السلام عليكم

أنا صاحب الاستشارة (2298245) لم ألق الجواب الكافي لمشكلتي، وأريد طرحه من جديد بصيغة أخرى:

أعاني من بشرة دهنية تسيل زيوتا، وأعاني من حب الشباب منذ (13) سنة، وأنا الآن مقبل على (23) سنة، ومشكلتي الكبرى ليست الحبوب الملتهبة (الحمراء)، ولكن مشكلتي هي حبوب صغيرة منتشرة بجانب عيوني، وفي خدودي أيضا، وهي حبوب صغيرة أخذت لون جلدي، وصغيرة جداً، وفي بعض الأحيان تأخذ رؤوسا سوداء بجانب أنفي مثلا، وإذا قمت بإزالة ذلك السائل يكون أصفر وذا رائحة كريهة -إن صح التعبير-.

وهذه الحبوب أحاول في بعض المرات إزالة ذلك السائل، فأجد بعضها متحجراً ولا يمكن إزالته، وهذا النوع من الحبوب منتشر بشكل فظيع في خدودي، وبجانب الذقن والعيون.

1- أريد معرفة -أولا- ما نوع هذه الحبوب؟ وماذا تسمى؟
2- ملاحظة: أنا الآن أتعاطى عقار (isotrétinoine) لمدة شهر و(4) أيام باستشارة أخصائي جلد، وسأستمر في استعماله لـ (7) شهور، وهذا الدواء مكلف، وسمعت عنه الكثير، ولكن هل هو فعال بالنسبة لحالتي هذه؟ والطبيب المعالج قال كلاماً عنه، وأريد التأكد منه من سيادتكم؛ لكي لا أسرف وأضيع مالي ووقتي في هذا الدواء، علما أن المدة طويلة.

وشكراً.

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حسن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

حب الشباب من الأمراض الجلدية المزمنة التي تلازم المريض فترات طويلة، وتختلف نوع الإصابة -حبوب حمراء أو صديدية، رؤوس سوداء أو بيضاء، تكيسات أو غيرها- من شخص إلى آخر، وكذلك شدة الإصابة ودرجة انتشار المرض -هل محدد في الوجه أم منتشر في أماكن أخرى مثل الظهر والأكتاف والصدر؟-.

ويختلف العلاج بصورة كبيرة على حسب نوع الإصابة وشدتها، ودرجة انتشارها، وهل تترك هذه الحبوب أو الإصابات آثارا أو ندوبا؟

العلاج لابد أن يكون ممتدا وفعالا وتحت الإشراف الطبي، ويكون هدفه في الأساس التخلص من الأعراض والمظاهر المختلفة لحب الشباب، ثم استخدام مستحضرات أو كريمات تقي من تكراره مرة أخرى.

عقار الـ (Isotrtinoin) هو مشتق من فيتامين (أ) وهو علاج فعال ومفيد في حالات حب الشباب الشديدة، والتي تفشل العلاجات التقليدية في السيطرة عليها، وبالأخص التي تترك ندباً وآثاراً بالجلد بعد الالتئام، وله العديد من الاستخدامات الأخرى، ولكن الاستخدام الرئيسي والمعترف به من هيئة الأدوية الأمريكية هو: أنه لعلاج الحالات الشديدة من حب الشباب (Nodulocystic acne).

ولكن لهذا العقار العديد من الآثار الجانبية والمحاذير والاحتياطات التي يجب الالتزام بها، ومناقشتها مع الطبيب بدقة قبل البدء في العلاج، وقد يعطيك الطبيب كتيبا به المعلومات الوافية عن هذا العقار، وكذلك هناك زيارات للطبيب، وفحوصات دورية يجب عملها بصورة شهرية؛ للتأكد من أن الأمور تسير على ما يرام، وليس هناك تغيرات في كيمياء الدم، وبالأخص نسبة الدهون وأنزيمات الكبد خلال فترة العلاج، ويجب عمل فحص معملي مبدئي قبل البدء في العلاج؛ ليكون مرجعا تقارن به القيم المختلفة للتحاليل في الفحوصات الدورية، وأفضل أن يتم عمل فحص بعد أسبوعين من تناول العلاج، ومراجعة القيم، وإذا لم يكن هناك تغييرات يتم إعادة الفحص بعد شهر، ثم كل شهرين بعد ذلك.

وإذا أقر الطبيب وصف هذا العلاج، فيجب أن تتناوله بالجرعة والمدة المقررتين، والمدة المقررة لاستعمال العلاج تكون في حدود الـ (6) أشهر، وقد تتحسن بشكل ملحوظ في الأشهر الأولى من تناول العلاج، ولكن إذا توقفت عن استعماله مبكرا، فقد تعاود المشكلة في الظهور مرة أخرى، ولن يحدث العقار التغير المطلوب الدائم في إصلاح التقرن وحجم الغدد الدهنية بالجلد.

في حالتك تحديدا أتصور من خلال الوصف وجود حبوب أو رؤوس بيضاء صغيرة، وإذا كانت تلك هي المشكلة فقط فيمكن التخلص منها بإجراء جراحي بسيط؛ لتنظيف الجلد، واستخدام كريم لتنظييم تقرن الجلد لفترات طويلة؛ حتى لا تعاود الظهور مرة أخرى، ويكون العلاج المذكور ليس هو الاختيار السليم في حالتك.

أما إذا كانت تلك التكيسات الصغيرة أو الرؤوس المذكورة جزءا من المشكلة، ومصحوبة بإصابات أخرى ملتهبة، وزيادة في إفرازات الدهون بشكل كبير، ويوجد استعداد لظهور ندب، وعدم استفادة من العلاجات التقليدية بعد استخدامها بالشكل الصحيح لفترات طويلة؛ فهنا سيكون العلاج المذكور مفيداً، وسوف تلحظ تحسناً كبيراً إن شاء الله، فلا تقلق، وقد تحتاج تلك الرؤوس إجراء بسيطا للتخلص منها قبل البدء في العلاج، أو على حسب تقييم الطبيب، وقد تتفاقم شدة الإصابات بعد تناول العلاج، وبالأخص في حال وجود الرؤوس البيضاء بكمية كبيرة، ويمكن تدارك ذلك بوصف بعض العلاجات بالفم أو موضعيا.

من خلال وصفك لبعض من أنواع الحبوب التي تعاني منها لاحظت أنك تصف تكيسات صغيرة بيضاء حول العيون، بالإضافة لمشكلة حب الشباب، وتلك التكيسات الصغيرة تسمى (Milia) والعلاج المذكور لن يخلصك منها، وعلاجها يكون بإزالتها جراحيا بتقنية بسيطة.

وفقك الله، وحفظك من كل سوء.