الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

زوجي يشعر بأن لديه مرضا خطيرا في الرأس

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

أسال الله لكم التوفيق والسداد.
أتمنى من الله، ثم منكم مساعدتي في حل مشكلة زوجي التي بدأت منذ أكثر من 8 أشهر أثناء عمله ليلا، فقد أصيب بألم في البطن، وبعد ذلك أحس بتسارع ضربات القلب، وبرودة في الرأس، مع التعرق وهبوط في الجسم، تم إسعافه في العمل، وأخبروه أنه بخير، ولكنه لم يشعر بالراحة.

ذهبنا إلى الطبيب، فوصف حالته بنوبة الهلع، وعلاجها بسيط، وأعطاه دواء (نوديب) الــ 50 حبة، ليلا لمدة 6 أشهر، ولكنه أخذها لمدة 3 أشهر فقط، وفي هذه الفترة كانت حالته متحسنة، ولكن أصبح يشتكي من ألم كثير في الرأس، وألمه يتنقل فقط في الرأس وتسارع ضربات القلب.

عمل عدة فحوصات وكانت سليمة، وأيضا صورا للرأس وكانت سليمة، ذهبنا إلى طبيب أنف وحنجرة، فأخبره أيضا أنه يعاني فقط من القلق، وهو سبب ألم الرأس، وأعطاه دواء سلبربد 3 مرات في اليوم ولمدة شهر، ولكنه شعر بتحسن ملحوظ، وهو الآن لا زال يعاني.

ويخبرني أنه يشعر بأن لديه مرضا خطيرا في الرأس، رغم سلامة كل تقاريره الطبية، لا أعرف ماذا أفعل؟ أتألم لحال زوجي، أرجو المساعدة، وما هو العلاج؟ وما سبب ألم الرأس المتنقل والشعور بالبرودة؟

وجزاكم الله خيرا.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سائلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

واضح أن زوجك يعاني من نوبة هلعٍ، وتمَّ تشخيصه بأنه هلع وقلق نفسي، وأعطي العلاج المناسب، وعادةً يُنصح بالاستمرار في العلاج لمدة 6 أشهر، لأنه لُوحظ أن في هذه المدة –6 أشهر– تكثر حالات الانتكاسة عادةً، وهذا ما حصل لزوجك عندما توقف عن العلاج.

الـ (سلبرايد Sulipride) مفيد للحالات التي تأتي بأعراض جسمية عادةً، خاصة في الجهاز الهضمي، والحمدُ لله تحسَّن زوجك عليه –كما ذكرتِ– نوعًا ما.

أما إحساسه أو شعوره المستمر بأن عنده مرضا خطيرا في الرأس، فهذه هي الآن المشكلة الأساسية، وهذه مشكلة نفسية محضة، الإحساس بأن عنده مرضا خطيرا في رأسه، وأن الأطباء لم يكتشفوه، أو أن الفحوصات لم تُظهره، ويذهب من طبيب إلى آخر.

أول شيء في العلاج: عليه التوقف عن الذهاب والتردد على الأطباء –أطباء المخ أو أطباء الأعصاب– ويجب أن يتم علاج زوجك بواسطة طبيب نفسي، فهذا المرض مرض نفسي محض، وشعوره بالألم، فاعلمي أن للألم مكوِّنان: مكوِّن عصبي ومكوِّن نفسي، وطالما أنه يشعر في قرارة نفسه بأن عنده مرضا خطيرا في الرأس، فهذا هو الذي يُسبب له الإحساس بالألم في الرأس، فإذًا الإحساس بالألم في الرأس مربوط بالإحساس بأن عنده مرضا خطيرا.

إن شاءَ الله زوجك يتحسَّ، ولكن هذا يتطلب صبرا، ويتطلب متابعة مع طبيب نفسي، وليس طبيب الأنف والأذن والحنجرة، أو طبيب مخ وأعصاب.

الرجاء أن يذهب إلى طبيب نفسي، ويكون العلاج إمَّا بالأدوية أو بالعلاج النفسي: العلاج النفسي بالاسترخاء، وبالعلاج النفسي السلوكي المعرفي، أو بالاثنين معًا.

أرى أن يذهب وتذهبي معه إلى طبيب نفسي، لأن الحالة الآن وضحت أنها حالة نفسية محضة، والذهاب إلى الأطباء الآخرين قد يقوي من إحساسه بأن عنده مرضا خطيرا، ولا يُخفف هذا الإحساس.

يجب التوقف عن زيارة الأطباء الآخرين، والذهاب إلى طبيب نفسي لفحص الحالة جيدة، وأحيانًا قد يجد عنده اكتئابا، أحيانًا من علامات الاكتئاب الإحساس بأن عند الشخص مرضا خطيرا، وبالفحص الدقيق عند طبيب نفسي قد يتبيَّن أن عنده اكتئاب، وقد يُعطيه أدوية الاكتئاب المُحددة، والسلبرايد (بالمناسبة) ليس دواءً للاكتئاب، ولكنه دواء للقلق.

وفَّقكم الله وسدَّد خُطاكم، وشفا الله زوجك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً