الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

هل ينتقل الفصام وراثياً من الآباء إلى الأبناء؟

السؤال

السلام عليكم
أحسن الله إليكم، وبارك فيكم.

إذا تزوج رجل وامرأة مريضان بالفصام الوراثي من عائلاتهما، فما نسبة توريث وظهور الفصام في أولادهما؟ وهل التفوق العلمي والعملي والديني يدل على خلو الشخص من الفصام، أو عدم إصابته بالفصام لاحقا؟

وجزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ عبد الرحمن حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، ونسأل الله لك التوفيق والسداد.

أولاً: نوعية هذا الزواج لا نقصد به حقيقته، لأن فيه القابلية لأن تحدث طفرة جينية كبيرة تؤثِّر على الذرية والأبناء، وفي هذه الحالة نسبة توريث الاستعداد للمرض لا تَقِلُّ عن 30%، وهذه قطعا نسبة عالية نسبيًا، ولاحظ أنني قلتُ نسبة الاستعداد للتوريث، حيث إن هذه الأمراض النفسية –خاصة الفصاميات– توريثها لا يُعتبرُ توريثًا مباشرًا، يعني ليس بالضرورة أبدًا أن يحدث المرض، لكن إذا تهيأت أي ظروف حياتية غير مواتية مثلاً، وبما أن الطفل لديه القابلية والاستعداد للمرض فسوف يظهر عليه المرض.

سؤالك الآخر: هل التفوق العلمي والعملي والديني يدل على خلو الشخص من الفصام أو عدم إصابته بالفصام لاحقًا؟

مرض الفصام لا شك أنه مرض معيق في بعض الأحيان، ويَحِدُّ جدًّا من المقدرات المعرفية لدى الإنسان، والشخص المتفوق علميًا وعمليًا ودينيًا أعتقد أنه بالطبع ليس لديه مرض الفصام، هذا أمرٌ نؤكد عليه.

السؤال حول عدم إصابته بالفصام لاحقًا؛ أعتقد أن فرص إصابته بالمرض أيضًا قليلة، لكن لا أستطيع أن أقول أنها منفية تمامًا، أي أن هذا لن يحدث أبدًا.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً