الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أخطأت في حق خطيبي، فهل أتركه لمن تستحقه؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أنا فتاة عمري 26 سنة، تم عقد قراني على رجل يكبرني بسبع سنوات، كان قاسياً في البداية، ولم يكن متفهماً، وكنت دائماً أبكي وأشعر بالتعاسة، لا أبرر لنفسي شيئاً، فقد أخطأت في حقه، ولولا رحمة من الله لفضحني ولم يستر علي، وبسبب قسوته تلك وبعده عني، وبسبب ضعف إيماني، تعرفت على شخص غيره، وتحدثت معه وقتا طويلا على الهاتف والتقيت به، وأشعر بالندم على ما فعلت، وأتمنى الموت أحياناً، وأرجو أن تقدموا النصح لكل أخت تقرأ رسالتي، لكي تستفيد من تجربتي، بأن الحب عبر الإنترنت خدعة وضلال لا يحمد عقباه.

انتهت علاقتي بذلك الشخص، واستمرت المشاكل مع زوجي حتى أصرت عائلتي على الطلاق، وحين طرح موضوع الطلاق اكتشفنا أنا وزوجي بأننا نحب بعضنا، وتغير كثيرا، واقترب من الله أكثر، وأصبح يحافظ على الصلاة وحفظ القرآن، وأصبح طيبا جدا معي، وأنا كذلك أصبحت أقدره أكثر، وأحبه وأحترمه وأعامله بلطف.

أشعر أنني لا أستحقه، لأنني أخطأت في حقه كثيراً عندما عرفت غيره، وأرى أن ذلك خطأ لا يغتفر، وأخاف أن أكمل معه مشوار حياتي، فأكون قد خدعته وغررت به، وأخاف أن أتركه وهو رجل صالح، وأنا أحبه وهو يحبني، أفكر بطلب الطلاق لكي أتركه لمن تستحقه، وأخاف أن يكشف علاقتي السابقة، ليس خوفا من الطلاق، بل لأنني أخاف عليه من الصدمة، أنا في حيرة من أمري.

لقد تبت لله وندمت على ما فعلت -والحمد لله-، ولكنني أخطأت في حقه، فهل أطلب الطلاق وأتركه لمن تستحقه، أم أكمل معه مشوار حياتي وكأن شيئا لم يكن؟

أفيدوني، جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ أسماء حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحبا بك -ابنتنا الكريمة- في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والرغبة في الخير، وحسن العرض للسؤال، ونسأل الله أن يستر عليك، ويصلح الأحوال، وأن يقدر لك الخير ويحقق الآمال.

الإسلام دعوة إلى الستر على النفس وعلى الآخرين، ولست مطالبة بالاعتذار لأحد، ولكن عليك بالتوبة والرجوع إلى غافر الذنب وقابل التوب، الرحيم الكريم الذي يفرح بتوبة من يتوب إليه، ثم أكثري من الحسنات الماحية، واعلمي أن إحسانك لزوجك وقيامك بحقه من أكبر وأهم الطاعات، وهذا ما قاله النبي -صلى الله عليه وسلم- لأسماء بنت يزيد خطيبة النساء، وأخبري من وراءك أن حسن تبعل إحداكن لزوجها، وقيامها بحقه يعدل ما هنالك، وقليل منكن من تفعله، فاحرصي على طاعة ربنا وربك، وأحسني لزوجك، وتعوذي بالله من شيطان همه أن يحزن أهل الإيمان، فعاملي عدونا بنقيض قصده، وجددي التوبة حتى ينصرك، فالشيطان حسيرا كسيرا.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونسأل الله أن يصرف عنك السوء وأهله، وتوقفي عن البكاء، وتوجهي لرب الأرض والسماء، واعلمي أن العظيم ما سمى نفسه غفوراً إلا ليغفر لنا، وما سمى نفسه رحيماً إلا ليرحمنا، فهوني على نفسك، واعلمي أن من تصدق في توبتها، وتصدق في أوبتها يبدل الله لها السيئات بالحسنات، فالأمر أكبر من المغفرة لمن تصدق مع الله، ونسأل الله أن يتوب علينا جميعا لنتوب، وأن يغفر لنا الزلات والعيوب، وقد سعدنا بتواصلك، ونكرر الترحيب بك، ونسأل الله أن يثبتك، وأن يستر علينا وعليك.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً