الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تعرضت للإجهاض بعد عملية تلقيح مضاد للكبد، فهل هي سبب الإجهاض؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا سيدة عمري 26 سنة، وأم لطفل عمره ست سنوات، وفي شهر أكتوبر حملت للمرة الثانية، وأجهضت في الأسبوع الخامس، يوم 27 اكتوبر 2015 -والحمد لله على كل حال، ولا اعتراض-.

قبل معرفتي بالحمل أجريت تلقيحا مضادا للكبد (hepatite b et psg)؛ كوني أشتغل في المستشفى، وبعد التلقيح بأربعة أيام عرفت أنني حامل، واستمر الحمل لمدة ثلاثة أسابيع.

راجعت الطبيبة؛ فأخبرتني أنني لا أحتاج إلى عملية تنظيف الرحم، وعملت سونارا مهبليا، و-الحمد لله- كل شيء على ما يرام، وأجري كل يوم اثنين تحليلا للدم؛ لمعرفة هرمون bhcg، وهو الآن منخفض 39.

والآن أعاني من آلام في الجهة اليسرى تحت البطن، نفس الآلام التي كنت أشعر بها قبل الإجهاض بأيام، فهل هذا طبيعي؟ وهل التلقيح سبب في الإجهاض؟ وأود أن أعرف متى تحصل الإباضة بعد الإجهاض؟ علما أن الدورة الشهرية غير منتظمة، وهل يمكنني الحمل بعد الإجهاض مباشرة؟ وما هي المأكولات والأدوية التي تساعد على الحمل؟ وشكرا جزيلا على جهودكم.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سهام حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

عوضك الله بكل خير, وجعل صبرك واحتسابك في ميزان حسناتك.

إن حدوث الإجهاض لمرة واحدة، هو أمر كثير الحدوث, خاصة في الأشهر الثلاثة الأولى, والحقيقة هي أن الدراسات بشأن تأثير لقاح التهاب الكبد على الحمل في الأشهر المبكرة هي قليلة جدا, وما بين أيدينا من دراسات لغاية الآن لا تظهر بأن هذا اللقاح يسبب الإجهاض أو التشوهات, لكن في كل الأحوال ننصح دوما بأن يتم تأجيل اللقاح في الأشهر الثلاثة الأولى، إلى أن تصبح الدراسات بهذا الشأن كافية وجازمة.

ويجب الاستمرار في المتابعة إلى أن يصبح تحليل الحمل في الدم عندك سلبيا، وهذه نقطة هامة أؤكد لك عليها, خاصة بوجود الألم في البطن, لذلك أنصحك بإعادة التحليل الآن, فإن أصبح سلبيا, فهذا يعني بأن الألم ليس ناتجا عن الحمل الذي حدث، فإن اختفى فلا داعي لعمل أي شيء.

بالنسبة للدورة الشهرية, فمن المتوقع أن تنزل في خلال 4-6 أسابيع من الإجهاض، وهذا في الحالة الطبيعية, والإباضة لا يمكن أن تحدث إلا بعد اختفاء هرمون الحمل كليا, ومن المتوقع أن تحدث بعد 2-3 أسابيع من الإجهاض.

بالطبع قد يحدث الحمل بعد الإجهاض مباشرة, لكن أكرر بأن الإباضة لن تحدث والدورة لن تنزل إلا بعد أن يختفي هرمون الحمل في الدم كليا, بمعنى أوضح: سيبقى المبيض مثبطا عن العمل, طالما وجدت آثار لهرمون الحمل في الجسم, لكن عندما يختفي الهرمون كليا, فهنا ستبدأ البويضة بالتطور، وفي المتوسط ستحتاج إلى 14 يوما حتى تصبح مخصبة، وتحدث منها الإباضة, أي أن أقل مدة هي أسبوعين من تاريخ عودة الهرمون إلى الصفر.

وبشكل عام ننصح بأن يتم تأجيل الحمل مدة 3 أشهر بعد الإجهاض؛ حتى يتخلص الجسم من كل تأثيرات الحمل السابق, وحتى تتجدد بطانة الرحم, وفي خلال هذه الفترة يمكنك تناول حبوب الفوليك أسيد، فهذا سيساعدك كثيرا في الحمل القادم -بإذن الله تعالى-, كما أنصحك بتفادي المأكولات المعلبة أو التي تحتوي على المواد الحافظة, والإكثار من الأطعمة الطازجة والعضوية, وتفادي أجواء التدخين أو التدخين السلبي, وأيضا العطور ومرطبات الجو، وكل ما يحتوي على مركبات كيميائية كالمنظفات المنزلية, ومضادات الحشرات, وما شابه ذلك، ومن المهم جدا الحفاظ على وزن مناسب للطول.

نسأل الله عز وجل أن يمن عليك بما تقر به عينك عما قريب.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً