السؤال
السلام عليكم.
لقد كنت أتميز -بشهادة الجميع- بقدر عالٍ من الذكاء، فقد كنت أقرأ كثيراً منذ صغري، وكانت لدي هوايات متعددة، وكنت متفوقة دراسياً دائماً، نشأت في ظروف أسرية غير سعيدة، تتميز بسلطةٍ لا محدودة من ناحية الأب، وقسوةٍ شديدة أيضاً، مع عدم وجود ما يدل على أي محبة أو سعي للمصلحة من جهته، وقد وهبني الله أماً رحيمة صابرة، ولكن رغم ذلك أُصبت بما أصبت به.
شعور عميق بالوحدة والكآبة، بحيث لا أُطيق المكوث وحدي ولو لفترةٍ محدودة، وأعاني أيضاً من إهمال عام لصحتي ومظهري، والشعور بعدم جدوى للحياة، ربما نجم ذلك عن ابتعاد الشخص الذي أحببته ورغبت بالزواج منه للأبد، فقد كنت أشعر أنه فرصتي الوحيدة للتقدم في الحياة، وكنت أشعر أن ثقتي بنفسي تزداد معه، والآن عاد الشعور السابق بالكآبة أضعافاً مضاعفة، لا تمضي علي ليلة لا أقضيها في مر البكاء، أفكر كثيراً في حل ينقذني وينتشلني من هذه الدوامة المرعبة بلا جدوى.
المشكلة الكبرى هي أنني بدأت أشعر بنقصٍ شديد في التركيز، وبطءٍ شديد في التفكير، وأثّر ذلك على دراستي كثيراً، أشعر أني صرت غبية جداً أو معتوهة، وأعاني من العصبية الشديدة أيضاً، وأشعر أني أبحث عن شيء ما بلهفة شديدة، ولو أني لا أعرف ما هو هذا الشيء!
اعتقدت أني أعاني من هذه الأشياء لعدم رضى الله عني، فأكثرت من الصلاة وقراءة القرآن، والتقرب إلى الله، ولكني أحس أحياناً باليأس، وأن الله لا يحبني؛ لأنني لا زلت باقية رغم كل شيء في دوامة الاكتئاب القاتلة.
أرجو المساعدة.