الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

تخلصت من نوبات الهلع وحل محلها عدم التركيز والإدراك!

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..

أنا صاحبة الاستشارة رقم 2294193

كنت كما ذكرت لكم سابقا أني أعاني من نوبات الهلع والقلق والأرق، وبعد وضع عدة استشارات لدى موقعكم -جزاكم الله خيرا- استفدت كثيرا من نصائحكم، والتي كان أساسها تجاهل العرض، وممارسة حياتي بشكل طبيعي.

وفعلا لاحظت بعد فترة قصيرة أن الأعراض بدأت تقل تدريجياً، وأشعر الآن أن أغلب الأعراض تقريبا قد زالت: كفقدان الشهية، والأرق، والقلق، ولكن أتى محلها شعور بعدم التركيز أو الإدراك، وأحس بأني أعيش في خيال.

أعلم في داخلي أن هذه فكرة سخيفة، وأحاول تجاهلها، ولكنني لا أستطيع التغلب عليها، وهي ملازمة لي الآن منذ 3 أيام، وأخشى أن تكون سببا في عودة الأعراض السابقة، بسبب كثرة تفكيري بها، وأشعر بعدم الراحة، فما تفسيركم؟ وهل هي عرض من أعراض القلق؟ وهل ستزول أم أنها مزمنة؟

بفضل الله أنا ملتزمة دينيا، خصوصا بعد تعرضي للنوبات السابقة الشديدة، والتي أتعبتني كثيرا، ولكنها في نفس الوقت كانت سببا في تقربي من الله عز وجل، ولكن مشكلتي هي أني أوسوس كثيرا، فحتى لو كان العرض بسيطا، فإني أجعله شيئا كبيرا وخطيرا، وهذا شيء سلبي، وأود أن أتخطاه وأتجاوزه.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وبعد:

الحمدُ لله أنك تحسَّنت كثيرًا، وتغيرت أشياء كثيرة كنت تحسِّين بها، وزالت معظم الأعراض بعد رسالتك الأولى.

وكما ذكرتُ لك في الإجابة السابقة أنك صغيرة السِّنِّ، فعمرك 19 سنة، والقلق والتوتر والوساوس جزء من مشاكل هذه المرحلة، ولكن -بإذن الله تعالى- ستختفي وتزول، وقد ذكرتُ أنك يبدو أنك شخصية قوية –ما شاء الله–، واستطعت بنفسك التغلب على معظم هذه الأشياء، والسير في الحياة قُدمًا، وما يحصل الآن هو جزء من الانتكاسة الخفيفة، وليس مزمنًا، والدليل أن له ثلاثة أيام فقط، وقد يكون هناك عامل خارجي -لا أدري- فأنت الآن في مرحلة تتأثرين بما يدور حولك بصورة كبيرة، وذكرتِ أنك شخصية حسَّاسة، وأنك تتأثَّرين بما يحدث حولك، وتُكبِّرين الأشياء، فكل هذا جزء من تكوين شخصيتك، وجزء من المرحلة التي تمرين بها.

ما تحسِّين به هو شيء عارض وليس مزمنًا، فواصلي ما تفعلينه من تجاهل وشغل وقتك، واشغلي دائمًا وقتك حتى لو شعرت بعدم التركيز مثلاً في قراءة أو في دراسة، واتركي الدراسة لفترة، وحاولي أن تأخذي فترة استراحة وترفيه لفترة معينة، ثم ارجعي بعد ذلك للدراسة والمذاكرة.

لا تضغطي على نفسك أكثر من اللازم، واخرجي للمشي مثلاً، فالرياضة مهمة جدًّا، وإن كان لك هوايات مارسيها بانتظام.

وفَّقك الله وسدَّد خُطاك.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك
  • الإمارات sara

    انا صاحبة الاستشارة
    اشكرك يا دكتور عبدالعزيز على الرد
    الحمدلله الحالة خفت كثيرا عن السابق صحيح اني لم اتعافى تماما ولا زال لدي مخاوف و وساوس ولكنها اصبحت ضعيفة جدا مقارنة بها فالسابق و مع استمراري في تحقير الوساوس والمخاوف وتجاهلها ستضعف اكثر الى ان تختفي تماماً - ان شاء الله تعالى-
    اشكرك جزيل الشكر يا دكتور و الله يجزاك الف خير

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأكثر مشاهدة

الأعلى تقيماً