الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تحيرت بين دراسة الطب أو الشريعة.. فماذا أفعل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أريد أن أدرس في الخارج، وتحديدا في روسيا، لكن عندما أريد أن أقدم للدراسة هناك أرى ما تفعله روسيا بالشعب السوري، فهل أدرس هناك؟ وأنا أريد أن أدرس الطب، ولكن في بعض الأحيان يقول لي قلبي: أدرس علوم دينك؛ لأن النبي صلى الله عليه وسلم يقول: (من يرد الله به خيرا يفقه في الدين) ولكن الناس يقولون لي: إن هذه سوف تؤثر في مستقبلك، فمن أين ستجد المال؟ وكيف سيكون مستقبلك؟

أناس آخرون قالوا لي: ادرس الطب، وتخصص به، ثم ادرس علوم دينك، فتجني رزقك من عملك في الطب، وتجني حسناتك من نفعك لغيرك في علوم دينك، فما رأيكم؟

والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ مؤمن فيصل حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

فمرحبا بك ابننا الكريم في موقعك، ونشكر لك الاهتمام والسؤال، ونحيي مشاعرك تجاه أهلنا في سوريا، ونسأل الله أن ينتقم من كل ظالم؛ فإنه عظيم شديد المحال، ونسأله سبحانه أن يردنا إلى دينه، وأن يصلح الأحوال، وأن يحقق لأمتنا النصر والآمال، وأن يهيء لنا في ديار المسلمين من العلوم والمعارف لنستغني عن أهل الفسق والإلحاد والانحلال.

الأمة بحاجة إلى أطباء يحملون الهم، والطب مهنة شريفة إذا قصد صاحبها وجه الله، وجعل همه إيصال الخير للناس، وخير الناس أنفعهم للناس، والمسلم عليه أن يتعلم من الدين ما يصحح به عبادته وعقيدته وتعاملاته، ثم ينطلق بعد ذلك في طلب العلم الذي تميل إليه نفسه، كما أشار لذلك الإمام ابن حزم رحمة الله عليه، لأن الإنسان إذا مضى في المجال الذي يحبه أجاد وأبدع وأفاد.

أرجو أن تبحث عن بلد عربي، أو بلد مسلم لتدرس فيه؛ لأن بلاد الكافرين ليس فيها ما يعين على طاعة رب العالمين، بالإضافة إلى موجات العداء المتصاعدة للإسلام وأهله، ونسأل الله أن يرد كيدهم إلى نحورهم، وأن يكفينا شرورهم بما شاء وكيفما شاء، وهذه وصيتنا لك بتقوى الله، ثم بكثرة اللجوء إليه، ونتمنى أن توفق في دراسة الطب، ولا مانع من أن تتوسع في المعارف الشرعية مع ذلك، أو بعد أن تنتهي من دراستك.

نسأل الله أن يقدر لك الخير، وأن يعيد لسوريا استقرارها ومجدها، وأن يبرم لأهلها أمر رشد يعز فيه أهل طاعته، ويهدي فيه أهل معصيته.

وفقك الله وسدد خطاك وحفظك وتولاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً