الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

بعد ترك العلاج أصابني عدم الاتزان وعدم القدرة على النوم

السؤال

السلام عليكم
شكراً على جهودكم الطيبة، وأسأل الله أن يأجركم لما تقدمونه.

كنت أقرأ في موقعكم بخصوص علاج الوساوس والاكتئاب، وقرأت الكثير عن العلاجات، وقررت أن أخذ عقار زولفت، وأنا عندي خمول الغدة الدرقية، وآخذ هرمون الثايروكسين 25، وأخذت علاج الزولفت لمدة شهر 50mg وبعدها 4 شهور 100mg وبعدها رجعت لجرعة 50mg لمدة أسبوعين وأسبوعين آخرين يوماً بعد يوم، والحمد لله تحسنت حالتي كثيراً.

قطعت العلاج، وبعد 3 شهور أصابتني أعراض انسحاب: عدم الاتزان، وعدم القدرة على النوم، دوخة، خوف، غثيان، وقبل شهر تركت الثايروكسين وفحصت فقال لي الدكتور: عد إلى العلاج ولا تتركه.

ما الحل؟ أعراض الانسحاب بعد 3 شهور من قطع العلاج وأعراض مخيفة جداً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخ الفاضل/ سعد حفظه الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

ما يُعرف بالأعراض الانسحابية عند التوقف من بعض مضادات الاكتئاب – خاصة مضادات الاكتئاب التي تعمل على زيادة الـ (سيروتونين Serotonin) – هي مجموعة من الأعراض تحدث بعد التوقف الفجائي عن الدواء، وهي نوع ما تشبه أعراض القلق، وبها كثير من الأعراض المشتركة بينها وبين أعراض القلق، خاصة أعراض القلق الجسدية، مثل: الدوخة، والصداع، وآلام الجسم، والأرق، وأكثر الأدوية التي تُحدث أعراضا انسحابية هي: الـ (زيروكسات Seroxat) والذي يسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine)، والـ (زولفت Zoloft) والذي يسمى علميًا باسم (سيرترالين Sertraline) أيضًا يُحدث أعراضا انسحابية، ولكن ليس بقدر الزيروكسات.

ثانيًا: الشيء المألوف أو الملاحظ عندنا أن الأعراض الانسحابية عادة تبدأ مباشرة بعد التوقف عن العلاج، أي بعد يومٍ أو يومين، لأن هذه فترة كافية لأن يصل تركيز الدواء في دم الإنسان إلى صفر، وهذا سبب في حصول الأعراض الانسحابية؛ لأن الدواء اختفى تمامًا في جسم الإنسان. بل إننا عندنا في بعض الأحيان اختبار للشخص:

هل الأعراض حصلت بعد التوقف مباشرة؟ فإذا قال: نعم؛ فإننا نعزيها للأعراض الانسحابية.

أما إذا كانت الأعراض بدأت بعد أسبوعين من توقف الدواء فإننا نعزوها إلى عودة المرض، ولذلك من الصعوبة بمكان أن نقول أن ما حصل لك بعد ثلاثة أشهر هي أعراض انسحابية، وإن كان يُشابهها إلى حدٍّ كبير.

الشيء الثاني في استشارتك هو أنك تعاني من خمول في الغدة الدرقية، وثابت جدًّا الآن أن اضطرابات الغدة الدرقية تؤدِّي إلى مشاكل وأعراض نفسية شبيهة للقلق وللاكتئاب.

لذلك أنصح بالآتي: طالما ذكر لك الدكتور – دكتور الباطنة – أن تعود لاستعمال الـ (ثايروكسين Thyroxine) فإني أرى أن تستمر في تناوله لفترة من الوقت، حتى يتم ضبط الغدة الدرقية، ونلاحظ، قد يختفي ما تحسّ به بعد الاستمرار في تناول الثايروكسين.

أما إذا استمرَّتْ هذه الأعراض حتى بعد استمرارك في تناول الثايروكسين، فعندها يمكن العودة إلى استعمال الزولفت بآخر جرعة كنت تستعملها، أي خمسين مليجرامًا يوميًا لمدة ثلاثة أشهر، وليكن بعدها التوقف عن تناوله تدرُّجًا، أي تتوقف عن تناوله خلال شهرٍ مثلاً.

وبالله التوفيق.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً