الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط


الذنوب والمعاصي تضر ولابد، فإن مما اتفق عليه العلماء وأرباب السلوك أن للمعاصي آثارا وثارات، وأن لها عقوبات على قلب العاصي وبدنه، وعلى دينه وعقله، وعلى دنياه وآخرته.

اختيار هذا الخط

أشعر بوساوس غريبة وكأني في حلم، فكيف أتخلص منها؟

السؤال

السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته.

أشكركم لإجاباتكم، وحسن إصغائكم لنا.
أنا فتاة عمري 24 سنة، أعاني من مشكلة، لا أعرف هل هي وهم أو مرض نفسي، أو وساوس شيطانية، أو حديث نفس؟ فعندما كنت جالسة وأنا صغيرة أحسست وكأنني لست موجودة، وكأنني في حلم، واستعذت بالله، ورجعت لحالتي العادية، والآن عندما كبرت، أكون في حالة طبيعية، ثم تأتيني وساوس وأشعر بالخوف، فأقول في نفسي: سوف أشعر بالشعور القديم ذاته عندما كنت صغيرة، وبالفعل أشعر وكأنني لست موجودة، وذات مرة فكرت في الانتحار.

أريد التخلص من هذه الوساوس التي تراودني باستمرار، لأنني أخاف الله تعالى، فكيف السبيل لذلك؟

أفيدوني جزاكم الله خيراً.

الإجابــة

بسم الله الرحمن الرحيم
الأخت الفاضلة/ سارة حفظها الله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد:

أسأل الله لك العافية والشفاء والتوفيق والسداد، ورسالتك واضحة جدًّا.

أيتها -الفاضلة الكريمة-: الذي حدث لك في مرحلة الطفولة والصغر، هو نوع من القلق الذي يتمثل في اضطراب الأنية، أي عدم التأكد من الذات، وهو بالفعل شعور سخيف، لكنه ليس خطيرًا.

الذي تعانين منه الآن -أيتها الفاضلة الكريمة-، هو ما نسميه بالذكريات الوسواسية، يعني أن هناك فكرة وسواسية من الماضي تعتريك، وتُسبب لك الكثير من التوتر وعُسْر المزاج، إذًا الذي تعانين منه هو وسواس، لكنه مرتبط بذاكرة الماضي.

عجبتُ لك -أيتهَا الابنة الفاضلة- من أنك تحدثت عن الانتحار، وما علاقة الانتحار بما تعانين منه؟ أمرك بسيط، وحالتك بسيطة، يمكن احتواؤها، أنت مسلمة، وفي بدايات سن الشباب، والحياة لك حقيقة، فحقِّري مثل هذا الفكر، وانطلقي انطلاقات صلبة، وكوني فاعلة، وأقهري المرض وحقِّريه تحقيرًا تامًا، أي هذه الفكرة الوسواسية.

وحتى أطمئنّ عليك وتصلي لمرحلة التعافي، أرجو أن تذهبي إلى طبيبة نفسية لتوصف لك أحد الأدوية المضادة لقلق الوساوس الافتراضي، وأفضل الأدوية التي سوف تفيدك عقار يعرف تجاريًا باسم تجاريًا باسم (زيروكسات Seroxat)، ويسمى تجاريًا في المغرب (ديروكسات Deroxat)، ويسمى علميًا باسم (باروكستين Paroxetine)، الجرعة في حالتك بسيطة، والديروكسات CR هو الأفضل، تبدئي 12.5 مليجرام يوميًا ليلاً لمدة شهرٍ، يفضل تناوله بعد الأكل، بعد ذلك اجعلي الجرعة خمسة وعشرين مليجرامًا ليلاً لمدة شهرين، ثم 12.5 مليجرام ليلاً لمدة ثلاثة أشهر، ثم 12.5 مليجرام يومًا بعد يوم لمدة شهرٍ، ثم توقفي عن تناول الدواء.

وإن رأى طبيبك إعطاءك دواءً آخر فهذا لا بأس به، الديروكسات -كما ذكرتُ لك- دواء ممتاز، لا يُسبب الإدمان، ولا يُؤثِّر على الهرمونات عند النساء، من أحد عيوبه البسيطة: أنه ربما يفتح شهية الإنسان نحو الطعام، خاصة الحلويات، ممَّا ينتج عنه زيادة بسيطة في الوزن، هذا لا يحدث لجميع الناس، لكن وددتُّ أن أذكره لك حتى تكوني على بيِّنة من أمرك إذا ازدادتْ شهيتك للطعام لتتخذي السبل والتحوطات التي تمنع زيادة الوزن.

باركَ الله فيك وجزاك خيرًا، وبالله التوفيق والسداد.

مشاركة المحتوى

مواد ذات صلة

الاستشارات

الصوتيات

تعليقات الزوار

أضف تعليقك

لا توجد تعليقات حتى الآن

بحث عن استشارة

يمكنك البحث عن الاستشارة من خلال العديد من الاقتراحات



 
 
 

الأعلى تقيماً