الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أعاني من القلق وعدم الرغبة في الاستمرار في أي عمل أقوم به.

السؤال

السلام عليكم

أعاني من قلق وعدم رغبة في الاستمرار في أي عمل أقوم به، وأشعر بملل من كل شيء، وحزن عميق لأتفه الأسباب، حتى عندما يكون هناك شخص غير سعيد أو مهموم في العائلة أكون مهموماً أكثر.

شخصني الطبيب بقلق عام واكتئاب، واستعمل معي أدوية كثيرة في آخر 4 سنوات، واستعملت سيروكسات وتحسنت كثيراً، وفي فترة أصابتني ضغوط ونكسة، وأحسست أن جسمي اعتاد عليه، ولم يعد ينفعني، ومن بعدها، وأنا في دوامة الأدوية بحد أدني كل 8 أشهر دواء، أولاً سبرالكس ولم أتحسن عليه، ومن ثم لسترال تحسنت في أول شهر ثم رجعت لي نفس الحالة.

حالياً أستخدم لسترال حبتين صباحاً، وبرستيك حبتين مساء، ومعها حبة لاميكتال 50مج، تحسنت أيضاً في البداية، ولي حالياً شهر وحالتي متقلبة جدا، وأفكر في المستقبل كثيراً، وأحمل همه ونوبات الحزن تنتابني بين فترة وأخرى، وبشكل شبه يومي، وقلق كبير في حالة السفر، وخوف من قدوم نوبة هلع؛ لأنها كانت تأتيني.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ Fahad حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

أعتقد أنك محتاج لتغيير نمط حياتك، ولأن تكون إيجابيًا في تفكيرك وأفعالك أكثر من حاجتك للدواء.

الأدوية تُساعد وتُساهم لكن الاعتماد عليها يُعطِّل مسيرة الإنسان التأهيلية، تجعله فقط يركن للدواء من دون أن يقوم بمبادرات حقيقية، والإحباط والاكتئاب دائمًا يُهيمن على الناس ويسيطر عليهم، ويُقلل لديهم الدافعية، حتى للقيام بأبسط الأشياء، وهذه هي الإشكالية.

لذلك نحن دائمًا ننصح الناس بأنه في حالة وجود الاكتئاب النفسي لا تنقادوا لأفكاركم، لا تنقادوا لمشاعركم، إنما انقادوا لأفعالكم. الإنسان يُصِرُّ على الفعل الإيجابي، يُصِرُّ على الصلاة في وقتها، يُصِرُّ على الذهاب إلى العمل، يُصِرُّ على التواصل الاجتماعي، يُصِرُّ على الترفيه على نفسه، يُصِرُّ على ممارسة الرياضة،... وهكذا - أيها الفاضل الكريم-.

إذًا الإصرار والعزيمة والقصد والتنفيذ على الأفعال هو الوسيلة الأساسية للخروج من الاكتئاب، هذا مهمٌّ جدًّا - أيها الفاضل الكريم – واجعله منهجك العلاجي.

بالنسبة للأدوية: الأدوية تُساهم في التحسُّنِ، ونسبة مساهمة الأدوية ليست أكثر من عشرين أو ثلاثين بالمائة، والبقية – أي السبعين إلى الثمانين بالمائة – تأتي من الإنسان نفسه. عملية التغيير والقناعة بها، وأن يكون للإنسان إرادة التحسُّنِ، والقناعة التامة بأن الله تعالى لا يُغيِّر ما بقومٍ حتى يُغيروا ما بأنفسهم، وأن الله تعالى من رحمته بنا قد استودع فينا خبرات ومهارات وأفكارٍ إيجابية متى ما أخرجناها وفعَّلناها لنستفيد منها يتغيَّر الحال وبصورة إيجابية جدًّا.

هذا هو الذي أنصحك به - أيها الفاضل الكريم -.

أما بالنسبة للدواء فأنت - الحمد لله تعالى – لديك خبرة كبيرة في الأدوية، مواصلتك مع الطبيب اعتبرها أمرًا إيجابيًا جدًّا، ولا أريدك أن تُكثر من الأدوية أبدًا، دواء واحد فقط مثل الـ (سيمبالتا Cymbalta) مثلاً، والذي يعرف علميًا باسم (دولكستين Dyloxetine) ربما يكون مفيدًا جدًّا لك.

الإكثار من الأدوية وتناولها مع بعضها البعض كثيرًا ما يُقلل من فعاليتها؛ لأن هذه الأدوية تتداخل مع بعضها البعض كيميائيًا، بل قد تأكل بعضها البعض.

أنا أقترح الدولكستين كدواء فاعل ممتاز، يُشهد له بالفعالية الإيجابية جدًّا، ويمكنك أن تشاور طبيبك في هذا الأمر.

باركَ الله فيك، وجزاك الله خيرًا، وأسأل الله لك الشفاء والعافية والتوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً