الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تأثير الأدوية النفسية على الحامل هل سيبقى بعد الولادة؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

أنا فتاة عمري ٢٦ عاما، منذ أن كان عمري ٢١ عاما جاءتني حالة من التوتر الشديد، والأرق، والشعور بتأنيب الضمير، والاكتئاب، فأخذت دواء ريميرون باستشارة طبيب نفسي، وارتحت عليه، بعدها أخذت سيبرالكس، بالإضافة الى الريميرون مدة قصيرة، ثم أوقفته بأمر الطبيب تدريجيا، وبعدها بمدة قصيرة أوقفت الريميرون أيضا، بعد أن تحسنت حالتي كثيرا.

عاودتني أعراض القلق والأرق مرة أخرى بعد إيقافي للريميرون بمدة قصيرة، فأعادني الطبيب إلى تناوله من جديد، ولكن هذه المرة استمررت على أخذه فوق السنة حتى بعد زواجي، وقد حملت وأنا أتناوله، وكان الطبيب يوقفه، ولكني أجهضت في أول الحمل لأسباب غير معروفة.

وأنا حامل الآن في الشهر السابع، بعد أن توقفت عن أخذ الدواء منذ حملي الأول، والذي لم يكتمل للأسف منذ سنة تقريبا، ولكن عاودتني المخاوف، والقلق، والتوتر، والأرق، والاكتئاب بصورة قوية، خاصة في تلك الأشهر الأخيرة.

أعطاني الطبيب لوسترال نصف حبة أربعة أيام بعد الغداء، ونيورازين ٢٥ حبة واحدة بعد العشاء، علما أني أعاني من فقدان الشهية، وكل لذة في الحياة.

سؤالي: هل بأمر الله هذا الدواء سيفيدني؟ وهل من أي ضرر على الجنين في هذا العمر؟ فأنا أخاف عليه كثيرا، وقد أتى بعد محاولات للإنجاب وإجهاضات، والحمد لله على كل شيء.

أريد أن أعرف هل حالتي هذه ظرفية بظروف الحمل، أم أنها ستستمر بعد الولادة أيضا؟ وهل من علاج نهائي لتلك الحالة التي تأتيني بين الحين والآخر، ولا أشفى منها بشكل مطلق؟

جزاكم الله كل خير.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ نهلة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

موضوع أخذ الأدوية للمرأة الحامل هو الموضوع الذي يؤرقك الآن، وأقول: نحن نقسِّم الحمل إلى ثلاث مراحل:
• مرحلة تخليق الأجنة: ثلاثة أشهر أولى.

• مرحلة تكوين الجنين: ثلاثة أشهر وسطى.

• مرحلة نمو الجنين واكتماله: ثلاثة أشهر أخيرة.

- المرحلة الأولى -الأشهر الأولى للحمل- يُنصح بالحيطة الشديدة من استعمال الأدوية، ويُنصح عادة بعدم استعمال أي نوع من الأدوية؛ لأن هذه هي الفترة التي يحصل التأثير فيها على الجنين، لأنها هي مرحلة تخليق الأجنة.

- المرحلة الوسطى عادة التي تبدأ من الشهر الرابع من الحمل، وهي فترة آمنة؛ لأن الجنين قد اكتمل تكوينه، وهنا يمكن استعمال الأدوية إذا كانت المرأة محتاجةً إليها.

- المرحلة الأخيرة (نمو الجنين واكتماله): هنا يهمنا ماذا يحصل؟ والجنين أصبح الآن مكتمل النمو ويستطيع أن يخرج، فنربطها بالولادة، وبتأثير الدواء على الجنين ككيان منفصل، لأن بعض الأدوية التي تتناولها الأم تذهب مع الدم وتؤثِّر على الجنين ككيان منفصل.

هذا بصورة عامة، وعادة يُنصح أثناء الحمل بتناول الأدوية النفسية القديمة التي مرَّت عليها سنين طويلة جدًّا، لأنها عادةً بالتجربة ثبت مدى تأثيرها على الحمل، فمثلاً في حالة الاكتئاب النفسي يُنصح عادةً باستعمال الأدوية النفسية ثلاثية الحلقات، كالـ (تفرانيل Tofranil) والذي يعرف علميًا باسم (امبرمين Imipramine) وكالـ (تربتزول Tryptizol) والذي يسمى علميًا باسم (امتربتلين Amtriptyline) لأنها مرَّت عليها الآن أكثر من ستين سنة، واستعملها كثير من النساء الحوامل ولم يتأثرنَ بها.

وتدريجيًا لائحة مدى تأثير الأدوية على الحمل تتغير حسب الدراسات وحسب ما التطبيق العملي والممارسة الطبية في الطب النفسي.

الـ (زولفت Zoloft) والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) من الأدوية التي لها فترة من الوقت، وهي -بإذن الله تعالى- آمنة، وإن شاء الله تعالى تستفيدين منها.

أما سؤالك: هل ستعود هذه الأشياء بعد الحمل والولادة؟ من الصعوبة بمكان التنبؤ بما سيحدث بعد الولادة، ولكن إن كان هذا مرتبطا بقلقك في الحمل؛ لأنك أجهضت أكثر من مرة، وتتشوقين الآن إلى الولادة، فإن هذا كفيل عند ولادة مولودك ورؤيتك له -إن شاء الله تعالى- بحالة جيدة، فهذا كفيل بأن يُوقف كل الأعراض التي تعانين منها، فإذًا علينا المتابعة لنرى ماذا سيحصل؟

أما سؤالك: هل سترجع هذه الأعراض أم لا؟ فأيضًا تختلف من شخصٍ لآخر، بعض الناس تأتيهم بعض النوبات من هذا المرض ثم تتوقف وتختفي ولا تعود إليه مرة أخرى، وبعضهم قد تعود إليهم حسب ظروف الشخص، وما يواجهه في الحياة.

أرجو ألا تلتفتي لهذه الأشياء، وتعيشي حياة طبيعية، ولا تقلقي، واطلبي من الله تعالى، وحافظي على الصلاة والذكر وقراءة القرآن، فإنها تؤدِّي إلى الطمأنينة والهدوء.

نسأل الله أن تلدي وتقومي بالسلامة، وتقرَّ عينك بأبنائك، وفَّقك الله وسدَّدك خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً