الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

خطبت فتاة محافظة لكنها تلبس البنطال، فما نصيحتكم؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

والدي الفاضل الشيخ الدكتور أحمد الفرجابي، أشهد الله أني أحبك في الله، وقد تعلمنا منك الكثير في المجالات الاجتماعية والتربوية، وأنا شخصيا استفدت منك كثيرا من دروس برنامج السعادة الزوجية، ونرجو منك الاستمرار في هذا الجانب، فنحن الشباب في حاجة إلى من يدعمنا ويقدم لنا النصح في كيفية الإعداد لبناء أسرة صالحة في الأمة الإسلامية، وأسأل الله العلي الأعلى أن يجعل كل ما تقدمه من جهد في موازين حسناتك، إنه ولي ذلك ومولاه.

شيخي الفاضل: لقد تقدمت لخطبة فتاة دلني على أسرتها أحد الرجال الصالحين في المسجد، وبين لي أنه عاشر أهلها، فهم جيرانه، وهم أهل خير وفضل، وبالفعل هم كذلك على ما رأيت منهم، ولا أزكيهم على الله.

ذهبت للنظرة الشرعية وتكلمت معها بحضرة محارمها، وتحدثت هي عن مخاوفها من أكون متشددا، فطمأنتها وبينت لها أني أسير على الوسطية التي أمر بها النبي صلى الله عليه وسلم، ومن خلال الكلام معها وجدت فيها من الإيجابيات الكثير، فهي محافظة على صلواتها، وذكية عاقلة متفهمة، إلا أنها ترتدي حجاب الموضة.

جلست معها جلسة ثانية بحضور محارمها، وبينت لها بحكمة أني أرفض فكرة البنطلون، وبينت لها مواصفات الحجاب الشرعي من أنه فضفاض واسع لا يصف ولا يشف، إلى غير ذلك من المواصفات الشرعية للحجاب، وأني لا أفرض عليها شكلا معينا من الحجاب، ولكن بشرط أن يكون موافقا للمواصفات الشرعية، فردت علي وقالت سأكون كاذبة لو قلت لك أني سأتوقف عن ارتداء البنطلون، فهو مريح بالنسبة لي في الحركة، وتعودت عليه، ولكني أعدك أن لبسي سيكون في القادم أطول وأكثر حشمة على البنطلون، وأنا لا أرتاح لفكرة البنطلون، ولكن أرى فيها من الإيجابيات الكثيرة سوى هذا الأمر، وأمر الحجاب الشرعي الموافق للمواصفات الشرعية أمر جوهري بالنسبة لي، لأني أريد أن أرضي ربي قبل كل شيء، وفي نفس الوقت أنا لا أريد أن أظهر منذ البداية بمظهر المتسلط أو أني أفرض عليها تحكمات منذ البداية، أو أني جئت لأفرض عليها تغيير ما تعودت عليه لفترة طويلة، وقلت لها أني مستعد أن أصبر عليها في أمر الحجاب، لأني أعلم أن تغيير ما تعودتِ عليه في السابق صعب، وأنا أؤمن أن الأمر سيأتي بالتدرج، فهل صحيح ما فعلت وأقبل بها على ذلك، مع محاولة التغيير، عملا بطوبى لمن انغمرت سيئاته في بحور حسناته، لأني أرى فيها من الإيجابيات الكثير، كما بينت في البداية؟ وما هي نصيحتكم؟

جزاكم الله عنا كل خير، وبالفعل إسلام ويب هي موسوعة المسلم في عصرٍ عج بالفتن.

نرجو من الله لكم دوام الاستمرار والنفع للأمة.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الابن الفاضل/ أحمد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابننا الكريم في موقعك، ونشكر لك الثناء على موقعك، ونشرف بخدمة شبابنا الذين هم الأمل بعد الله.

لا شك أن الزواج بالطريقة المذكورة هو أفضل أنواع الزواج، وإذا ثبت لك صلاح الفتاة وصلاح أهلها فلا تتردد في القبول إذا وجدت في نفسك الارتياح والانشراح، ووجدتْ في نفسها مثل ذلك.

وقد أحسنت بتنبيهك على أمر الحجاب، وما فهمناه من الفتاة أنها سوف تُحسّن لبسها الخارجي، ولكن ترك البنطال قد يصعب عليها، ونؤكد لك أن المسألة قد تحتاج منها لبعض الوقت، فإذا وجدت عندها بقية الصفات الإيجابية؛ فإن التدرج في أمر البنطال مطلوب.

وعليه فنحن نتمنى أن تحصل منها الاستجابة الكاملة، وننصحك بأن تنظر للمسألة من كافة الجوانب، واعلم بأن الكمال محال و(لا يفرك مؤمن مؤمنة إن كره منها خلقا رضي منها آخر)، ومن الذي ما ساء قط، ومن الذي له الحسنى فقط.

وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونذكرك بالاستخارة التي فيها طلب الدلالة للخير ممن بيده الخير، ولن يندم من يستخير ويستشير ويتوكل على الرب القدير.

ونتمنى أن تستمر في التوجيه، واحرص على التدرج، وعلى أن يكون الأسلوب لطيفا، ونسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يجمع بينكم على الخير، وثق بأن طاعة الفتاة تزداد بعد أن تصبح زوجا لها، وأكثر من الدعاء لها ولنفسك بالخير والثبات.

ونحيي رغبتك في الالتزام وتقديم الطاعات، ونسأل الله أن يصلح لنا ولكم النية والذرية، وأن يعيننا على طاعته، فهو الكريم رب البرية.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً