الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

كيف أقدم على دراستي بجد وأتخلص من الكسل والملل؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أود استشارتكم في هذا الأمر عاجلا، خصوصا أنني أحتاج الحل الآن في مدة الاختبارات النهائية.

أنا طالب في المرحلة الرابعة من الجامعة تخصص إدارة أعمال، حدث في سنتي الرابعة أنني لم أعد أستطيع البدء في المذاكرة بسهولة، أو بالأصح أواجه الصعوبات التالية وبشدة:

في البدء في المذاكرة لم أعد أستطيع البدء مباشرة إن كان عندي اختبار، أريد أن أذاكر ولكن لا أستطيع أن أبدا وغالبا لا يكون هناك أسباب، وإن طالت فترة محاولتي في البدء ولم أفلح؛ تزداد نفسيتي سوءً، وفي النهاية أذاكر بعد ضيق الوقت بتوتر وقلق.

أشعر بملل شديد من المذاكرات، علما أن لكل مادة 5 اختبارات، الدورية، والأساسية، والنهائية، بالإضافة أن لدينا أساتذة متميزون، وأسلوبي في المذاكرة: دائما أغير مكان مذاكرتي، ولا أجلس جلسة واحدة في المذاكرة، بل أخرج وأتنفس في فترات متقطعة حوالي ربع إلى نصف ساعة، وأرجع وأكمل، لكنني بطيء جدا، فأنا أتصفح الكتب كما يقال سطرا سطرا، وتأخذ مني الدراسة جل وقتي، فمنذ أن أستيقظ إلى آخر الليل، ليس لدي ما يشغلني غير الدراسة، والحمد لله دائما يكون أدائي جيدا في الاختبارات.

مشكلتي هي أنني أتعب نفسيا وبشدة عندما أجد نفسي لا أستطيع البدء بالمذاكرة، أشعر بالقهر، وأتساءل لماذا يحدث لي هكذا؟ فالرغبة في المذاكرة عندي والهدف منها موجود، أبحث عن أسباب منطقية لأقنع بها نفسي فلا أجد، أخاف بشدة من الدرجات المتدنية؛ لأنها ربما ستؤدي بي إلى الرسوب، وهذا ما يرعبني بشدة، وأنا أثق بأني لن أصل لهذه المرحلة بإذن الله، ولكن أخاف.

صحيح أن لدي مهاما ومشاريع أخرى، بعضها أهم من الدراسة، والبعض أقل أهمية، وأنا أرتب جدولي بين دراستي، ومن ناحية العاطفة فلا أواجه أي مشاكل كبيرة تشغل بالي، فالحمد لله لدي صحبة مثاليون، وإخوة قرآنيون، وعائلتي يعلمون أنني أهتم كثيرا بدراستي؛ لذا لا يضغطون علي، ولم أعد أهتم بصحتي مؤخرا حتى أصبت بالقولون العصبي، ولا آخذ علاجا له؛ لأنني أعاني من أعراضه، وغالبا أكون طبيبا نفسيا، فأنا درست المرض وفهمته وأعلم بحالتي.

أريد أن أعرف ما هذه الحالة التي تصيبني؟ وما هي أسبابها؟ وكيف أعالجها؟ وأنا أشعر بالخجل الشديد من الأساتذة، ومن مقابلة بعض الأشخاص، وأنا كثير التفكير في خجلي ودراستي، أريد حلا نهائيا يخلصني من كل هذه الأعراض، فهل دواء الزيروكسات سوف يخلصني من كل هذه الأعراض؟

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ said حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

مرحباً بك في استشارات الشبكة الإسلامية، ونتمنى لك دوام الصحة والعافية والتوفيق.

أولاً: الحمد لله على حرصك على النجاح، والحمد لله على طموحك العالي ورغبتك الجادة في تحصيل العلم النافع، وبداية نقول لك: لا بد من إعادة الثقة في نفسك بأنك قادرعلى المذاكرة والنجاح والتفوق، وأن قدراتك العقلية تؤهلك لذلك، وأعلم أن الذي يتوقع النجاح ويعمل له فإنه سينجح إن شاء الله، والحمد لله أيضاً على وجودك في أسرة متفهمة وحسنة المعاملة، وعلى صحبتك للأخيار فهذه نعم عظيمة، ربما لا تتاح لكثير من الناس.

أخي الكريم: ما تشعر به ربما يكون سببه اضطراب بسيط في المزاج، وبما أنك تملك المقومات الأساسية للنجاح فتحتاج فقط لتنظيم الوقت وزيادة الدافعية للمذاكرة، وترويض النفس رويداً رويداً بالتعود على الجلوس في مكان المذاكرة، ثم وضع الكتب أو المذكَّرات على الطاولة، والنظر في البداية إلى محتوياتها، ثم إلى العناوين الرئيسة، ثم إلى الجانبية، وهكذا كل يوم تزيد زمن الجلوس والتوغل داخل المادة، وإليك بعض الارشادات التي يمكن أن تساعدك إن شاء الله في التغلب على المشكلة:

1- ضع لك أهدافا واضحة، وأكتبها بحيث تسهل قراءتها بين الحين والآخر، وتذكرها باستمرار، مثلاً ما خططتك بعد الجامعة، وما هي الأهداف التي تنوي تحقيقها، وما الوسائل التي تساعدك في تحقيق ذلك،

2- داوم على الصلوات الخمسة في مواعيدها، خاصة صلاة الصبح؛ لكي تنعم بالبركة في وقتك.

3- حدد الأوقات التي يكون فيها مزاجك معتدلا ومستقرا، وذهنك متيقظا للاستيعاب والفهم؛ لكي تكون هي أوقات المذاكرة.

4- مارس الرياضة بشكل منتظم.

5- خصص لك مكانا معينا للمذاكرة، يكون جيد الإضاءة والتهوية، والجلوس على كرسي مريح، ومنضدة مناسبة، وغير هذا المكان من وقت لآخر.

6- ابدأ بمذاكرة المواد التي تحبها ثم الأصعب فالأصعب.

7- حدد أوقاتا للترفيه، والتزم بها، ولتكن متخللة لبرنامجك اليومي، ولفترات قصيرة.

8- أنظر إلى الامتحان بأنه وسيلة لتقييم وليست غاية.

9- حدد أوقاتا للراحة والنوم، والتزم بها؛ حتى تنتظم ساعتك البيولوجية.

10- قم بوضع جدولك وفقاً للمعطيات السابقة، وقيم مدى التزامك به يومياً، مثلاً إذا التزمت به تماماً أعطي نفسك 10/10 وهكذا تقل الدرجة إذا قل الالتزام، وفي نهاية الأسبوع قم بوضع هذه الدرجات في صورة رسم بياني، يوضح لكل يوم، وتذكر عوامل النجاح والفشل التي أدت إلى التزامك أو عدمه لكل يوم؛ لكي تقوم بتعديل أو إصلاح خطتك.

بالنسبة لاستعمال الدواء فاتبع الإرشادات التي قدمها لك الدكتور محمد عبد العليم في الاستشارة رقم: (2281652).

نسأل تعالى لك التوفيق

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً