الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

يوقظني التقلب في المنام، ما تشخيص الحالة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

سؤالي عن معاناتي في النوم: الحمد لله ليس لدي ضغط ولا سكر، ولا أي مشاكل أخرى، فقط مشكلتي في النوم: أنا لست أعاني من اضطراب أو قلق أو أرق في النوم، أو صعوبة الدخول فيه.

لكن معاناتي أخرى وهي: أني أتقلب كثيرا في النوم، أتقلب من جانب إلى جانب؛ يعني أول ما أنام على الجانب الأيمن، تقريبا لا أستقر فيه إلا لدقيقتين أو ثلاث، ثم أنقلب على الجانب الأيسر، وهكذا، أظل مترددا بين الجانبين، كأني أشعر بتعب أو عدم تحمل أو تنملٍ في الجوانب.

مع أني أريد أن أنام، لكن التقلب يزعجني ويوقظني من النوم، حتى زوجتي لاحظت عليّ ذلك، أظل طوال الليل وأنا على هذه الحالة.

فلا أدري هل هو أمر طبيعي؟ أم أن هناك أمرا ما؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ حمدان حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

هناك شيء أريد استيضاحه منك، لأن هذا الشيء عليه بناء الحكم والتشخيص، وعليه نقدر على مساعدتك: ذكرت أنك لا تعاني من أي مشكلة في بداية النوم، ولا تعاني من أرق، ولا تعاني من قلق، هل يعني ذلك عندما تضع رأسك على المخدة (الوسادة) تنام مباشرة ولا تحسّ بشيء؟ أم ماذا؟ هل أنت تنام مباشرة عند وضع رأسك في المخدة وزوجتك تلاحظ أنك تتقلب من جانبٍ إلى آخر وتُخبرك به في الصباح؟

إذا كان هذا هو ما يحصل؛ فأنا أطمئنك أن هذا شيء طبيعي، ولا يعتبر عندنا مشكلة، وليس له علاج محدد.

أما الوضع الثاني: هل أنت تبدأ النوم بصورة طبيعية ولكن تستيقظ من النوم عندما تبدأ التقلُّب من مكانٍ إلى آخر؟ وهل عندما تستيقظ مباشرة تتذكر أنك قد حلمت أحلامًا مُزعجة أو شيئا من هذا القبيل؟ وهنا أيضًا لا تكون هناك مشكلة، وإن شاء الله تعالى يرجع النوم طبيعيًا.

أما الوضع والحالة الثالثة: إذا كنت تتقلب قبل بداية النوم، تتقلب يمينًا ويسارًا، ولا يأتيك النوم إلَّا بصعوبة، فيعني ذلك أنك عندك مشكلة في النوم، والتقلب جزء من الأرق، وجزء من القلق، الإنسان لا يستطيع بداية النوم بصورة طبيعية يتقلب يمينًا ويسارًا علَّه يجد الوضع الذي يرتاح عليه، وهنا يجب عليك اتباع ما يُعرف بـ (صحة النوم Sleep Health).

ماذا يجب عليك؟
أولاً: حاول أن تُحدد ساعة مُحددة للنوم.

ثانيًا: حاول ألا تحمل هموم اليوم معك إلى السرير.

ثالثًا: حاول أن تُطفئ الأنوار عند النوم، وأن يكون جوَّ الغرفة معتدلاً، لا ساخنًا ولا باردًا.

رابعًا: تجنب شُرب المنبهات قبل النوم، أي الشاي والقهوة، يجب أن يكون آخر موعد لك مع أيّ كوب شاي أو قهوة الخامسة مساءً.

خامسًا: تجنب التمارين العنيفة في الليل، وتجنب الوجبات الثقيلة الدسمة، وتناول كوبًا من الحليب الدافئ قبل النوم، وإذا كانت هناك تمارين فلتكن خفيفة.

كل هذه الأشياء مع محاولة الاسترخاء قبل النوم، حاول أن تسترخي، وإذا حاولت النوم ووجدت صعوبة في النوم؛ فيجب عليك أن تقوم من السرير مباشرة، وتذهب وتقرأ شيئًا، رواية مُسلية، أو تستمع إلى برنامج في التلفزيون مُحبب إلى نفسك، حتى تشعر بالنعاس، عندما تشعر بالنعاس تعود مرة أخرى للنوم.

أما إذا كان هذا التقلبات تحصل وأنت نائم فهي عندنا أمر طبيعي، ولا تحتاج إلى علاج. المشكلة إذا كانت تحصل قبل النوم وتمنعك من النوم.

وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً