسرات، وكذلك في أسفل ذلك المؤشر الزهرة أو البروكلي والقرنبيط، والأعشاب الخضراء مثل: البقدونس، والشبت، والجرجير، والبصل الأخضر، وتصل نسبة السكر فيها إلى أقل من (10%) وبينهما تتدرج الأطعمة والفواكه والأشربة.

والمهم الإرادة القوية، والاستمرار على نظام قابل للتنفيذ، وليس نظاما قاسيا لفترة قصيرة ثم نعود لنأكل كميات كبيرة من الطعام، وأخيرا، يجب أن تحددي هدفا أسبوعيا، وهدفا شهريا، والعمل على الوصول إلى ذلك الهدف، وليكن نصف إلى واحد كجم في الأسبوع، وبالتالي يمكنك إنقاص (2) إلى (4) كجم في الشهر دون إجهاد، ودون عذاب الحمية والجوع، مع أهمية وجبة الإفطار المعتدل، مثل: الفول بدون زيت، أوالأجبان قليلة الدسم، أو البيض المسلوق مع الخبز الأسمر في تنشيط جهاز الهدم (catabolism) وبالتالي يتم هضم طعام الإفطار، ومثله من المخزون الدهني في الجسم؛ مما يساعد في النهاية على إنقاص الوزن.

وفقك الله لما فيه الخير.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً