الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخاف من نفسي ومن كل شيء حولي، فما علاج ذلك؟

السؤال

أنا صاحبة الاستشارة رقم (2297025).

بدأت أخاف من نفسي، وأشعر أنني ضائعة، في المعنى أنا أفكر بشكل طبيعي، وكل شيء طبيعي إﻻ أني خائفة من نفسي، وخائفة لأنني في الدنيا، وسوف أقابل بشرا، خائفة من كل شيء حولي، وﻻ أدري لماذا، وكأني خلقت اليوم، وﻻ أدري شيئا عن الدنيا وعن الإنس!

خوفي ليس بمعنى الهلع أو شدة الخوف، خوف وشعور بسيط، ولكن أريد أن أبعد هذه الأفكار عني، وأقنع عقلي الباطن بأن كل هذه أوهام وأفكار سيطرت على شعوري فقط، وﻻ أدري كيف، وعندما يكلمني أحد أو أذهب إلى المدرسة أنسى كل هذه الأشياء وﻻ أخاف من شيء, أريد العلاج من دون دواء، وشكرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ Enas حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

كما ذكرتُ لك في الإجابة لاستشارتك السابقة، ما تعانين منه الآن هي مخاوف وسواسية، وعندما نذكر كلمة (وسواسية) فهي أي فكرة أو إحساس يتسلل إلى الإنسان غصبًا عنه، ويتكرر، ويعاود التكرار، وتفشل كل محاولات المقاومة في طرده، ممَّا يؤدِّي إلى القلق والتوتر، وهذا ما يحدث عندك، صارتْ هذه الأشياء تتكرر عندك، صِرتِ تقلقين وتخافين، والآن تخافين من خوفك.

هذه الأشياء تتسلل إلى عقلنا إذا كانت مشاعر أو فكرة، وليست لها علاقة بالعقل الباطني، العقل الباطني: كل الأشياء لا نستطيع إدراكها أو الوعي بها. ما هو العلاج؟

العلاج لا يكون في المقاومة، المقاومة لا تُجدي –يا أختِي الكريمة– بل تؤدِّي إلى المزيد من القلق والتوتر، العلاج يكون في تحويل التفكير إلى شيء آخر، فكّري في أشياء جميلة، في إجازة قضيتها، في رحلة قمت بها، في زيارات زرتها، فكري في أشياء جميلة في حياتك، وليكن هذا على الدوام، كلما تبدأ سلسة الأفكار الوسواسية؛ حوِّلي تفكيرك إلى أشياء أخرى، وبالتالي توصدين الباب أمامها. هذا من ناحية.

من ناحية أخرى أيضًا: حاولي طرق الاسترخاء للتغلب على الخوف، الاسترخاء عن طريق التنفس، أخذ نفس عميق لفترة، ثم إطلاق الهواء من الفم بقوة، وتكرار هذا التمرين عدة مرات، أو الاسترخاء عن طريق العضلات، بشد مجموعة من العضلات وتُرخينها، هذا يؤدِّي إلى الاسترخاء النفسي، وإذا وجدت صعوبة في هذه الأشياء فإذا كان في الإمكان الاستعانة بمعالج نفسي فسوف يُساعدك في كيفية الاسترخاء، كما سوف يُساعدك في عمل برنامج للتخلص من هذه الأفكار عند طريق جلسات وتعليم مهارات تحويل الفكر بإعطاء دروس في البيت للتطبيق، ومن ثمَّ المراجعة أسبوعيًا.

كما لا يفوتنا أن نذكر أن الالتزام الديني من خلال أداء الصلاة بانتظام، وقراءة القرآن، والدعاء، والذكر تؤدِّي إلى الطمأنينة والسكينة والراحة، وتُساعد في طرد هذه الوساوس.

وفَّقك الله، وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • السعودية بدر

    بنادول الليل نايت افضل علاج للاسترخاء

  • أمريكا ساره

    اني ميته خوف من كولشي

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً