الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

صعوبة الحفظ أثرت على دراستي وحياتي

السؤال

السلام عليكم.

أعاني من ضعف شديد في الذاكرة، لا أستطيع حفظ الأشياء بسهولة، وأعاني صعوبة شديدة في دراسة المواد التي تعتمد على الحفظ، وأستغرق وقتا طويلا في حفظ الأشياء التي أدرسها، ولكن قد أنساها بعد بضعة أيام، ولا أستطيع أن أتذكر سوى جزء صغير مما حفظت، وليس بنفس الصيغة التي حفظته بها.

وبسبب هذه المشكلة لا أستطيع النجاح سوى بنصف الدرجة فقط، وأحيانا أرسب في بعض المواد، وليس في الدراسة فحسب، بل إني أواجه صعوبة في حفظ الأماكن، فمثلا: يلزمني الذهاب لمكان ما لا يقل عن أربع أو خمس مرات؛ كي أستطيع حفظه، حتى أسماء الأشخاص لا أحفظها بسهولة، والأرقام أيضا.

باختصار: أواجه صعوبة في حفظ كل شيء، وكأن ذاكرتي متهالكة. فأرجو أن تساعدوني من فضلكم في حل هذه المشكلة؛ لأنها أثرت عليَ في كل حياتي.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ محمد حفظه الله.
وعليكم السلام ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك -أخي الكريم- في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية والتوفيق في دراستك.

أولاً: عملية التذكر -كما يقول علماء النفس- تمر بثلاث مراحل، هي مرحلة الاكتساب، ومرحلة التخزين أو الحفظ، ثم مرحلة الاستدعاء أو الاسترجاع. فإذا تمت مرحلة اكتساب المعلومة بصورة جيدة بعيدة عن عوامل التشويش والضوضاء وبكل انتباه وتركيز، وبعيدة عن الانفعالات الأخرى مثل القلق والخوف وغيرها؛ فإن تخزينها يتم بصورة جيدة، وكذلك استدعاؤها إذا لم تتأثر بعوامل النسيان.

ثانياً: الذاكرة تقوى بالتدريب، فحاول الالتزام ببرنامج معين يتم فيه حفظ معلومات معينة، وأفضل عمل هو حفظ آيات قرآنية يومياً -ولو بالقدر اليسير- ثم الاستمرار في ذلك إلى بلوغ الهدف الذي تريده، مثل حفظ سورة معينة، أو جزء معين.

والمعلومات التي لا تكرر تكون قابلة للنسيان، فلا يكفي قراءتها مرة واحدة وتظل كما هي، لذلك هذا شيء طبيعي. وحتى حفظة القرءان الكريم يحتاجون مراجعته دائماً، وإلا تفلت منهم.

وإليك بعض الإرشادات التي ربما تساعدك في تثبيت المعلومات:
1- الإكثار من فعل الطاعات وتجنب المنكرات، وتذكر قول الإمام الشافعي -رضي الله عنه-:
شكوت إلى وكيع سوء حفظي ** فأرشدني إلى ترك المعاصي
وأخبرني بأن العلم نور ** ونور الله لا يهدى لعاصي.

2- الاهتمام بحفظ الكليات -أولاً- قبل التفاصيل.

3- بالنسبة للكلمات والأسماء، حاول ربطها بكلمات وأسماء معلومة ومحفوظة جيداً في ذاكرتك.

4- تكرار المعلومة أكثر من مرة يثبتها أكثر وأكثر.

5- بالنسبة لتذكر الأماكن، ركز على معرفة الاتجاهات الأربع، والمعالم البارزة في الطريق.

6- قم بتدريس ما درسته للزملاء إذا تيسر ذلك، أو لأفراد الأسرة الذين يسكنون معك، أو إلقاء الدرس في غرفة لوحدك؛ فهذا يساعد كثيراً في تذكر ما تعلمته وحفظته.

7- كذلك إعطاء فترة راحة بين كل معلومة وأخرى؛ قد يساعد في عدم تداخل المعلومات مع بعضها؛ ذلك لأن تداخل المعلومات يعد من عوامل النسيان.

نسأل الله تعالى لك التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً