الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل الاكتشاف العلمي إذا استغل في الإضرار بالناس سيحاسب صاحبه؟

السؤال

السلام عليكم

أنا طالب شعبة علمية، وأريد أن أعرف حكم متابعة الدراسة بالخارج، هذه الشعبة بالخارج تتطلب وضع بحث علمي رفقة فريق علمي ومؤطر أجنبي.

ما يخيفني هو ما إذا استغلت هذه الدراسة، وهذه الأبحاث العلمية التي قمنا بها فيما لا يرضي الله أو في ضر الناس، فهل سأحاسب إذا استغلها شخص غيري أم سيحاسب هو؟

نرى الكثير من المخترعين والعلماء العرب الذين استغلوا اختراعاتهم في الإضرار بالناس عامة، هل هؤلاء سيأخذون السيئات أم سيحاسبهم الله حسب نيتهم؟ وهل الاكتشاف العلمي إذا استغل في الضرر بالناس سيحاسب المكتشف أو الذي استغل هذا الاكتشاف فيما لا يرضي الله هل أذهب لاستكمال دراستي أو تنصحوني بعدم فعل ذلك؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ abdeljalil حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبًا بك – أيها الأخ الحبيبُ – في استشارات إسلام ويب، نسأل الله تعالى لك التوفيق والإعانة على كل خير، نشكر لك حرصك على فعل ما يُرضي الله، وتجنب ما يُغضبه عليك، وحرصك على نفع الآخرين وعدم الإضرار بهم، وهذه المعاني تدلّ على حُسنٍ في إسلامك، نسأل الله تعالى لك التوفيق والسداد.

أما بخصوص ما سألت عنه – أيها الحبيبُ – فما تُقدِّمه للناس من علمٍ، أو اكتشاف واختراع فإنه إن كان ممَّا يستعمل في الخير والشر فإنك لا تأثم به، ومَن استعمله في الشَّرِّ فإثمه عليه.

لهذا نصيحتنا لك ألا تجعل من هذه الخواطر حاجزًا وحائلاً بينك وبين إتمام دراستك وإكمالها، واحرص على تقديم النفع لأُمَّتك بقدر ما تستطيع.

أما إذا كان الاختراع والاكتشاف لا يُستعمل إلَّا في الإضرار والشر فهذا مُحرَّمٌ، ومَن فعله فإنه يأثم به، وهذا كله مُقيد بما إذا لم يكن هذا الشر لا يعود بالخير على الأمة، فصناعة ما تتقوَّى به الأمة على عدوِّها وتَرُدّ به عدوان غيرها من أعدائها عليها، فإن اختراع مثل هذه الأدوات والآلات ليس شرًّا محضًا، لأنه يعود على الأمة بالخير، وهو حمايتها والذود عنها.

نسأل الله تعالى لك التوفيق والإعانة.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً